سلطنة عُمان تحتفل بيوم الزراعة لبناء منظومة جديدة لتعزيز الأمن الغذائى وتدعيم دور القطاع الزراعى فى الاقتصاد العمانى

احتفلت سلطنة عمان ممثلة فى وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع جامعة السُّلطان قابوس بيوم الزراعة الذى يصادف الـ31 من أكتوبر من كل عام، ويهدف إلى رفع الوعى المجتمعى بأهمية القطاع الزراعى كونه أحد القطاعات الحيوية الداعمة للاقتصاد الوطنى ومساهمته فى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الناتج المحلى غير النفطى. رعى الحفل الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السُّلطان قابوس، وبحضور الدكتور سعود بن حمود الحبسى، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
يتزامن الاحتفال مع الاستعدادات العُمانية للاحتفال بالعيد الوطنى الـ 54 للنهضة المتجددة، والذى يطوى عاماً من الإنجازات التى تحققت على كافة المستويات، وخاصة فى المشروعات الاقتصادية والزراعية الداعمة والمعززة لرؤية عُمان 2040، ويدشن عاماً جدياً من مسيرة العطار والبناء والتنمية والخطط الاستراتيجية.

مخرجات مختبر الأمن الغذائي
تضمن الحفل تقديم ثلاث أوراق عمل: الورقة الأولى تناولت مخرجات مختبر الأمن الغذائى قدمها الدكتور مسعود بن سليمان العزرى، مدير عام التسويق الزراعى والسمكى، وجاءت الورقة الثانية حول الخدمات والبرامج المقدمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من قِبل هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها فى دعم رواد الأعمال قدمها خالد بن خليفة الهنائى، رئيس قسم إدارة الشراكات والمتابعة، أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان فرص تمويل مشاريع الأمن الغذائى قدمتها زكية بنت سرور الخروصية، مديرة فرع الحى التجارى ببنك التنمية. وقال الدكتور حمدان بن سالم الوهيبى، مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، فى كلمة: إن جامعة السُّلطان قابوس لها دور كبير فى مجالات البحث والتطوير والابتكار والتى تسهم بشكل فعّال فى تطوير منظومة الأمن الغذائى.
وأشار إلى أن القطاع الزراعى يشهد عملية تطوير وتحديث مستمرة تستهدف فى المقام الأول زيادة الإنتاج المحلى من الغذاء وتحسين نسبة الاكتفاء الذاتى للسلع المنتجة لإحلال الواردات وبالتالى تعزيز منظومة الأمن الغذائى مع ضمان سلامة وجودة الغذاء والمحافظة على الموارد الطبيعية.
وأضاف أن الوزارة تقدم عددًا من البرامج بالشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص والجمعية الزراعية العُمانية والتى أدت إلى زيادة حجم الإنتاج الزراعى وتحقيق معدلات نمو مستمرة، حيث بلغ إجمالى الناتج المحلى الزراعى (525) مليون ريال عُمانى فى عام 2023م مقارنة بـ(432) مليون ريال عُمانى فى عام 2021م. وتطرق إلى أن الوزارة نفذت 4 مختبرات للأمن الغذائى منذ 2021 بهدف إيجاد فرص استثمارية وإطلاق ممكنات داعمة للاستثمار فى قطاع الأمن الغذائى، وأن مختبر الأمن الغذائى لعام 2024م خرج بـ 66 فرصة استثمارية و24 مبادرة تمكينية.

