ممشى لمدينة الأمير يوسف كمال.. لماذا تُهمل خطة لخلق موقع سياحي جديد؟
مُنذ الافتتاح الجزئي لزيارة المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال أمام الزوّار المصريين والأجانب، قبل 5 سنوات، لتضاف كموقع سياحي جديد بشمال محافظة قنا.
طرحت الحملة الشعبية المُطالبة بإنشاء وفتح مُتحف نجع حمادي الإقليمي مشروع تحويل الشريط النيلي المواجه لمجموعة الأمير لممشى سياحي مُكمل ومُتمم لأساسات مشروع أكبر، وهو وضع مدينة نجع حمادي على الخريطة السياحية.
واستثمار المواقع الأثرية التي تذخر بها والتي تعود لحقب تاريخية مختلفة، فضلًا عن المجموعة المعمارية للأمير التي تعتبر حجر الزاوية للمشروع.

قبل أن تستأنف القراءة
نجع حمادي مدينة تقع شمال محافظة قنا بنحو 60 كيلو متر، أسس لمدينتها في مطلع القرن العشرين، الأمير يوسف كمال، الرحالة والفنان التشكيلي والأكثر ثراءً من بين أمراء الأسرة العلوية التي حكمت مصر في الفترة من 1805 وحتي حركة الجيش فى 1952.
وقعت حصة الأمير من الأملاك، فى موقعين بصعيد مصر، فضلًا عن أملاكه الأخري فى القاهرة، أحد هذين الموقعين مركز نجع حمادي؛ والثاني مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، وتجاوزت أملاك الأمير نحو 16 ألف فدان بنجع حمادي وحدها وكان يدير هذه الأملاك بواسطة دوائر كبيرة من الموظفين والمباشرين.
بعد 1952، تعرضت المجموعة المعمارية للأمير الانتكاسات خطيرة أدت إلى تفتتها كوحدة معمارية متكاملة أشرف الأمير على إنشاءها بنفسه وبنيت على مراحل، فقد اقتطعت أجزاءً منها لتكون أندية لنقابات ومازالت تشغل أماكن داخل المجموعة إلى وقتنا هذا.
وفي تسعينيات القرن الماضي أعلن عن مشروع طموح، عقب ضم بعض أجزاءها لوزارة السياحة والاثار، لتحويل أحد قصور المجموعة وهو قصر الحرملك إلى متحف نجع حمادي الإقليمي، وأهملت المجموعة وما تضمه فى السنوات اللاحقة وتمت سرقتها أكثر من مرة كان أخرها سنة 2014.
وبعد حادث السرقة الأخير، أسست نُخبة من السكان المحليين حملة شعبية حملت اسم افتحوا متحف الأمير يوسف كمال، تطالب بفتح متحف نجع حمادي الإقليمي.
وبذلت الحملة جهود كبير لتعريف بالقيمة المعمارية والفنية والأثرية للمجموعة، حتي تم توفير ميزانية لترميم الجزء الشمالي للمجموعة ويضم قصر السلاملك، قاعة الطعام، المطبخ، ووحدتين معماريتين، وتم افتتاح هذا الموقع للزيارة فى 2019.

