بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر ‏

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس السبت، بعيد دخول العائلة المقدسة ‏أرض مصر، الموافق الأول من شهر يونيو من كل عام ويوافق 24 بشنس من ‏التقويم القبطى. ‏

ويُعد عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، أحد الأعياد السيدية الصغرى فى ‏الكنيسة الأرثوذكسية، حيث بدأت رحلة مسار العائلة المقدسة فى الهروب من بيت ‏لحم فى فلسطين بسبب اضطهاد «هيرودس الملك» آنذاك الذى كان مزمعًا على ‏قتل السيد المسيح، فيما جاء الملاك إلى يوسف النجار فى الحلم، وقال له: «قُمْ ‏وَخُذِ الصَّبِى وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ، لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ ‏أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِى لِيُهْلِكَهُ» -“إنجيل متى -الأصحاح 2: آية 13». ‏

وهناك سؤال مطروح دائما فى تلك الذكرى المقدسة، لماذا مصر التى جاء لها ‏الطفل يسوع وأمه وليس مكان آخر؟ إن اختيار مصر كونها كانت رائدة الأمم ‏والمرتكز الذى مثل المسار والدرب لتعليم الإنسانية كل الثقافات، وهى الأمة التى ‏طبقت القوانين الاجتماعية للرحمة والعدل والسلام وظهر ذلك فى قوانين ماعت ‏التى جسدت ذلك بلوة، وذلك ما جاء به السيد المسيح ‏لتغير مكون الإنسانية الذى لوثه الخطية، فهناك 42 قانوناً تمثل قوانين ماعت عند ‏المصريين القدماء والتى شكلت تكوين المصرى القديم ومنها على سبيل المثال ‏‏1- أنا لم اقتل -2 أنا لم أسرق 3–أنا لم اكذب 4 -أنا لم أزن 5- أنا أرهب ‏أحداً إلى... أخ من باقى القوانين التى تتماشى تمامًا فى سمو تعاليمها مع موعظة ‏المسيح على الجبل والوصايا العشر التى نزلت على سيدنا موسى فى أرض ‏سيناء.‏

والسبب الآخر المهم أن مصر تتوسط جغرافية العالم وهنا نقطة شعاع السلام التى ‏حملها الطفل يسوع للخليقة وأعلن عنه كأول مذبح فى دير الدرنكة، وهذا ما جاء ‏فى نبوءات أشعياء النبى فى العهد القديم عندما قال: «هوذا الرب راكب على ‏سحابة خفيفة سريعة وقادم إلى أرض مصر فترتجف أوثان مصر من جهة ويذوب ‏قلب مصر داخلها» (اش 19: 1)‏

وأيضاً لا ننسى أنه جاء لها أنبياء العهد القديم منهم أبونا إبراهيم أبوالأنبياء ‏ويوسف وكان رمز للسيد المسيح الذى جاء إلى مصر لاستبقاء حياة ‏لأخواته بنى إسرائيل وهكذا جاء السيد المسيح إلى مصر للإعلان عن حياة جديدة ‏للإنسان الذى كان تحت موت الخطية، ويعقوب وجميع أسباط بنى إسرائيل ‏وموسى وهارون ويشوع، فكانت مصر ملجأ العديد من الأولين السابقين للمسيح.

وكانت أول أرض يتجلى الله عليها فى العليقة وتستقبل شريعة موسى ‏باللغة القبطية، هكذا جاء المسيح الذى قال جئت لأكمل الناموس وليس أنقضه ‏ليجسد الشريعة التى هى كلمة الله من ارض مصر ‏.