رئيس دار الأوبرا المصرية: نجوم مصر محل فخر من المحيط للخيلج
د. لمياء زايد: رسالتنا نشر الوعى الفنى وصون تراثنا الموسيقى
لدينا وزير فنان يدعم ويقدر الإبداع ويخطط للمستقبل
نقدم رسالة أمل بالغناء لكل الشعوب العربية.. ومطربو الأوبرا حجر الزاوية فى المهرجان
الشركة المتحدة نقلت المهرجان للعالم
تعد دار الأوبرا المصرية هى الصرح الثقافى والفنى الأعرق الذى يلعب دورًا بارزًا على مستوى الوطن العربي، ومع انطلاق الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان الموسيقى العربية، ترى د. لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، أن دار الأوبرا المصرية أحد أبرز القلاع الثقافية وتظل علامة مضيئة فى سجل تاريخنا الثقافى والفنى وشاهدا على تطور الحضارة الموسيقية والغنائية فى مصر، باعتبارها رمزا للتنوع الثقافى والإبداع الفنى وأشارت رئيس الأوبرا إلى أن الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية هذا العام تظهر بشكل ورؤية مختلفيْن، وستكون امتدادًا لنجاحات السنوات السابقة، ووجهت د. لمياء الشكر لجميع النجوم المصريين والعرب المشاركين هذا العام.
فى حوارها مع «نشرة المهرجان» تحدثت الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، عن رؤيتها وخططها المستقبلية لتعزيز مكانة الأوبرا محليا ودوليا.
< عمل كبير وإبداع ملموس مع دورة جديدة من المهرجان وسط ظروف صعبة للغاية.. فكيف كانت الرحلة؟
<< مهرجان الموسيقى العربية هو الحدث الغنائى الأكبر فى المنطقة بأكملها، ولذلك استغرق العمل على الدورة الجديدة شهورًا طويلة من العمل والتحضير لظهوره فى النهاية بالشكل الذى يليق بمصر كونها أم الدنيا ورائدة الفنون والأضواء، حيث بدأنا العمل على اللجنة العلمية والمؤتمر منذ إبريل الماضي، وبدأت اللجنة التحضيرية للفعاليات الفنية فى العمل منذ شهر يونيو بقيادة الدكتور خالد داغر، مدير المهرجان، جميعنا كان لدينا هدف واحد هو تقديم دورة جديدة متميزة بالإضافة إلى الحفاظ على رسالة نقل التراث للأجيال القادمة، بالطبع الصعاب كانت تتمثل فى مشاعر الحزن داخلنا جميعًا على ضحايا الحروب والاحتلال، ولكن أردنا أن نرسل برقية عمل ودعم لكل أشقائنا من خلال مهرجان الموسيقى العربية، ولذلك أتوجه بالشكر لكل القائمين على صناعة مهرجان الموسيقى العربية والشكر لمعالى وزير الثقافة على الدعم حتى نواصل مسيرة الإبداع والريادة المصرية من خلال المهرجان.
< ما معايير اختيار المكرمين هذا العام؟
<< نسعى من خلال هذه التكريمات إلى تسليط الضوء على جهود رواد الفن والموسيقى، وكذلك كل من ساهم فى ظهور الفعاليات الفنية فى أبهى صورة، تاركين بصمات بارزة على مدى مشوارهم الفنى والثقافى والإداري، ويُعد تكريمهم تقديرًا لعطائهم وإسهاماتهم الفاعلة، فدائمًا مهرجان الموسيقى العربية يكون عنوانًا لكل من يسهم فى إثراء الساحة الفنية وينشر الإبداع الغنائى والموسيقى فى المجتمع.
< كيف ترى الدكتورة لمياء زايد رسالة دار الأوبرا المصرية تجاه المجتمع والأجيال الجديدة؟
<< دار الأوبرا المصرية أحد الأعمدة الرئيسية والمهمة فى المجتمع المصري، ومن منطلق دورها التثقيفى والتنويرى الحيوى للغاية، فهى من تأخذ على عاتقها مسئولية نشر الفنون الجادة الراقية بين مختلف شرائح المجتمع، بالإضافة إلى صناعة أجيال من الفِرق والفنانين الموهوبين الذين تألقوا فى الساحة الفنية المصرية والعربية، مع الحرص على تبنى ودعم المواهب الشابة القادرة على صَوْن الهُوية الفنية المصرية والعربية الأصيلة، ولذلك لا شك أن دار الأوبرا المصرية أحد الأعمدة الراسخة للثقافة المصرية، وستظل دائمًا نافذة للتواصل مع العالم.
< كيف كان اختيار النجوم المشاركين فى دورة هذا العام؟
<< للمهرجان منهج ورسالة يتم على أساسها اختيار النجوم المشاركين، سواء من العرب أو من داخل مصر وأبناء دار الأوبرا، لأن مشاعر الحزن المسيطرة علينا جميعًا، ولهم بالطبع كل الاحترام والتقدير، سواء من اعتذر من البداية أو النجوم الذين اعتذروا بعد الموافقة على المشاركة، فلهم منا كل احترام وتقدير وقلوبنا معهم جميعًا ومع أهالينا فى فلسطين ولبنان، وأريد أيضًا توجيه الشكر لكل النجوم المصريين والعرب المشاركين بدورة هذا العام، لكى نبعث ببرقية أمل باسم الغناء والموسيقى لكل الشعوب العربية، لكن بشكل عام جميع النجوم كانوا متشوقين لإقامة المهرجان هذا العام ومنهم من كان ينتظر الاتصال به والاتفاق معه، فهؤلاء النجوم تربطهم علاقة وطيدة بالمهرجان ودار الأوبرا المصرية.
< هل كان هناك نية لوضع أبناء دار الأوبرا من المطربين فى مكان بارز على خريطة المهرجان، خاصة مع إحياء المطربة مى فاروق حفل الختام؟
<< بالطبع، فكل نجوم مصر وأبناء دار الأوبرا عناصر لا يمكن انطلاق فاعليات مهرجان الموسيقى العربية بدونهم، فهُم النجوم والمواهب التى يقع على عاتقهم مسئولية كبيرة طوال العام فى إعادة إحياء التراث وهم متميزون ويتهافت عليهم الجمهور من المحيط إلى الخليج، ولذلك فوجودهم فى المهرجان أمر يدعونا جميعًا للفخر لأنهم أبناء مصر وأبناء دار الأوبرا المصرية.
< هل ظهور أكثر من دار أوبرا فى البلاد العربية الشقيقة يمكن أن يؤثر على أضواء ومكانة دار الأوبرا المصرية؟
<< على العكس تمامًا.. أرى أن وجود أكثر من دار أوبرا فى البلاد العربية الشقيقة يخلق حالة كبيرة للغاية من الثراء الفنى لدى الشعوب العربية، ويسلط الضوء بشدة على الفنون الجادة والإبداع، والتى ستجعلنا مطمئنين على تسليم الراية لجيل جديد قادر على تحمُّل المسئولية.. وفى النهاية تبقى الريادة مصرية باعتبار الأوبرا فى مصر منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان وتحديدا منذ عام ١٨٦٩.
< كيف ترين دور الرعاة والشركة المتحدة فى المهرجان مع إذاعة الفعاليات مباشرة للجمهور بالمنازل؟
<< بالطبع هى خطوة كبيرة للغاية منذ بدايتها قبل أن أتولى المسئولية، ومما لاشك فيه أن نقل الفعاليات بهذه الصورة الرائعة التى ظهرت خلال الأيام السابقة يعد جزءا هاما من تحقيق مبدأ العدالة الثقافية التى تضعها الدولة ضمن استراتيجيتها وهى ضمن توجيهات الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بأن تصل فاعليات المهرجان إلى كل مواطن مصرى وهو الأمر الذى تحقق ببث حفلات المهرجان يوميا على قناة الحياة.. وفى رأيى أن المهرجان كان بحاجة لهذه الخطوة لاستقطاب شرائح جديدة من الجمهور، والوصول بشكل فعال للأجيال الجديدة وتعريفها بالتراث والفنون الجادة، ولذلك أتوجه بوافر الشكر من أعماق قلبى للشركة المتحدة للخِدْمات الإعلامية على دعمها المستمر لخدمة الإبداع والفنون الجادة وكل الشكر والتقدير لشركاء النجاح من السادة الرعاة.
< بمجرد تولى المسئولية وضح الاتجاه لتطوير مسارح دار الأوبرا المصرية.. حدثينا عن ذلك.
<< بالطبع؛ لأن دار الأوبرا المصرية كما أقول دائمًا هى نافذة التواصل مع العالم، ولذلك كانت أولى خُطواتى منذ تولى المسئولية هى خطة صيانة شاملة لجميع مسارح دار الأوبرا؛ بهدف تحسين ظروف العرض والارتقاء بمستوى الأداء الفني، وإلى جانب ذلك تم تعزيز الدعم للفرق الفنية المختلفة وإعطائهم الفرصة للظهور بشكل أكبر فى فاعليات الأوبرا المختلفة، وهو ما يعزز من مكانة دار الأوبرا كمؤسسة رائدة فى المجال الفني، وسيظهر هذا المجهود الكبير على مسارح فعاليات مهرجان الموسيقى العربية الذى يشهد هذا العام تطورًا كبيرًا أيضًا على المستوى التقنى.
< ما هى طموحاتك لدار الأوبرا الفترة القادمة؟
<< طموحى لدار الأوبرا لا ينتهى فلدينا العديد من المشروعات والأفكار التى ستساهم بشكل كبير فى استكمال مسيرة الإبداع التى بدأها رؤساء الأوبرا السابقين.. فمقعد رئيس الأوبرا جلس عليه قامات فنية وإدارية كبيرة ونحن نستكمل مسيرتهم وضمن أولوياتى تنفيذ توجيهات وزير الثقافة بأن نصل بالمنتج الفنى للأوبرا إلى مختلف فئات الشعب المصرى فى كل بقاع مصر.