ليلة سياحية
وبعد إفتتاح جزء من المجموعة السالف ذكره؛ أمام المصريين والأجانب أو السائحين، طرحت الحملة الشعبية مقترحًا غاية فى الأهمية ويعكس الرؤية المستقبلية التي تتبناها الحملة فى استغلال الأصول التاريخية ممثلة فى المواقع الأثرية في مركز نجع حمادي.
تقول «حملة افتحوا متحف الأمير يوسف كمال فى نجع حمادي» فى مشروعها المُقترح، إن فكرة تحويل الشريط النيلي الذي تطل عليه مجموعة الأمير يوسف كمال فى المدينة، إلى ممشي سياحي، تتسق مع الرؤية المستقبلية التي تتبناها الحملة الشعبية لفتح متحف نجع حمادي الإقليمي منذ 2014.
والهادفة لإيجاد ليلة سياحية في مدينة نجع حمادي عن طريق وضع المتحف الإقليمي للمدينة على الخريطة السياحية، بعد افتتاحه من قبل وزارة الآثار، وفتحه كموقع للزيارة أمام السياحة الوافدة لزيارة المواقع الأثرية في محافظات الصعيد، فضلًا عن الجزء المُفتتح بالفعل من المجموعة فى الوقت الحالي.
بهدف إنعاش السياحة التثقيفية وفتح موقع جديد والترويج له عالميًا مما يساهم في توفير فرص عمل وإدخال السياحة كمورد للدخل للسكان المحليين فضلا عن تغيير التركيبية المعيشية للأهالي وإيجاد تنمية مستدامة ثقافية واقتصادية.
بالإضافة إلى تفريغ ضفاف النهر من العشوائيات والاشغالات وتوفير متنفس للأسر المصرية محدودة الدخل، وفتح مساحات واسعة أمام السكان لرؤية النهر كسائر بلدان العالم المُتقدمة.
وتضمن مُقترح الحملة؛ تصور مبدئي، بغلق طريق الكورنيش المار أمام المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بدءًا من نادي المعلمين نهاية بالمباني الخاصة بالمجاورة للمجموعة للمعمارية أمام نادي الشرطة، أمام المركبات.
ويقتصر المرور فيه علي الترجل مع توفير خط سير بديل للمركبات، ويستغل مبدئيًا كممشى للتنزه لأهالي المدينة والقري لحين البدء في المشروع الحضاري وافتتاح المتحف الإقليمي، مع إمداده بالخدمات المختلفة كافيتريات متنقلة وخدمات أمنية لحفظ الأمن.
ليالي ثقافية وفنية
وقد تلاقي مقترح الحملة الشعبية، مع أفكار دوائر ثقافية فى المدينة، إذ يقول المخرج المسرح، عبد الهادي النجمي، إنه تقدم فى سنوات سابقة لرئاسة الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، بطلب لإقامة الأنشطة الثقافية والفنية، بكورنيش نيل المدينة، من خلال إحياء عروض مسرح الشارع.
وأضاف النجمي،أن المقترح لاقى قبولا وترحابًا من المسؤولين آنذاك، غير أنه لم يتم تطبيقه بسبب النزاع القائم بين الوحدة المحلية والمسطحات المائية.
وأضاف إنه يتمنى أن يتم تحويل كورنيش النيل الى ممشى سياحي، وترفيهي لخدمة أهالي شمال محافظة قنا، وقال من السهل وضع خطة شاملة لتنفيذ العروض المسرحية والفنية، بجانب إحياء المقهى الثقافي.
وأوصى بوجود بروتوكول بين الآثار وقصر ثقافة نجع حمادي، ورئاسة الوحدة المحلية للمدينة، حتى تتضافر الجهود من اجل إعادة رسم الخريطة السياحية والفنية.
هل يحتاج السكان إلى ممشي؟
مدينة نجع حمادي مدينة صغيرة تكتظ بالسكان والوافدين يوميًا، ويوجد بالشريط النيلي الواقع فيه المجموعة المعمارية 4 أندية اجتماعية، اثنان منها تقعان داخل حرم المجموعة الأثرية وهما نادي المعلمين ونادي الزراعيين!

تُعد هذه الأندية الأربعة إضافة إلى نادي التطبيقين الواقع إلى الشمال منها، هي المتنفس الوحيد لأهالي المدينة وتوابعها من القري، وبالطبع فإن هذه الأندية المُطلة على النيل تذخر يوميًا بالمئات من الرواد من المدينة وتخومها.
بجانب الرواد الوافدين إلى الأندية تُقام حفلات الزفاف فى هذه الأندية يوميا، ومع حركة المركبات فى ذلك الشريط الضيق يتحول ذلك الطريق المسمى مجازًا بالكورنيش إلى منطقة للتعثر المروري والحوادث أحيانًا، فضلا انعدام الإضاءة وتهمش ما تبقى من أطلال الحواجز المتبقية على النيل.