بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

بث الثقة فى الاقتصاد.. واجب وطنى!

تتعرض‭ ‬مصر‭ ‬لأزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عنيفة،‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تشهدها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬ولا‭ ‬تقبل‭ ‬التجميل‭ ‬ودخلت‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬نفق‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬بسبب‭ ‬عوامل‭ ‬متعددة‭ ‬غير‭ ‬خافية‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬ونكرر‭ ‬ذكر‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬على‭ ‬مسامع‭ ‬خفافيش‭ ‬الظلام‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬ويتمنون‭ ‬سقوط‭ ‬مصر‭ ‬درة‭ ‬بلدان‭ ‬الأرض‭ ‬لعلهم‭ ‬يفقهون،‭ ‬فبعد‭ ‬خروج‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬ثورتين‭ ‬عاتيتين‭  ‬كُتب‭ ‬لها‭ ‬فيهما‭ ‬السلامة،‭ ‬اندلعت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتوابعها‭ ‬مع‭ ‬بدايات‭ ‬عام‭ ‬‮9102‬،‭ ‬

واستمرت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬عانت‭ ‬فيها‭ ‬اقتصادات‭ ‬بلدان‭ ‬كبرى‭ ‬وتكبدت‭ ‬خسائر‭ ‬طائلة،‭ ‬ولم‭ ‬يكد‭ ‬العالم‭ ‬يستفيق‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬العنيفة،‭ ‬حتى‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬الحرب‭ ‬مستمرة‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬يشكل‭ ‬ثلث‭ ‬إنتاج‭ ‬العالم،‭ 

‬وتسببت‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والمنتجات‭ ‬الحيوانية‭ ‬خاصة‭ ‬الدواجن،‭ ‬حيث‭ ‬تنتج‭ ‬أوكرانيا‭ ‬كميات‭ ‬ضخمة‭ ‬جداً،‭ ‬تستورد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬منها‭ ‬وحدها‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬‮٤٥‬٪،‭ ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬الشحن‭ ‬والمحروقات‭ ‬ومنتجات‭ ‬الصلب‭ ‬بنسب‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬200‭ ‬و300٪،‭ 

‬وفوجئ‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬وهو‭ ‬يشاهد‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬باندلاع‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬القاسية‭ ‬والمرعبة‭ ‬والتى‭ ‬أحدثت‭ ‬دوياً‭ ‬هائلاً‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ثم‭ ‬تندلع‭ ‬أحداث‭ ‬واضطرابات‭ ‬أخرى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬عنفاً‭ ‬وسخونة‭ ‬من‭ ‬سوابقها‭ ‬وهى‭ ‬الأحداث‭ ‬الساخنة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬والتى‭ ‬أثرت‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬واللوجستيات‭ ‬فى‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬ولمن‭ ‬يقرأون‭ ‬التاريخ‭ ‬جيداً‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يتذكروا‭ ‬أن‭ ‬إنجلترا‭ ‬العظمى‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬أغنى‭ ‬وأهم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬سقطت‭ ‬بنوكها‭ ‬عام‭ ‬‮ 2771‬،‭ ‬وعجز‭ ‬الأثرياء‭ ‬والمزارعون‭ ‬عن‭ ‬تسديد‭ ‬ديونهم‭ ‬للبنوك‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬مستثمر‭ ‬ثرى‭ ‬يدعى‭ ‬‮«‬ألكسندر‭ ‬فوردايس‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬يهوى‭ ‬المغامرات‭ ‬فى‭ ‬المراهنات‭ ‬والمضاربات،‭ ‬وحدث‭ ‬أن‭ ‬راهن‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسهم‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى،‭ 

‬وعندما‭ ‬فشلت‭ ‬مراهناته‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬قرض‭ ‬قيمته‭ ‬ربع‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬استرلينى،‭ ‬وفور‭ ‬انتشار‭ ‬الخبر‭ ‬بدأت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬تتعثر‭ ‬لعدم‭ ‬وفاء‭ ‬المستثمر‭ ‬والمزارعين‭ ‬بالتزاماتهم‭ ‬الائتمانة‭ ‬ووقتها‭ ‬انهارت‭ ‬8‭ ‬بنوك‭ ‬لندنية‭ ‬ونحو‭ ‬20‭ ‬بنكاً‭ ‬بأنحاء‭ ‬أوروبا،‭ ‬وتكررت‭ ‬نفس‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭ ‬سواء‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬أوروبا،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البلدان‭ ‬الآسيوية‭.‬
نقول‭ ‬ذلك‭ ‬لنؤكد‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬لأزمة‭ ‬ليس‭ ‬عجيبة‭ ‬من‭ ‬عجائب‭ ‬الزمن،‭ ‬ومن‭ ‬الوارد‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬عوامل‭ ‬جيوسياسية‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬إلحاق‭ ‬الخسائر‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إسقاط‭ ‬وإفشال‭ ‬أغنى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬مطلوب‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطنى‭ ‬وقطاعنا‭ ‬المصرفى،‭ ‬بمختلف‭ ‬مسمياته‭ ‬وتكويناته‭.. ‬مطلوب‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬شئون‭ ‬الوطن،‭ ‬وكذا‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬وتنفيذ‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬والنقدية‭.. ‬مطلوب‭ ‬أن‭ ‬نشجعهم‭ ‬ونساعدهم‭ ‬على‭ ‬إصلاح‭ ‬مواطن‭ ‬الخلل‭ ‬والداء،‭ ‬وعلى‭ ‬خبراء‭ ‬التحليل‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الذين‭ ‬يطلون‭ ‬علينا‭ ‬عبر‭ ‬الفضائيات‭ ‬الكف‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬صورة‭ ‬سوداوية‭ ‬عن‭ ‬مشاكلنا‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ففى‭ ‬طيبة‭ ‬القديم‭ ‬عانت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف،‭ ‬ثم‭ ‬بعث‭ ‬الله‭ ‬لمصر‭ ‬الخير‭ ‬الوفير‭..‬
جملة‭ ‬القول‭.. ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬الاقتصاد‭.. ‬واجب‭ ‬وطنى‭!‬