وأشار الدكتور راشد بن عبدالله اليحيائى، عميد كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السُّلطان قابوس، فى كلمة الجامعة إلى أهمية دور وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه فى مجالات البحث والتطوير والابتكار الزراعى وتأهيل الكوادر المتخصصة التى تسهم فى تطوير منظومة الأمن الغذائى وتشجيع الطلبة على ريادة الأعمال فى القطاع الزراعى وتطبيق التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعى فى مراحل العمليات الزراعية والإنتاجية والتصنيعية.
وأكد على ضرورة الاستثمار فى مجال البحث العلمى والابتكار كونه عنصرًا حيويًّا يطور من القطاع الزراعى، إضافة إلى أهمية عمل الوزارة مع كلية العلوم الزراعية والبحرية والمراكز البحثية المتخصصة فى تنفيذ المشاريع البحثية والبرامج التدريبية من أجل بناء القدرات الوطنية وتطوير الحلول المبتكرة لمعالجة التحديات التى يواجهها القطاع.
وبيّن أن القطاع الزراعى يشهد عملية تطوير مستمرة تستهدف زيادة الإنتاج المحلى من الغذاء وتحسين نسب الاكتفاء الذاتى وإحلال جودة الغذاء والمحافظة على الموارد الطبيعية، إضافة إلى تنفيذ برامج متنوعة تُعنى بحفظ الموارد الوراثية النباتية وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية لمكافحة الأمراض والآفات الزراعية، وتنفيذ برنامج إنتاج شتلات الفاكهة المحسنة المنتجة بمشاتل البحوث الزراعية والتى بلغت أكثر من 550 ألف شتلة خلال الخمس سنوات الأخيرة (٢٠١٩-٢٠٢٤م).

تأكيد على أهمية الزراعة ودورها فى الاقتصاد المحلى
وعلى صعيد متصل احتفلت ولاية بهلا اليوم بيوم الزراعة تحت رعاية سعيد بن على بن أحمد الصلف النعيمى والى بهلا، وذلك بقاعة جمعية المرأة العمانية بالولاية. وفى كلمته، أكد المهندس خصيب بن سليم بن سالم المعنى، مدير دائرة البحوث الزراعية والحيوانية بمحافظة الداخلية، على أهمية الزراعة فى حياة الإنسان العمانى. وأوضح أن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تعمل على تحقيق رؤية «أمن غذائى ومائى مستدام ومساهمة فاعلة فى الاقتصاد الوطني»، من خلال تحقيق الأهداف الرئيسية المستمدة من «رؤية عمان 2040».
وأشار المعنى إلى أن احتفال هذا العام يأتى بعد تحقيق إنجازات نوعية فى القطاع الزراعى، حيث اختتمت الوزارة مؤخرًا مختبر الأمن الغذائى لعام 2024، الذى يهدف إلى تعزيز الاستثمار المحلى والأجنبى فى مختلف قطاعات الأمن الغذائى، وتطوير فرص استثمارية جديدة.
وذكر المعنى أن الوزارة تسعى لتعزيز منظومة الأمن الغذائى والمائى وضمان سلامة وجودة الغذاء عبر السياسات والتشريعات الفعّالة، حيث بلغت نسب الاكتفاء الذاتى فى عام 2023 كما يلي: 97% للتمور، و77% للخضراوات، و26% للفواكه، و46% للحوم الحمراء، و60% للدواجن، و92% للحليب الطازج، و68% لبيض المائدة، و158% للأسماك.
كما أشار إلى أن ولاية بهلا تعتبر من الولايات الزراعية العريقة، حيث تتميز بزراعة النخيل والقمح وقصب السكر، بالإضافة إلى المحاصيل المحلية مثل البصل والثوم والخيار.
وأكد المعنى على دور الحكومة فى تطوير القطاع الزراعى بالولاية، من خلال افتتاح دائرتين للثروة الزراعية ودائرة للبحوث الزراعية والحيوانية، بالإضافة إلى مركز الزراعة النسيجية المتخصص. تضمن الاحتفال مجموعة من الفقرات المميزة، بما فى ذلك معرض زراعى شارك فيه المزارعون ومربو الثروة الحيوانية والنحل، بالإضافة إلى الأسر المنتجة والشركات الزراعية. كما تخللت الحفل عروض فنية متميزة، مثل أوبريت طلابى عن الزراعة وفقرات فنية أخرى. فى ختام الحفل، قام راعى المناسبة بتكريم الجهات الداعمة للفعالية، مما يعكس التعاون والالتزام بتعزيز القطاع الزراعى فى سلطنة عمان.

