بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مجلس التزوير الوطني الديمقراطي‮ "‬الشعب سابقاً‮"

والآن‮ - ‬لا عاصم اليوم في مواجهة تزييف إرادة الأمة إلا أن يستعمل الرئيس حقه الدستوري بإلغاء نتائج الانتخابات اللامسبوقة في شتي صور وفنون التزوير‮!!‬

 

ما حدث في ذلك اليوم الأسيف الحزين،‮ ‬ومصرع الديمقراطية في عقر دارها،‮ ‬والحرية في لجانها‮.. ‬والوطن‮.. ‬الوطن الحبيب إلي قلوبنا نام تلك الليلة وكأنه عائد من‮ »‬ميتم‮« ‬فكان الحداد اللامسبوق في دنيا‮.. ‬دنيا السياسة‮.. ‬وعالم القانون الذي مزقت أوراقه ونصوصه وغاب عن الساحة إنه يوم‮ »‬لعنته الأرض والسماء‮«.. ‬يوم ارتكبت جريمة تزوير كبري ضد الوطن جميعاً‮.‬

إذا استعرضنا الأحداث في ذلك اليوم‮ »‬حسب نتيجة الأيام والليالي والسنين ورقمه في النتيجة الأحد‮ ‬28‮ ‬نوفمبر‮ ‬2010‮« ‬كنا قد كتبنا منذ أيام معدودات أننا كنا نأمل أن‮ »‬يكون هذا اليوم يوماً‮ ‬نسميه عيداً‮« ‬حيث الأماني خضراء،‮ ‬ووعد رئيس البلاد كنا نردد صباح مساء‮: ‬لا تزوير لا تزييف‮.. ‬والانتخابات‮ - ‬هكذا قال الرئيس‮ - ‬في كل المناسبات ستكون هذه المرة‮ »‬حرة،‮ ‬عادلة ونزيهة‮«.. ‬وجاء القدر ليطمس هذه المقالة وتأتي النتيجة مخالفة تماماً‮ ‬هذه النبوءة‮: ‬فلا حرية كانت ولا عدالة كانت ولا أيضاً‮ »‬الست نزيهة‮« ‬التي أرهقتها كلمات التمني‮.. ‬وكان الحزن‮.. ‬وكان الألم‮.. ‬وكان ضياع حاضر أمة وأيضاً‮ ‬مستقبلها الذي أضحي مجهولاً‮ ‬تماماً‮ »‬وتلك عقبي الدار‮«.‬

هل يحق لنا الآن أن نسأل رئيس البلاد وهذا من حقنا شرعاً‮ ‬وقانوناً‮: ‬أين العهد الذي قطعته علي نفسك أمام شعبك علي أن تكون الانتخابات‮: »‬حرة وعادلة ونزيهة‮« ‬والذي حدث‮ - ‬في عموم البلاد‮ - ‬جاء عكس ذلك تماماً‮.. ‬والمؤكد أنك وقفت علي ما حدث وهو بكل التأكيد أمر يستأهل منكم أن تأمروا النائب العام بإجراء تحقيق فوري في تلك الجرائم الانتخابية التي حدثت،‮ ‬ومعها كل صور التزوير والتزييف في حماية البلطجة من كل نوع،‮ ‬ولا نخالف الحقيقة المُرة أن العالم كله‮.. ‬وهو يتتبع هذه المأساة التشريعية في يوم مولدها قد أصابته الدهشة،‮ ‬لأن ما حدث وبكل صدق‮ - ‬وفي عموم البلاد‮ - ‬نكاد لا نجد له مثيلاً‮ ‬في العالم شرقه أو‮ ‬غربه شماله أو جنوبه‮.‬

هل يرضي الرئيس أن تزيف إرادة الأمة وأن يسقط المنتصر وينتصر المهزوم في‮ »‬عملية انتخابية سيطر عليها الظلم الأسود بالمداد الأسود في يوم أسود،‮ ‬سقطت فيه الأخلاق وتوارت خجلاً‮ ‬كل ألوان القيم الموروثة وغير الموروثة‮.. ‬أن تقفل الأبواب وأن تسود البطاقات بعد طرد‮ »‬مندوبي المعارضة الذين ليسوا في حزب الرئيس‮« ‬فأي ديمقراطية هي؟‮.. ‬بل وأية وطنية كانت؟‮.. ‬وإن الدارس لعلم السياسة ومعرفة حقوق الأمم والأفراد يكاد لا يجد انتهاكاً‮ ‬للحرية وحقوق

الإنسان قد سقطت‮ »‬وديست بالأقدام‮« ‬كذلك اليوم الحزين في حياتنا السياسية يوم الأحد‮ ‬18‮ ‬نوفمبر عام‮ ‬2010‭.‬

ذلك اليوم الذي كنا نتمني أن يكون‮ »‬عيداً‮ ‬للحرية‮« ‬وتتويجاً‮ ‬لحقوق الإنسان المصري في عهدك الميمون،‮ ‬إلا أنه وبفعل فاعل‮ »‬أصبح مأتماً‮ ‬زُفت فيه الحرية إلي القبور والديمقراطية إلي الأصفاد والسجون‮«.‬

إن مجلساً‮ ‬تشكل بهذه الصورة لا يمثل الشعب والشعب بكل أطيافه وعناصره وفصائله بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب‮.. ‬تماماً‮ ‬كما حدث لإخوة يوسف وقد ارتكبوا أمراً‮ ‬إذ‮ »‬جاءوا أباهم عشاء يبكون‮« ‬بكاء علي الخطيئة،‮ ‬وبكاء علي الجريمة التي ارتكبوها‮.. ‬وهل ينتظر الشعب‮ »‬السيارة يدلون بدلوهم وينقذوا يوسف ويبيعونه في سوق العبيد بثمن بخس دراهم معدودة‮«.‬

وهذا ما حدث تماماً‮ ‬وأمره معروض علي الرئيس‮.. ‬ويا رئيس البلاد‮: ‬لتسمح لنا وقد سُرقت حقوقنا أن نخاطب الشعب المصري العظيم في يوم هزيمة الديمقراطية وانتهاك حرمة الحرية أن نخاطبه‮:‬

هذه مصركم تُباع عليكم

صفقة بخسة فمن يشتريها؟

مصر بهذه الصورة تباع علناً‮ ‬بثمن بخس،‮ ‬هو الغش في إبداء الرأي الانتخابي مدعماً‮ ‬بالتزييف والتزوير‮.. ‬ولا منجاة لنا،‮ ‬إلا أن يعلن الرئيس وهذا حقه الدستوري‮ - ‬مشفوعاً‮ ‬بأكثر من ألف طعن جاء به‮ - ‬أمام الإدارية العليا ببطلان العملية الانتخابية وأحكام الإدارية العليا لها حجيتها والتطبيق الفوري حتي بمسودة الحكم،‮ ‬ونأمل للرئيس أن يعلي هنا شأن القضاء واحترام أحكامه‮.. ‬وبعدها بل وقبلها‮.. ‬تعود العصمة الحقة للشعب،‮ ‬ويعود له اسمه‮ »‬مجلس الشعب حراً‮ ‬ديمقراطياً‮«.. ‬وسوف تشرق علينا شمس الخلاص مما كان من أمر‮ ‬غريب علينا نهايته مع بداية قرار حكيم للرئيس‮ - ‬وهذا حقه الدستوري‮ - ‬بطلان مجلس التزوير‮.. ‬ودائماً‮ ‬وأبداً‮: ‬إلي لقاء تحت ظل عدالة‮.. ‬قدسية الأحكام والميزان‮.‬