مصداقية برنامج الطروحات الحكومية فى البورصة مرهونة بخطط واضحة للاكتتابات

4 محاور لتطوير صندوق حماية المستثمر

افخر بنفسك واعتمد عليها فى بناء المجد، لا تتكل على أحد، كن واثقاً بأنك لم تولد عبثا، وأن لمسيرتك معنى، عليك بالمغامرة حتى لا تبقى طوال حياتك تقول: ماذا لو..؟ لتكن لك أهداف ورؤى خاصة، كل ما تتوقعه بثقة كاملة سيحدث فى حياتك فعلاً، فلا تتوقع إلا النجاح بتفوق، عليك أن تدفع ثمن التميز، مقدماً وكاملاً، فليس هناك طريق مختصر، مواجهة التحديات وتجاوزها، تجعلك تكتشف القدرة الداخلية وتتعلم دروساً قيمة تساعد فى بناء مسيرة أفضل.. وكذلك محدثى قادر على تحويل الضغوط إلى دوافع للتطور والنمو، يقدم أفضل ما لديه فى كل ما يقوم به.

كافئ نفسك على كل خطوة تحققها نحو هدفك، مهما كانت صغيرة، اعلم أن التقدير والاحتفال بالإنجازات يغذيان روح العزيمة والإصرار، ويحفزانك على مواصلة السعى نحو النجاح، وعلى هذا المسار كان مشوار الرجل منذ الصبا.

نور الدين محمد، رئيس مجلس إدارة شركة تارجت لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية، والمرشح لانتخابات عضوية مجلس إدارة صندوق حماية المستثمر على مقعد الشركات العاملة.. يضع دائماً نصب عينيه التفرد، وهو سر نجاحه، الأفكار الإيجابية تجعله قادرا على الإبداع، لا يتوقف عن تعلم أشياء جديدة وتطوير مهاراته، يحمل الشكر والتقدير لكل من ساهم فى صناعة شخصيته وأولهم والداه وزوجته.

نمط هندسى رائع.. ذلك المصمم به الحديقة.. 400 متر عبارة عن أرض عشبية، تنسيق للنباتات العطرية، والأشجار تشكل لوحة من الفن الجميل، فالأشجار المثمرة موزعة حول السور بطريقة جمالية، الأحواض العشبية تتخللها قنوات مياه صغيرة على جانبها زهور وياسمين.. الواجهة تم تصميمها بشكل هندسى يجمع بين الزجاج، والرسومات الهندسية.. عند المدخل الرئيسى ومن خلال التصميم الداخلى تتكشف الألوان الهادئة، اللون السكرى ذو الدرجات المختلفة يضفى هدوءا وراحة على الأركان، طاقة إيجابية تعزز من وجودها الحيوانات الأليفة، 4 لوحات متنوعة، بعضها يحمل آيات، وعبارات دينية، والأخرى مصممة برسومات فنية تحكى جمال الطبيعة، الأثاث الكلاسيكى المودرن يطغى عليه لون الكافيه، لتكتمل به الصورة الجمالية الرائعة.

مجموعة من الفازات والكريستالات تعبر عن ديكورات تحمل الرقى والجمال، تمتد بطول الممر، مكتبة كبيرة، تضم مجموعة مكتملة من الكتب، والمجلدات النادرة، بعضها دينى، وأخرى تتعلق بمجال عمله، سطح المكتب أكثر تنظيما، كل الملفات تتسم بالترتيب، لاب توب وبعض الأوراق الخاصة بالعمل، قصاصات ورقية يحدد من خلالها برنامج عمله اليومى، أجندة ذكريات تقص مشوار رحلته الطويلة، تحكى مجهوداته، وكيف نجح فى أن يحفر فى الصخر، ويكتب مشواره بحروف من نور، ومدى تأثير المقربين له فى مسيرته ونجاحاته المتتالية بدأ افتتاحيتها بقوله «اجعل لنفسك شخصا مؤثرا، فيمن حولك، ولا تتأثر إلا بالإيجابية».

ثقة بالنفس، وصراحة فى القول، رؤية تحليلية تبنى على الصدق، تفسير دقيق، وثقة أكثر فى تفسير الأحداث، فكر قائم على التعلم، قناعات ومبادئ يعبر عنها دون تحفظات، أسلوب أكثر بساطة فى تفسير المشهد الاقتصادى.. يقول إن «الحكم على المشهد الاقتصادى الوطنى ليس بالأمر السهل، فالمشهد يحتاج أن تكون محل صانع القرار، خاصة فى ظل المتغيرات الخارجية، وتأثيرها على السوق المحلى، رغم كل ذلك إلا أن التفاؤل يسود المشهد فى القادم، بعد النجاح المحقق فى البنية التحتية القوية، التى ساهمت فى جنى الثمار من خلال استقطاب المزيد من الاستثمارات، وتأسيس صناعات جديدة، بالإضافة إلى أن المتغيرات الخارجية مع استقرارها ستنعكس تداعياتها إيجابيا على الاقتصاد الوطنى، بما يسهم فى انطلاقته».

