بلاغة القرآن الكريم في قوله تعالى "وكانت من القانتين"
وضح الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف السابق بلاغة القرآن الكريم في قوله تعالى "وكانت من القانتين"، مُجيبًا على تساؤل هام وهو :لماذا عدل النص القرآنى هنا عن جمع المؤنث ( القانتات ) إلى جمع المذكر "القانتين" ؟
قال جمعة أن اللغويون يقولون أن اللفظ بجمع المذكر في الآية هنا من باب التغليب ، وهو كذلك ، ولكن ما أتى على أصله لا يُسأل عن علته ، وما عُدل به عن الأصل فإن لهذا العدول علة وسببا ، وهو هنا واضح ملحوظ.
وتابع: ذلك أن السيدة مريم عليها السلام قامت بخدمة بيت الرب آنذاك خير قيام ، وبما أن ذلك كان ولا يزال مما يقوم به الرجال عادة لما يحتاجه من جهد كبير، فإنها قد نزلت منزلتهم وجمعت في عدادهم ، بما يحمل في طياته ثناء على الجهد والدور الذي قامت به في خدمة بيت الرب قياما لا يقل عن ما يقوم به الرجال الأقوياء، بل فاق ما يقوم به كثير منهم خدمة وأداء وإخلاصا في العبادة وتبتلا لله عز وجل .
تفسير الآية الكريم" وكانت من القانتين"
في قوله تعالى : “ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتي"
قوله تعالى : وكانت من القانتين أي من المطيعين . وقيل : من المصلين بين المغرب والعشاء . وإنما لم يقل من القانتات ; لأنه أراد وكانت من القوم القانتين . ويجوز أن يرجع هذا إلى أهل بيتها ; فإنهم كانوا مطيعين لله . وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة وهي تجود بنفسها : " أتكرهين ما قد نزل بك ولقد جعل الله في الكره خيرا ، فإذا قدمت على ضراتك فأقرئيهن مني السلام : مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكليمة - أو قال : حكيمة - بنت عمران أخت موسى بن عمران " . فقالت : بالرفاء والبنين يا رسول الله . وروى قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حسبك من نساء العالمين أربع مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون بنت مزاحم " . وقد مضى في ( آل عمران ) الكلام في هذا مستوفى ، والحمد لله