كلام فى الهوا
يا سواق يا شاطر
«يا سواق يا شاطر ودينا القناطر، يا سواق يا بليد ودينا الصعيد» من منا لا يتذكر هذه الأغنية التى كنا نتغنى بها فى الرحلات المدرسية فى الزمن الجميل، وكنت دائم السؤال لماذا الشاطر يذهب بنا إلى القناطر والبليد يذهب بنا إلى الصعيد، وكنت أعتقد أن السب أن القناطر قريبة من القاهرة يصل إليها بسرعة ونلهو ونلعب، أما رحلات الصعيد فبعيدة والأطفال فى هذه السن لا تُحب الانتظار حسبما كان معلومًا لدينا فى هذه الأيام مما وصل إلينا عن طريق الأفلام أن السفر إلى الصعيد كما يُغنى «فريد الأطرش» «يا مقبل يوم وليلة تطوى السكة الطويلة» لذلك كُنا نطلب من قائد الأتوبيس فهو القادر على القيادة والذهاب بنا إلى ما نبتغيه. وعندما كبرنا ووصلنا إلى المرحلة الثانوية كانت رحلات الصعيد «الأقصر وأسوان» رحلة إجبارية لا يحق للطالب الإعتذار عنها إلا بعُذر مقبول، إلى أن تم إلغائها. وكانت الرحلات فى كل مرحلة لها سبب.. الابتدائى للعب، والاعدادى لمشاهدة المعالم الغريبة، والثانوية رحلات معرفية أيام ما كان لدينا نشاط تعليمى صحيح على مستوى التحليل والتفكير والتقييم. إلا أن التعليم الآن يعتمد فقط على إجابة أسئلة الامتحانات السابقة، هذه الوسيلة تقضى على الفهم ولا تُعد وسيلة من وسائل التعليم، هدفها القضاء على العملية التعليمية تمامًا وقصر التعليم على الإمتحانات التى لا تُعبر عن المستوى الحقيقى للطالب. وكلنا يعلم ما أصاب الامتحانات من هوان وغش، ولا ندرى لمصلحة من ذلك!!
لم نقصد أحدًا!!