العقول العظيمة تبحث دائما عن الأفكار ونفس المشهد للرجل حينما يوضح رؤيته للقادم، وتفاؤله مع تحسن الاقتصاد، وتراجع معدلات التضخم، مما ينتج عنه ارتفاع فى دخل المواطن، وهو يشير إلى أن جنى ثمار الإصلاح الاقتصادى سيكون من 3 إلى 6 سنوات.

< أقاطعه قائلا.. لكن الاقتصاد الوطنى شهد إجراءات إصلاحية فى عام 2016 وبعد عدة سنوات تم إصلاح اقتصادى جديد.. فهل ذلك يرجع إلى عدم استكمال الإجراءات الإصلاحية السابقة؟

- بتفكير ورؤية دقيقة يجيبنى قائلا إنه «بعد المشروعات القومية التى نفذت، ومن ضمنها مشروع قناة السويس كان المشروع فى حاجة إلى أن يحصد ثماره، لكن مع الأزمات الخارجية المتتالية، أثرت سلبا على هذه المشروعات، وكل ذلك دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية جديدة، سبقها تدبير احتياطى نقدى من الدولار، وكذلك متطلبات السوق من العملة الصعبة، من خلال مشروع رأس الحكمة، والذى ساهم فى تدفق أموال أجنبية».

الوضوح والشفافية من الصفات التى يحظى بها، تجده أكثر وضوحا فى معدلات التضخم، المتوقع استمراره، لكن بوتيرة أقل، مع ضرورة الرقابة الشديدة، وضبط الأسواق.

كل ما هو ملهم صُنع بحرية، وهذا ما غرسه والده فيه، حينما يتحدث عن أسعار الفائدة يعتبر أن المشهد فى السياسة النقدية بالاقتصاد الوطنى يختلف عن باقى دول المنطقة التى تسير وفقا لقرارات الفيدرالى الأمريكى بالرفع والخفض، حيث إن معدلات التضخم، والتصنيف الائتمانى، والتدفقات الاستثمارية لهذه الدول ليس بنفس المعدلات والتصنيف فى السوق المصرى، لذلك نجد أن ارتفاع معدلات الفائدة بالسوق المحلى، كان بهدف السيطرة على التضخم، والحفاظ على قيمة العملة المحلية، ومواجهة الدولرة.

لا يزال الجدل قائما بين المحللين والخبراء حول الأموال الساخنة، ومدى استفادة الاقتصاد منها، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تبنى على أن المهم فى الأموال الساخنة يكمن فى إدارتها بصورة صحيحة، بحيث توجه للاستثمار المرحلى، والذى عبره يتم تحقيق العوائد، ومن خلالها يسدد أصل القرض، وفوائده، لكن أن يتم توجيه هذه القروض قصيرة الأجل، فى مشروعات استثمارية طويلة الأجل، هو ما يسبب أزمة للاقتصاد، بالإضافة إلى أن هذه الأموال لا يمكن تحويلها إلى استثمارات أجنبية مباشرة، بسبب طبيعتها التى تقوم على التدفق والتخارج فى الأسواق بصورة سريعة تخدم أهدافها.

< مع تراجع حجم الدين الخارجى بنسب ملموسة بعد قيام الدولة بسداد الالتزامات المقررة عليها.. ما تعليقك على الاتجاه إلى بيع الأصول والشراكات كبديل للاقتراض؟

- علامات تركيز ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «الدولة وصلت لمرحلة أنها غير قادرة على تكلفة المشروعات القومية، بعد تخارج الأموال الساخنة، مما أدى إلى اضطرار الدولة لبيع الأصول، والاتجاه إلى الشراكة وحق والانتفاع، بالإضافة أيضاً إلى الاتجاه للبورصة من خلال الاكتتابات فى سوق الأسهم وعودة مصداقيتها مع تحديد خطط واضحة بما يفيد الاقتصاد، والتى تبدأ بطرح بنك المصرف المتحد».