تعزيز الوعى بأهمية القطاع الزراعى
كما نظمت المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة احتفالًا بمناسبة يوم الزراعة الذى يصادف 31 أكتوبر من كل عام، تحت رعاية عبدالعزيز بن حمدان البلوشى، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية عبرى. بدأ الحفل بلوحة طلابية ترحيبية قدمها طلاب مدرسة المسرات للتعليم الأساسى. وفى كلمته، أكد المهندس سالم بن مصبح الكلبانى، مدير دائرة التنمية الزراعية، على أهمية الأشجار فى الحياة ومكانة النخلة، موضحًا الجهود المبذولة لحمايتها وتطوير القطاع الزراعى والحيوانى وزيادة مساهمتهما فى الأمن الغذائى. كما قدم المهندس يونس بن على الناصرى محاضرة تناولت الحقول التجارية لأشجار النخيل والفواكه، تلتها محاضرة أخرى ألقاها المهندس عمار بن عبدالله الكلبانى حول الإدارة المتكاملة لحشرة سوسة النخيل الحمراء ومكافحة دباس النخيل.

وقام راعى الحفل بافتتاح المعرض الزراعى، الذى ضم مجموعة من منتجات المرأة الريفية والأسر المنتجة، حيث تم عرض مجموعة من منتجات الألبان ومستحضرات التجميل الطبيعية والعسل والسمن المحلى، بالإضافة إلى منتجات التمور ومشتقاتها. كما تم خلال المعرض التعريف بالدور الذى تقدمه المديرية للحفاظ على الصحة العامة من خلال فحص العينات وزيارة المزارع، وتقديم الخدمات التى تشمل الحيازات الزراعية والمسوحات وغيرها من الخدمات التنموية. وشمل المعرض أيضًا جهود الوزارة فى قطاع موارد المياه والتنمية الحيوانية، بالإضافة إلى العيادة البيطرية ومشاريع زراعة القمح والفواكه. كما تم عرض مجسمات حية حول السدود والأفلاج وزراعة القمح وحقول الفاكهة، ونشرات توعوية وإصدارات متنوعة تتعلق بالخدمات الزراعية، فضلاً عن المنتجات التى تشتهر بها ولايات محافظة الظاهرة وأنواع مختلفة من الشتلات. فى ختام الفعالية، تم استقبال الجماعات الطلابية من مدارس المحافظة، حيث تم تقديم الشرح والتوضيح لهم حول أهمية الزراعة ومساهمتها فى الأمن الغذائى.

هيئة البيئة تشارك فى الاحتفالية باستزراع 500 شتلة من أشجار القرم
كما شاركت هيئة البيئة بمحافظة جنوب الباطنة، بالتعاون مع كشافة ومرشدات تعليمية المحافظة وفريق النهضة الرياضى بالمصنعة، فى الاحتفال بيوم الزراعة الذى يصادف 31 أكتوبر من كل عام. وتضمن الاحتفال فعالية متميزة شارك فيها حوالى 120 طالبًا وطالبة من كشافة وأشبال وزهرات مدارس تعليمية المحافظة، بالإضافة إلى أعضاء الفريق الرياضى. حيث قام المشاركون باستزراع 500 شتلة من أشجار القرم، كما تم تنظيم حملة لتنظيف الشواطئ فى خور القريم بولاية المصنعة. تأتى هذه الفعالية ضمن إطار برنامج تأهيل الأخوار فى سلطنة عمان، الذى يهدف إلى صون الأنظمة البيئية ومكوناتها وإعادة تأهيلها، وزيادة مساحات غابات أشجار القرم، وتعزيز التنوع الأحيائى للكائنات البحرية. وتساهم هذه الأنشطة أيضًا فى تفعيل المبادرة الوطنية لاستزراع 10 ملايين شجرة، فى إطار الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة.