بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

المايسترو المتواضع.. كيف غيّر أنييستا وجه كرة القدم إلى الأبد

أنييستا يودّع المستديرة.. أرقام خالدة وإرث يعانق التاريخ

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد مسيرة امتدت لأكثر من عقدين، أعلن المايسترو الإسباني أندريس أنييستا اعتزاله كرة القدم في أكتوبر 2024، تاركًا خلفه إرثًا يتجاوز الأرقام والإحصائيات ليصبح رمزًا للإبداع والتواضع. 

من ملعب صغير في بلدة فوينتيالبيا الإسبانية إلى منصات التتويج العالمية، رسم أنييستا لوحة فنية تجمع بين المهارة الفذة والروح القتالية، ليصبح أحد أعظم لاعبي جيله. 

من "لا ماسيا" إلى عرش العالم..

بدأ أنييستا مشواره في أكاديمية "لا ماسيا" الشهيرة بنادي برشلونة وهو في الثانية عشرة من عمره، حيث كان يعاني من الخجل والبعد عن عائلته، لكن تلك الدموع التي ذرفها في بداياته تحولت سريعًا إلى ابتسامات انتصار.

في 29 أكتوبر 2002، خطا أولى خطواته مع برشلونة في مباراة بدوري أبطال أوروبا ضد كلوب بروج، لتبدأ رحلة حافلة بالإنجازات التي ستُخلّد اسمه في سجلات اللعبة.
خلال مسيرته التي استمرت 22 عامًا مع برشلونة، لعب أنييستا 674 مباراة، سجل خلالها 57 هدفًا وقدم 135 تمريرة حاسمة.

لم تكن أرقامه الهجومية هي ما يميزه، بل قدرته على التحكم في إيقاع المباراة، كما لو كان قائد أوركسترا يدير اللحن ببراعة. 

فاز أنييستا بـ9 ألقاب للدوري الإسباني، و6 كؤوس للملك، و4 دوري أبطال أوروبا، و3 كؤوس سوبر أوروبية، و3 بطولات لكأس العالم للأندية، هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل شهادة على دوره كركيزة أساسية في واحدة من أعظم الفرق في تاريخ كرة القدم.

هدف غيّر مصير إسبانيا..

إذا كان هناك لحظة حددت مكانة أنييستا كأسطورة عالمية، فهي تلك التسديدة في الدقيقة 116 من نهائي كأس العالم 2010 ضد هولندا.

هدف لم يمنح إسبانيا لقبها العالمي الأول فحسب، بل جعل أنييستا بطلًا قوميًا، فخلال 131 مباراة دولية مع "لا روخا"، سجل 14 هدفًا وقدم 29 تمريرة حاسمة، وفاز بلقبي بطولة أوروبا (2008 و2012)، واختير كأفضل لاعب في يورو 2012، ليثبت أنه العقل المدبر وراء جيل ذهبي سيطر على الكرة العالمية.

ما بعد برشلونة..

بعد وداع عاطفي لبرشلونة في 2018، قرر أنييستا أن يأخذ موهبته إلى الشرق الأقصى، حيث انضم إلى فيسيل كوبي الياباني. هناك، لعب 135 مباراة، سجل 26 هدفًا وقدم 26 تمريرة حاسمة، وحقق لقب الدوري الياباني في 2023، بالإضافة إلى كأس الإمبراطور وكأس السوبر، لم يكتفِ باللعب فقط، بل أصبح سفيرًا للعبة في آسيا، ينقل خبرته وأسلوبه الأنيق إلى جيل جديد.

في محطته الأخيرة مع نادي الإمارات في الدوري الإماراتي للمحترفين (2023-2024)، لعب 18 مباراة وسجل 4 أهداف، لكن الفريق هبط إلى الدرجة الأولى. رغم ذلك، ظل أنييستا محط الأنظار، يقدم لمساته الساحرة حتى آخر لحظة في مسيرته.

أرقام تتحدث عن عبقرية متواضعة..

خاض أنييستا 1016 مباراة في مسيرته، سجل 107 أهداف وصنع 191 تمريرة حاسمة. هذه الأرقام قد لا تضاهي أهداف ميسي أو رونالدو، لكنها تعكس لاعبًا كان همه الأول هو الفريق.

لم يكن يسعى للأضواء، بل كان يصنعها لزملائه، فمن بين 674 مباراة مع برشلونة، كان قائدًا في 3 مواسم، وحصل على تصفيق جماهير ريال مدريد في "الكلاسيكو" عام 2015، وهو إشادة نادرة من الغريم التقليدي.

في مسيرته، حصد 35 لقبًا، منها 32 مع برشلونة، ليصبح أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في التاريخ، ووصل إلى المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية عام 2010 خلف ميسي، لكن الكثيرين اعتبروا أن هدفه في المونديال كان يستحق التتويج الأعلى.

إرث أكبر من الألقاب..

على مدار سنوات، أثبت بأدائه الساحر، سواء في هدف "ستامفورد بريدج" الشهير ضد تشيلسي في 2009، أو في سيطرته على نهائيات دوري الأبطال، كان اللاعب الذي يجعل الأمور الصعبة تبدو سهلة، والمباريات العادية تحفًا فنية.