«لا تهدر وقتك فيما لا يفيد» من السمات المكتسبة من والده، لذا تجده أكثر حرصا على التعلم، والعلم، يتبين ذلك من خلال حديثه عن السياسة المالية، يعتبر أن استقرار التشريعات فى السياسة المالية، خاصة التشريعات الضريبية، أهم ركائز استقطاب الاستثمارات الأجنبية، لذا لا بد من الاعتماد على استقرار هذه التشريعات.

ليس من أصحاب التركيز على التفاصيل إلا إذا تطلب الأمر ذلك، يعتبر ملف الاستثمار الأجنبى المباشر من الملفات المهمة التى تلعب دورا رئيسيا فى استقطاب العملة الصعبة، وهو ما تحقق فى عام 2008 حينما تمت إعادة صياغة العديد من الملفات، ومن ضمنها الملف الضريبى، وتقديم محفزات ضريبية، سمحت بالمزيد من تدفقات الاستثمارات، التى انعكست إيجابيا على النمو الاقتصادى، وتحقيق التنمية المستدامة، لذا لا بد من إعادة التجربة فى المحفزات والإعفاءات الضريبية، مع الاهتمام بالمناطق الحرة ذات القوانين الخاصة، بما يسمح بمزيد من الأموال، بالإضافة إلى أن عودة وزارة الاستثمار ستساعد فى تحريك المياه الراكدة فى الاستثمارات المباشرة الأجنبية.

< كيف ترى المستثمر المحلى.. وهل لا يزال يواجه أزمات وعدم الدعم؟

- علامات راحة ترتسم على ملامحه يقول إن «المستثمر المحلى فى حاجة إلى دعم الحكومة، حيث يعتبر الأكثر تضررا من تحرير سعر الصرف، وارتفاع تكلفة المشروعات، وكذلك على الدولة الحد من التدخل فى السوق وأسعاره، وإفساح المجال للقطاع الخاص للعرض والطلب، والمنافسة العادلة».

سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام، دون الالتفات للوراء، يعتبر أن العديد من القطاعات قادرة على دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، ومن ضمن هذه القطاعات البترول، والتوسع فى استثماراتها، بالإضافة إلى القطاع الصناعى، وأيضاً القطاع الزراعى، والسياحى، مع العمل على طرح شركات فى سوق الأوراق المالية، حيث يعتبر أن السوق مناسب لتلقى أى اكتتابات، من حيث السيولة، لكن الأمر يتطلب أيضاً إلى تسعير جيد، وعادل، بما يحقق للمستثمرين مكاسب، وهو ما ينعكس إيجابيا على السوق، مع عدالة فى توزيع التخصيص.

إذا لم تكن قويا بما فيه الكفاية، فستقلع عن تجربة أى شىء بسرعة، وهو عكس فكر وفلسفة محدثى الذى يركز على التجارب، وتقديم المستفاد منها إلى السوق، لذلك كان ترشحه لصندوق حماية المستثمر الذى يسعى من خلاله إلى تحقيق 4 محاور تتمثل فى إعادة هيكلة شاملة للصندوق، بما يحقق مستهدفاته، وتنمية أعضائه، وكذلك تحمل جزء من المسئولة الخاصة بالسوق، وتنوع مصادره بما ينعكس إيجابيا على العاملين فى المجال، وأيضاً تعزيز التواصل مع البورصة والرقابة المالية، بما يحقق دوره بالكامل.

عندما تؤمن بفكرة، اعمل على تحقيقها، ونفس الأمر انتهجه الرجل، فقد نجح فى تحقيق كل أهدافه المتتالية، إلى أن نجح فى تكوين كيان كبير، بنى استراتيجيته على التنافسية، والوجود فى السوق بقوة، مع تحقيق مستهدفات تبنى على التنوع فى إدارة الأصول بصورة أكثر من خلال إطلاق المزيد من الصناديق الاستثمارية المتخصصة، والتى تشمل مجالات طبية، وعقارية وتعليمية، مع الحرص والعمل على تفعيل المزيد من المنتجات، والاهتمام بمجال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك التمويل الاستهلاكى، وأيضاً الوصول بحجم الأصول المدارة من 5 مليارات جنيه إلى 10 مليارات جنيه خلال عام 2025.

استوعب كل ما هو مفيد، وأضف إلى نفسك أشياء من اختراعك، وهو ما يسعى إليه الرجل دائما، تجده يحث أولاده على الاجتهاد والسعى، تجده عاشقا للرياضة سواء المشى أو السباحة، لما توفره له من صفاء ذهنى وراحة، عاشقا للألوان التى تحظى بالصفاء، والنمو، لكن يظل شغله الشاغل تعزيز ريادة الشركة فى مجال سوق المال.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟=