رحلة المجد.. كيف صنع محمد صلاح أسطورته رغم كل التحديات؟

عندما يتحدث خايمي بابون، المدرب الشخصي السابق لمحمد صلاح، عن "الملك المصري"، تتوقف الأنفاس لسماع كلمات رجل عاصر صعود أحد أعظم اللاعبين في العصر الحديث.
لم يكتفِ الكولومبي بالإشادة بتألق صلاح مع ليفربول، بل أطلق صيحة مدوية في تصريحات نارية لبرنامج "ستاد المحور" مع خالد الغندور،: "محمد صلاح اتظلم في الكرة الذهبية".
بابون، الذي بدأ علاقته مع صلاح قبل انتقاله إلى روما الإيطالي، يروي كيف وضع رامي عباس، وكيل أعمال اللاعب، خطة طموحة لتحويل الشاب المصري إلى نجم عالمي، فبين الحديث عن العمل الجاد، التطور المستمر، والإرث الكبير، يأخذنا بابون في رحلة شيقة إلى عالم النجم المصري، مؤكدًا أن الجائزة العالمية كانت تستحقه منذ سنوات.
سر الصعود إلى القمة..
"واحدة من أهم الدوافع التي جعلت محمد صلاح من أفضل لاعبي العالم هي سعيه الدائم لتطوير نفسه ومهاراته"، يقول المدرب الكولومبي بثقة تعكس معرفته العميقة باللاعب.
في عيون بابون، محمد صلاح ليس مجرد لاعب في ليفربول، بل الجوهرة التي تُضيء "آنفيلد"، "ليفربول يمتلك لاعبًا مميزًا يصنع الفارق دائمًا في النتيجة، أرى أنه الأفضل هناك"، يقول المدرب السابق بحماس واضح.
منذ انضمامه إلى الريدز في 2017، حطم صلاح الأرقام وسجل اسمه في سجلات التاريخ، حيث قاد الفريق للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي 2019-2020 بعد غياب 30 عامًا، إلى جانب دوري أبطال أوروبا 2019، وعدة ألقاب أخرى.
لكن ما يميز صلاح، بحسب بابون، ليس فقط أهدافه -التي تجاوزت 200 مع ليفربول- أو تمريراته الحاسمة، بل شخصيته التي لم تتغير رغم الشهرة.
"محمد لم يتغير على المستوى الشخصي أو الكروي"، يؤكد المدرب، مشيرًا إلى أن التواضع والانضباط هما ما جعلا صلاح يحتفظ بمكانته كواحد من أهم اللاعبين والهدافين في العالم اليوم.
يستحق التكريم..
الجزء الأكثر إثارة في حديث بابون جاء عندما تناول قضية الكرة الذهبية، تلك الجائزة التي طالما أثارت الجدل بين عشاق صلاح.
"محمد صلاح اتظلم في الكرة الذهبية"، يقولها بابون بصراحة جريئة، مضيفًا: "نحن نعلم كيفية اختيار الفائز، ومن وجهة نظري صلاح يستحق الفوز بها خلال السنوات الماضية".
في موسم 2021-2022، مثلًا، قاد صلاح ليفربول لتحقيق ثنائية الكأس والكأس الرابطة، وسجل 23 هدفًا في الدوري ليتوج هدافًا، إلى جانب 13 تمريرة حاسمة، لكنه حل ثالثًا في الترتيب خلف كريم بنزيما وليونيل ميسي. "كان يجب أن يفوز"، يردد المشجعون، ويبدو أن بابون يشاركهم هذا الشعور، مشيرًا إلى أن معايير الجائزة قد لا تعكس دائمًا العدالة.
إرث خالد وأمل مستمر..
رغم هذا الظلم، يرى بابون أن محمد صلاح قد حقق هدفه الأسمى، "أعتقد أنه حقق هدفه الأساسي وهو ترك تاريخ كبير في كرة القدم"، يقول المدرب، مؤكدًا أن النجم المصري أصبح رمزًا عالميًا يُحتذى به، من كسر الأرقام القياسية في البريميرليج إلى إلهام جيل جديد في مصر والعالم العربي، صلاح لم يعد بحاجة إلى جائزة لتثبت قيمته.
ومع ذلك، لم يغلق بابون الباب أمام حلم الكرة الذهبية، "ما زال يمكنه الفوز بها"، مشيرًا إلى أن محمد صلاح، البالغ من العمر 32 عامًا، لا يزال في قمة عطائه ومع استمراره في التسجيل والتألق هذا الموسم، قد تكون الفرصة قادمة لتصحيح هذا الظلم ووضع اسمه بجانب الأساطير الكبار.