بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

المجنونة تثير غضب أهالى الدقهلية.. والكيلو بـ30 جنيهًا

الطماطم- أرشيفية
الطماطم- أرشيفية

 محصول الطماطم واحد من محاصيل الخضر الاستراتيجية التي لا غنى عنها، حيث يأتي في المرتبة الأولى محليًا، فضلًا عن دخوله في العديد من الصناعات الغذائية، فهى تمثل إحدى ركائز النظام الغذائي اليومي، للشرائح الاجتماعية كافة، لا فرق في ذلك بين غني أو فقير.

 وتشهد أسعار الطماطم ارتفاعًا كبيرًا يومًا بعد يوم بأسواق الدقهلية، حتى أن أسعارها تتراوح من 25 لـ 30 جنيهًا على حسب المنطقة، كما تعدت أسعارها ثمن بعض الفواكه مثل المانجو، وصفها البعض بـ«جنون الطماطم».

  وأرجع خبراء الزراعة وكبار المزارعين ارتفاع أسعار تداول الطماطم إلى عدة أسباب في مقدمتها الفواصل الزمنية بين العروات، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية الخارجية، التي تؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية كـارتفاع درجات الحرارة، وتقلبات الطقس الحادة، الناجمة عن التغيرات المناخية. 

  ومن جانبه أكد مصدر بمركز البحوث الزراعية بالمنصورة  أن الارتفاع  الشديد في درجات الحرارة، يؤدي لتساقط الزهر بنسب كبيرة جدًا، ما يعوق إتمام مرحلة العقد على النحو المأمول، ما يؤدي لانخفاض حجم الإنتاجية والمعروض بالأسواق، ، والتي يترتب عليها العديد من المشاكل، وهوما يحرك مؤشر الأسعار بشكل يفوق الحدود المتعارف عليها في الأحوال العادية. 

 وكشف المصدر، أن هذه العروة معرضة لزيادة في الطاقة الحرارية نهارًا وزيادة حدة وطول الموجات الحارة أو شديدة الحرارة وزيادة فرق حرارة الليل والنهار وزيادة التذبذبات الحرارية لأكثر من 15 درجة مئوية، وبداية زيادة نقطة الندى، وهو زيادة الرطوبة الحرة على سطح النباتات وزيادة في الرطوبة الجوية، إذ يتعدى عدد ساعات ابتلال الورقة لأكثر من 3 إلى 4 ساعات في اليوم خلال هذه الفترة والرطوبة الجوية النسبية لأكثر من 80% لمدة تزيد عن 5 ساعات يومًا.

 ويوضح المصدرأن هذه الأعراض ليست فيروسية، وهي نتيجة زيادة البخر من النباتات لتفوق مقدرة النبات على امتصاص الماء لتعويض المتبخر من الماء، وهو ما يؤدي لارتباك في امتصاص العناصر وتزيد أو تقل الأعراض طبقًا لنوع الصناف «الهجين» وعن نوع التربة وطريقة الري ومنطقة الزراعة ويساهم في حدة الأعراض عدم انتظام الري تحت أي سبب، وكذلك الرش المفرط من المبيدات أو المغذيات ومنظمات النمو، كما أن زيادة الري والإفراط يؤدي إلى التفاف الأوراق وكذلك العطش الشديد، الأمر الذي يدفع النبات ليلجأ إلى التفاف الأوراق لتقليل السطح المعرض للشمس والهواء حتى لا يفقد جزء من الماء بواسطة عملية النتح، وقد يكون السبب أيضًا وجود مشاكل فى التربة مثل الملوحة أو مشاكل في الجذور مثل النيماتودا أو الإصابة بفطريات التربة.

 وأكد محمد فهمى مزارع، سبب ارتفاع أسعار الطماطم  يرجع إلى أن ارتفاع تكاليف الزراعة من أسعار الأسمدة والتقاوي وأجور العمالة المتواصلة، ما أدى كل ذلك لعزوف كثير من مزارعي الطملطم عن زراعتها، الأمر الذي أدى لقلة المعروض مقابل ارتفاع الطلب فزادت الأسعار. وأضاف أن كمية كبيرة من المحصول تعرضت للتلف والخسائر، مشيراً إلى أن مديرية الزراعة بالدقهلية لم تعوض المزارعين بالرغم من أن الأراضي التي تعرضت للخسائر، لكن دون جدوى، وهذا دليل على الفشل في معالجة الأمور وعدم مداواة الشتلات غير المقاومة للقيروسات التى دمرت المحصول واللجوء للاستيراد.

 وأشار محمد معوض، أحد المزارعين، أن وزارة الزراعة تستورد أكثر من 90%من التقاوي والاحتياجات الخاصة بالمحصول، بالرغم من أن لدينا مراكز بحثية قادرة على استنباط أنواع جديدة مقاومة للفيروسات، وللتغيرات المناخية بعراوتها المختلفة، وتلف المحصول هذا العام سيؤدي لأحجام البعض عن زراعتها وبالتالي ستحدث فجوة كبيرة ولم تستطع الدولة تلبية احتياجات المواطن منها، خاصة أن محصول الطماطم غير قابل للتخزين وسريع التلف.

 وعبرت سوسن محمد، موظفة عن غضبها من ارتفاع أسعار الطماطم التي لا غنى عن وجودها من المنزل، حيث تُعد من السلع الأساسية والضرورية، سواء في إعداد المأكولات أو السلطات، قائلة: "الطماطم ارتفعت بشكل كبير، بقيت أنزل السوق بالـ500 جنيه مبقوش يجيبوا حاجة، طيب هنطبخ بالصلصلة وهنأكل سلطات إزاي، كل السلع أصبح سعرها مرتفع، والأجور لم تعد كافية لتلبية احتياجات الأسر، ومنافذ ضد الغلاء تكرس الاستغلال والجشع هى الأخرى، والحل في تدشين أسواق دائمة جديدة للحد من جشع التجار".