بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هوامش

مصر والسعودية تنسيق لصالح الأمة

تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى برئاسة الرئيس السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خطوة هامة فى سبيل توطيد وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، خاصة فى ظل الأحداث المتلاحقة والتهديدات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

لقاء الرئيس السيسى وضيفه الكبير ولى العهد السعودى فى هذا التوقيت يمثل أهمية خاصة للبلدين خاصة على المستوى الاقتصادى، لا سيما أن اللقاء شهد توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وهى نقطة هامة فى ظل زيادة الاستثمارات السعودية فى مصر، والتى بلغت حوالى مليارين ونص المليار دولار، وما صاحبها من ارتفاع فى التبادل التجارى بين البلدين خلال العام الماضى، وهو ما يؤكد على استقرار الاقتصاد المصرى.

وتأتى زيارة ولى العهد السعودى لمصر فى هذا التوقيت فى إطار تنسيق سعودى - مصرى عالى المستوى لم ينقطع بشأن قضايا المنطقة التى كانت على أجندة مباحثات الرئيس السيسى وولى العهد السعودى، ومنها الأوضاع فى قطاع غزة ولبنان، حيث توافق الجانبان على خطورة الوضع الإقليمى وضرورة وقف التصعيد، كما تطرقت المباحثات إلى أمن منطقة البحر الأحمر، والأوضاع فى السودان وليبيا وسوريا.

ولا يختلف اثنان على أن مصر والسعودية دولتان محوريتان فى المنطقة وبرز دورهما الفاعل خلال العام الأخير، تزامناً مع «حرب غزة» وتداعياتها الإقليمية، حيث تفاعلت السعودية ومصر مع الأزمة من بدايتها، فاستضافت القاهرة فى أكتوبر من العام الماضى قمة السلام بمشاركة عربية ودولية، بينما استضافت الرياض فى نوفمبر الماضى القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية.

ولا شك أن توافق القاهرة والرياض فى الرؤى بما تمتلكانه من ثقل القيادة معاً يشكل حصناً قوياً لتأمين الأمة العربية والدفاع عن مصالحها، فالعلاقات بين مصر والسعودية أخوية وتاريخية ومتجذرة، ولطالما اتسمت رؤية البلدين فى كثير من المواقف والأحداث بـالحرص المشترك على مصالح المنطقة والحفاظ على الأمن القومى العربى، وهناك تشاور وتنسيق متواصل إزاء أزمات المنطقة دفاعاً عن قضايا ومصالح الأمة. 

أشعر بتفاؤل شديد تجاه تداعيات هذه الزيارة وهذا التنسيق المهم، لأنه بين قوتين عربيتين تشكلان محوراً استراتيجياً هاماً سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، قادر على لملمة شتات الأمة، ودعم القضايا العربية وتحقيق التكامل فى كافة الأمور.

حفظ الله مصر والسعودية وسائر الدول العربية والإسلامية من كل سوء.

 

[email protected]