بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

في يوم الجمعة..

بلاغة القرآن في سورة الكهف

القرآن
القرآن

 وضح الدكتور مختار جمعة، وزير الاوقاف السابق، بعض الفوائد اللُغوية التي توضح مدى بلاغة القرآن الكريم، في قوله تعالى في سورة الكهف:"قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا"، وقوله تعالى: "ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا".

 

بلاغة القرآن في سورة الكهف:

 حيث قال جمعة إنه في الآية الكريمة جاءت "تستطع" في الآية الأولى بتاءين، وفي الآية الثانية "تسطع" بتاء واحدة، ومعلوم أن زيادة المبنى زيادة في المعنى. 


 وتابع: وذلك لأن الخضر عليه السلام عندما قال لسيدنا موسى عليه السلام "سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا"، كان سيدنا موسى عليه السلام لا يكاد يطيق صبرًا على ما فعله الخضر عليه السلام لعدم وقوفه على حكمة ما فعله من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار. 

حكمة القدر في قصة الخضر: 


 وأضاف: وعندما بيّن له الخضر حكمة ما قام به  بقوله كما عبر عنه النص القرآني المجيد: "أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا".

تناسب النص القرآني مع حال سيدنا موسى: 

 هنا وقف سيدنا موسى على حكمة ما قام به الخضر فهدأت نفسه وسكنت ولم تعد لديه تلك الدهشة التي كانت، فناسب المقام أن يعبر النص القرآني بما يناسب حال سيدنا موسى بعد هدوء نفسه، فجاء التعبير القرآني "ما لم تسطع"، التي هي أخف حدة من "لم تستطع"، التي تم التعبير بها في الآية الأولى قبل وقوفه عليه السلام على حكمة ما كان من فعل الخضر عليه السلام.