حفنة كلام
الطالب محور العملية التعليمية
للتعليم ثلاثة أركان؛ الطالب والمعلّم والمنهج التعليمى فإذا ما اهتز ركن من هذه الأركان تساقط البيت التعليمى كله، ولذلك آمل أن نهتم بالطالب تعليما وتربية وسلوكا وأن نحسّن معاملة طلابنا معاملة حسنة بقسوة الأب الرحيم ولذا قال الشاعر:
فقسا ليزدجروا ومن يكُ حازما
فلْيقسُ أحيانا على من يرحمُ
وقد لحظت قسوة بعض المدرسين بالمدرسة والجامعة فحبذا لو اتصف الأستاذ بالأبوة، والمشرف الحقيقى هو من يتصف بحنان الأب وقسوته الرقيقة، هو الذى يخاف على طلابه وأبنائه أما ما نراه من حدة بعض المشرفين وتعنّتهم فى الإشراف على طلاب الماجستير والدكتوراه فهذا غير مقبول؛ ويقينِى إن القوانين تمنع ذلك لكن الباحثين يخشون الشكوى خوفا من تعنّت المشرفين معهم وقد رأينا حوادث لا أود ذكرها لذا آمل من الزملاء نوّاب رؤساء الجامعات للدراسات العليا أن يفتحوا قلوبهم لطلاب الدراسات العليا وأن يسمعوهم بقلب الأب الرائد المسئول ليحكوا ما يحدث مع بعضهم من قسوة زائدة ومن تأخير متعمّد وأمور أخرى، المشرف الحقيقى هو الذى يترك مسافة قصيرة بينه وبين طالبه حيث يكون هناك احترام وتقدير من الطالب تجاه أستاذه مع توقير بودٍّ وأخلاق؛ وليس هذا دعوة لمجاملة المشرفين طلابهم ولا «لسلْق» الرسائل وتكرارها وإباحة السطو على جهود الآخرين دون مراعاة الأمانة العلمية وحقوق الملكية الفكرية، بالتأكيد لا أدعو لذلك لكنى أطالب بالرحمة والحرص على وجود علاقة الأبوّة بينهما وأن على المشرف أن يعامل طلابه كما يعامل أبناءه وأن يزرع فيهم روح الأمانة العلمية وحب المعرفة ودقة المنهج التعليمى وقدرة السلوك هذه أبجديات العلاقة العلمية الصحيحة وأساسيات تقدّم الدول.
• خاتمة الكلام
قال أبو مدين التلمساني:
متى يا عُرَيبَ الحى عينى تراكمُ
وأسمعُ من تلكَ الديار نداكمُ
ويجمعنا الدهر الذى حال بيننا
ويحظى بكم قلبى وعينى تراكمُ
أمرُّ على الأبواب من غير حاجة
لعلى أراكُم أو أرى من يراكُم
سقانى الهوى كأسًا من الحب صافيًا
فيا ليتهُ لمّا سقانى سقاكُم