بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لماذا يُضيق الله الرزق على عباده؟

بوابة الوفد الإلكترونية

يبسط الله الرزق لمن يشاء ويقدر، وهناك من يقبض عنهم الرزق، ولطالما مد الإنسان عينيه إلى غيره متسأل لماذا قدر الله عليه الفقر في حين أنه قدر على غيره الغنى، فلماذا يُضيق الله الرزق على عبادة، إن صح السؤال من الجانب الشرعي
 


 

 

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، أن الله سبحانه وتعالى هو (قابض وباسط) في نفس الوقت، يبسط الرزق لعباده؛ لكنه يقبض الرزق عن عباده أيضًا، ويقدر له، وتجد الإنسان رزقه ضيق، وهناك إنسان رزقه واسع. يقبض النفوس، فترى إنسانًا في حالة قبض، يعني اكتئاب، وإنسان آخر في حالة بسط، يعني سرور، وفرح، وانشراح، ويتقلب على الإنسان هذا وذاك.

 

 

ووضح جُمعة عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك أن مفهوم القبض هو: مِمَّا تجلى الله به على كونه ؛ والبسط: مِمَّا تجلى الله به على كونه. والله تعالى تجلى على هذا الكون بصفاته الْعُلَى، فنرى الرحمة مثلًا: في الحيوان، نرى الرحمة في النبات، نرى الرحمة في الإنسان، لو لاحظت أي حيوان مع ابنه، كيف أنه يرحمه، ويعطف عليه. فنرى أيضًا: القبض والبسط في هذا الكون. (القابض): اسم فاعل، يدل على كمال القدرة، ويدل على أنه يجب عليك أن تلتجئ إلى الله. فإذا وجدت كآبة في نفسك وضيقًا، أو كآبة في نفسك، وضيقًا في رزقك، فإنك تتوجه مباشرة إلى مَنْ بيده الْمُلْك، إلى مَنْ تسبب في ذلك وخلقه في نفسك أو في كونك ؛ إلى الرازق الذي ينبغي أن تتعلق به؛ لأنه هو القابض الباسط. ولذلك يجب أن تلتجئ إليه.

وهنا تسائل جمعة عن الفائدة من أن يعلمنا الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته، وأن يظهرها لنا ؟ هى أن نتعلق به وحده لا شريك له ولا نتعلق بسواه؛ فإن سبب هذا القبض هو الله.

وأشار جمعة أن  القبض قد يأتي عن معصية فيضيق الإنسان؛ لأن الله نهانا عن المعاصي، من أجل أن لا تضيق أنفسنا، فيأتي القبض وكأنه ينبهك إلى أن ترجع إلى الالتزام. فكأن القبض محنة لكن فيها منحة، فيها تنبيه، فيها إعادة بك إلى حظيرة القدس، عود بك إلى الالتجاء بالله رب العالمين.

وتابع جمعة أنه كثير من الناس يستمر عنده القبض حتى يتحول إلى مرض يحتاج إلى علاج؛ لأن هذا القبض يؤثر في مخ الإنسان. ولذلك عندما تنقبض "اذكر الله " فورا ولا تنتظر حتى لا يتحول إلى مرض . و صَلِّ على سيدنا النبي ﷺ. ادْعُ الله : يا لطيف، يا لطيف. أو: يا واسع، أو: ادْعُ باسمه المزدوج: "يا قابض، يا باسط برحمتك أستغيث" تجد قلبك انشرح ، وحدث لك من الأنوار، وكشف الأسرار، ما الله به عليم.

وانتهى جمعة مستشهدًا بالآية الكريمة {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وأن الله تجلى علينا وعلمنا اسماءه؛ حتى نعود إليه سبحانه، وحتى نلتجئ إليه وحده، وحتى نسارع إلى ذكره، حتى تطمئن قلوبنا.