صكوك
عايزين نصيف
عزيزى المواطن متوسط الدخل لا تقنط من رحمة الله وعليك كلما تذكرت الماضى القريب والحاضر الرهيب، أن تنظر إلى صديقك محدود الدخل وتحمد الله على النعمة التى انت فيها مهما تضاءلت واختفت مع عدم القدرة على شراء ما كنت تشتريه من سنوات قليلة..
أعلم بضيق صدرك من الحر وزن الأبناء بعد أن ظهرت نتائجهم وفازوا بالنجاح دون تقدير ما قدمت من تضحيات ومال على الدروس والكتب الخارجية والمذكرات.. وهم الآن يطالبونك بالمصيف وفواتير أخرى وهى مكافأة النجاح، حتى من رسب منهم يطالب دون استحياء.. وأنك الآن فى «حيص بيص» لا تعلم ماذا تقول خاصة أن طموح الشباب والأطفال حاليا وبسبب السوشيال ميديا أصبح الأمر أكثر تعقيدا وغباء، فهم يعتقدون أنك الغنى المرتاح وعليك أن تستجيب لهم وتعطيهم المفتاح.. ولكن لا حيلة لك بعد أن أصبحت طلباتهم مستحيلة.. عليك مواجهتهم بالحقيقة.
بداية من قرى الساحل الشمالى ومارينا التى طالما سمعوا عنها وعن جيرانها من قرى الأشرار تبدأ الاسعار من ٤ آلاف جنيه فى الليلة.. وفى الإسكندرية وارقى مكان وهو المعمورة لا تختلف اسعار ايجار الليلة عن هؤلاء الأشرار.. إذا لا مكان لك إلا وسط أناس مطروح الطيبين ولكن طموح الأبناء دائماً ما يرفض تلك الطيبة ويدعوك الى الاشرار وان ضغط عليهم فلن يوفقوا إلا على العلمين بلد الحفلات «ليل نهار».. أنها الميديا الملعونة التى كشفتك أمام أبنائك وعليك أن تقدم كشف حساب أمامهم بأن أقصى ما يمكنك أن تقدمه إليهم فى ظل تلك الاسعار مصيف بلطيم او رأس البر وجمصة أو ربما العجمى إذا تطلب الأمر الساحل الشمالى.
صديقى متوسط الدخل اعلم جيدا أن الشر الذى أصاب القرى وجعلها مصايف نار أمر جديد علينا ولكنه ليس بسبب الدولار وانما الجشع الذى أصاب بعض الملاك مع عدم وضع قواعد للحد الأقصى للايجار يمنع التهام الطبقة الوسطى وطحنها وسط زحام الغلاء والجشع مع اختفاء وجود نظام لمنظومة الاشرار.
من حق الأبناء الحلم بمصيف سعيد ومريح ومرح.. ولكن لا بد أن تكون تلك الأحلام قريبة من الواقع.. والواقع يكشف ما لا يريد الاب أن يشغل ابناؤه به.. من حق الأبناء عليك أن يتعلموا أن السعادة ليست بالصخب والنفقات والجرى وراء النزوات والرغبات وأن السعادة تبدأ من الرضا والقناعة وان الواقع يبتعد تماما عن تمنيات هؤلاء الأشرار والتى تظهر فيديوهاتهم المستفزة يحكى خلالها شباب الساحل الشرير نفقاتهم وسياراتهم الفاخرة وسرد اخبارهم الخبيثة التى تقلب علينا الأبناء وتخرجهم من دار الستر والرضا الى دار الطمع والرغبة الى الذهاب الى جهنم مساكن الأشرار.