بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ونس‭ ‬الدكة

الرواية‭ ‬الصهيونية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النقض‭ ‬والتفكيك‭ ‬‮«‬2‭/‬‮٢»‬

أيضًا‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬كتب‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬أشتية‭ ‬دراسة‭ ‬هامة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬الصراع‭ ‬المستقبلى‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬وكأنها‭ ‬كتبت‭ ‬البارحة‭ ‬مذكرًا‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فى‭ ‬حسابات‭ ‬إسرائيل‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬‮«‬إسحاق‭ ‬رابين‮»‬‭ ‬خامس‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيلى،‭ ‬الذى‭ ‬انتهت‭ ‬حياته‭ ‬بإطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬عليه‭ ‬ومقتله‭ ‬فى‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬1995‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قاتل‭ ‬يهودى‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬إيجال‭ ‬عامير‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬رابين‮»‬‭: ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نصبح‭ ‬يومًا‭ ‬لنرى‭ ‬فيه‭ ‬غزة‭ ‬تغرق‭ ‬فى‭ ‬البحر‭. ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬إغراق‭ ‬غزة‭ ‬بالدم‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬و2009‭/‬2008‭ ‬وعام‭ ‬2012‭ ‬وعام‭ ‬2014‭ ‬والهدف‭ ‬السياسى‭ ‬لإسرائيل‭ ‬هو‭ ‬إبقاء‭ ‬غزة‭ ‬خارج‭ ‬النسيج‭ ‬الجغرافى‭ ‬والمؤسساتى‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ودفعها‭ ‬نحو‭ ‬مصر‭.‬
إن‭ ‬الذى‭ ‬تقدم‭ ‬يدلل‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬المنشودة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬عقل‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬الحالية‭ ‬ولا‭ ‬غيرها‭. ‬وكل‭ ‬الذى‭ ‬تريده‭ ‬إسرائيل‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭. ‬والوضع‭ ‬الراهن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مستقر‭ ‬بل‭ ‬متدهور‭ ‬تصادر‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلاله‭ ‬ما‭ ‬معدله‭ ‬2000‭ ‬دونم‭ ‬شهريًا،‭ ‬ويزيد‭ ‬عدد‭ ‬المستوطنين‭ ‬بنحو‭ ‬ألفى‭ ‬مستوطن‭ ‬شهرياً‭ ‬أيضاً‭.‬
وعليه‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬برنامجهم‭ ‬السياسى‭ ‬بما‭ ‬يأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭.‬
معتبراً‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬الحقيقة‭ ‬التى‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬بين‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬ونهر‭ ‬الأردن‭ ‬أى‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬يعيش‭ ‬نحو‭ ‬6.1‭ ‬مليون‭ ‬يهودى‭ ‬وهناك‭ ‬11‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ذاتها‭ ‬نحو‭ ‬6‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬فلسطينى،‭ ‬أى‭ ‬أن‭ ‬الميزان‭ ‬الديمغراف‭ (‬1:1‭). ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬سيصبح‭ ‬عدد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بين‭ ‬البحر‭ ‬والنهر‭ ‬نحو‭ ‬53‭ % ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬السكان‭ ‬بما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أقلية‭ ‬يهودية‭ ‬تحكم‭ ‬أغلبية‭ ‬فلسطينية‭. ‬وفى‭ ‬حال‭ ‬تآكل‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬بسبب‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فإننا‭ ‬سنجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬نزلق‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬الواحدة‮»‬،‭ ‬تمارس‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل‭ ‬أبشع‭ ‬أنواع‭ ‬العنصرية‭ ‬والتمييز‭ ‬والقهر‭. ‬ان‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬يعنى‭ ‬منعطفًا‭ ‬فى‭ ‬ديناميكية‭ ‬الصراع‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬مرئيات‭ ‬ديناميكية‭ ‬الحل‭.‬
ويختتم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬أشتية‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬المستقبل‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيونى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ولا‭ ‬مرة‭ ‬مشروعًا‭ ‬دينيًا‭ ‬بل‭ ‬مشروع‭ ‬استعمارى‭ ‬اقتصادى‭ ‬استيطانى‭ ‬جاذب‭ ‬للمستوطنين،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الدين‭ ‬إلا‭ ‬إحدى‭ ‬ذرائع‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذى‭ ‬رعته‭ ‬الدول‭ ‬الاستعمارية‭ ‬والذى‭ ‬بدأ‭ ‬كمنفعة‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬بريطانيا‭ ‬والحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬وكل‭ ‬لأسبابه‭.‬