كلام جرىء
استراتيجية الوزير!!
لن أتحدث بلغة المندهش أو المتعجب أو المستغرب من تصريحات الدكتور محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم فى أول لقاء له وبعد مرور أيام على توليه المنصب امام اللجنة البرلمانية.. ولكنى أتحدث بلغة العقل والمنطق والحقيقة على أرض الواقع وهى مؤلمة بمعنى الكلمة.. تحدث الوزير عن مشاكل التعليم المزمنة منذ أعوام مديدة مضت والتى لم يتم التوصل إلى حلول لها من قبل الوزراء السابقين ولكنها تحولت من سيئ إلى أسوأ.. استعرض الوزير أمام اللجنة التحديات التى يواجهها التعليم وكأنها غير معروفة ومرئية للجميع مثل الشمس فى عز الظهيرة وكانت تنتظر قدوم وزير جديد لكى يقدم روشتة الإصلاح وعلاج هذه المشاكل خلال زمن قياسى.. طرح الوزير خلال الاجتماع خطة استراتيجية لإصلاح أمراض التعليم المزمنة قبل بداية العام الدراسى الذى سينطلق فى سبتمبر القادم بما يعنى أن الحل السحرى لهذه المشاكل المستعصية على الحل منذ سنوات سيقضى عليها خلال ٩٠ يوم وزارة وهى فترة ليست بالكافية للتعرف حتى على ملفات الوزارة واسماء العاملين معه فى الديوان ولا أقول هذا الكلام لعدم رغبتى فى الإصلاح والتطوير، وإنما أتمنى أن أغمض عينى وأفتحها لأجد التعليم عندنا من أحسن أنواع التعليم فى العالى ويتحاكى به المنتديات والمؤتمرات والاجتماعات مثلما نسمع عن أنواع التعليم المتقدم فى دول أقل من مصر التى صدرت العلم والعلماء لجميع دول العالم.. أتمنى أن يتحقق ما يصبو إليه الوزير من عمليات الإصلاح ولكن بدون تسرع أو الرغبة فى إثبات الذات ونجد أنفسنا لبسنا فى الحيط وعودنا إلى نقطة الصفر وكأنك يا أبوزيد ما غزيت.. أرى أن الوزير يأخذ وقته ويدرس ملفات التعليم بعناية ويضع الحلول القابلة للتطبيق على أرض الواقع وفقًا للامكانات المتاحة بالمدارس.. رصد الوزير أربعة تحديات ليست بالجديدة، ويعانى منها التعليم منذ سنوات، مشيرًا إلى إعداد خطة استراتيجية لمواجهتها قبل بداية العام الدراسى الجديد أى خلال 90 يوم وزارة فهل هذا يعقل؟! أعتقد أن التعليم ليس نزهة أو مدرسة خاصة تدار بسهولة، ولكنه حقل ألغام يحتاج من الوزير إزالته وعلاج مشاكله المزمنة بواقعية وليس بالعبارات الرنانة ووقتها سنصفق له جميعاً ونشيد بإدائه.. ولن يستطيع الوزير حل مأكل التعليم بمفرده، ولكنه يحتاج إلى تعاون الجميع، لأنه بمفرده لن يحل شيئًا ولن ينجح فى شىء، وأولى خطوات النجاح هي اكتساب ثقة جميع المتعاونين معه فى مجال التعليم، بدءًا من الطالب وولى الأمر، مرورًا بالمعلمين وانتهاءً بالقيادات التعليمية، ولا بد من تكاتف كل أطراف المنظومة لكى تنجح فى علاج التحديات التى تم رصدها، وتستطيع أن تثبت للمشككين فى قدراتك أن اختيارك كان صائبًا..
ونقول ونقسم إن أول وأهم ما نحتاجه للخروج بالتعليم من أزمته التى استفحلت واستحكمت هو وجود استراتيجية ثابتة ومستقرة ومحددة المعالم والأهداف، ولا تتغير وتتبدل مع تغير السيد الوزير.. أعتقد أن هذا الأمر ليس بالسهل كما يرى السيد الوزير، وعلى رأى أغنية قيثارة الغناء العربى المطربة الراحلة شادية.. واحدة واحدة بتجرى ليه.. واحدة واحدة ورانا إيه.. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.