باختصار
الوطن العربى.. الحلم الأكبر
مع إطلالة عام جديد نأمل من الله أن يكون عام خير وسعادة علينا جميعا، وأن يكون عام وحدة وترابط إسلامى وعربي، وأن يعيد الله لوطننا الأمن والأمان ويحفظ بلادنا من شرور الإرهاب ويفتح لنا أبواب الرخاء والأمل، وأن يجبر كسورنا وخواطرنا من أزمات قصمت ظهورنا وأعيت من ثقلها كاهلنا حتى بدأنا العام الجديد بنصف قوانا آملين أن يكتب الله لنا النجاة.
< نأمل فى العام الجديد أن تجد أزمة غزة طريقا واضحا للحل، يضع حدا فاصلا لمأساة الصراع العربى الإسرائيلى الذى امتد عقودا طويلة استنزفت ثرواتنا وخيرات بلادنا ووطننا العربي، ودفع ثمنه آلاف الشهداء الذين ارتوى بدمائهم تراب عروبتنا دفاعا عن الأرض والعرض والأوطان.
< نأمل حلولًا شافية وقاطعة للحفاظ على فلسطين عربية ذات سيادة وطنية، عبر إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لنغلق هذا الملف إلى الأبد ونوقف حرب الإبادة والمحارق والمجازر وسرقة الأرض والتراث والخيرات وحماية أرواح الأطفال والشيوخ والنساء من الفقد تحت عجلات المدرعات أو من القصف البربرى برا وبحرا وجوا أو الموت تحت الأنقاض.
< نأمل أن نطفئ النيران المشتعلة على حدودنا وأن يعم الأمان أرجاء وطننا العربى لنحفظ عروبتنا بعيدا عن التدخلات السافرة، سواء كانت عن طريق الدعم اللامحدود من أمريكا والأوروبيين للكيان الصهيونى فى غزة، أو ما يحدث فى الجنوب عند باب المندب وما يشهده من تدخلات سافرة من قوى الشر الحوثى المدعومة من إيران بهدف زلزلت المنطقة وإشعال مياه البحر الأحمر نارا تزيد الأجواء الملتهبة اشتعالا.
< نأمل أن يعود لليمن السعيد اسمه، ويلم الله شمله وتعود إليه دولته القوية العفية ويحفظ على أبنائه دماءهم ويحميهم من الفرقة والنعرات والتدخلات الخارجية التى حولت وطنهم إلى أشلاء عقب سنوات من الحرب والتدمير، ونتمنى بعد 8 سنوات طاحنة أن تشهد البلاد انفراجة حقيقية عبر اتفاق سلام بين الحكومة والحوثيين واتخاذ خطوات جادة نحو وقف إطلاق النار والبدء فى عملية سلام سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
< نأمل أن تشهد ليبيا فى العام الجديد اتفاقا ينهى نزاع القادة على كراسى السلطة، ويتمكنون من إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات العامة والقضاء على الفساد والحد من العمليات الإرهابية، وإحداث هدنة ووقف العمليات العسكرية بين جبهتى الشرق والغرب، وأن ينجح الشعب فى اختيار رئيس للبلاد بعدما فشل فى هذا الأمر لمدة 12 عاما منذ العام 2011.
< نأمل أن تشهد العراق التى مزقها الإرهاب والانقسامات السياسية والقومية والطائفية الحادة خلال الأعوام الماضية العودة إلى الهدوء والاستقرار وأن تعود إلى محيطها العربي، كما نتمنى أن يعم الاستقرار الأمنى ربوع البلاد، والأهم من ذلك هو إنهاء وجود التحالف الدولى الذى بات أمرا ضروريا، والقضاء على تحالفات الولاء التابعة لإيران.
نأمل أن تشهد سوريا الخروج من مأزق الصراع الأمريكى الإيرانى الذى فتت أراضيها وأن تدفع باتجاه رفع العقوبات عن دمشق التى تئن من أزمات اقتصادية طاحنة بالإضافة إلى التدهور الشديد فى الوضع المعيشى والأمني، كما يعانى المدنيون من انتشار البطالة وارتفاع نسبة الفقر فى ظل تواصل عمليات القصف العشوائى واستهداف المناطق السكنية باستخدام الذخائر المحرمة والبراميل المتفجرة.
< نأمل أن تشهد السودان بعد عام «الكابوس» المزعج الذى دفع ملايين المواطنين للفرار خارج الدولة هربا من جحيم الحرب، أن يعودوا من أراضى المهجر إلى بلادهم وأن يتجمع الفرقاء على طاولة الحوار لحل الأزمة السياسية الطاحنة التى انفجرت إثر الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى حرب لم تشهدها البلاد منذ أكثر من 100 عام.
< نأمل أن تجد الأزمة المالية الطاحنة فى لبنان منذ عام 2019 وحتى الآن طريقها للحل، ومنعه من انزلاق الأوضاع الأمنية إلى حرب عسكرية شاملة لاسيما فى ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان فى حال عدم انسحاب حزب الله من الشريط الحدودي، كما أن هناك مخاوف كبيرة من تفاقم الوضع الأمنى نتيجة غياب الاستقرار السياسى والخلاف المستمر على الملف الرئاسى فى ظل استمرار الانهيار الاقتصادى والمالى.
باختصار.. وطننا العربى مهلهل من كثرة النزاعات الداخلية التى استدعت غالبا الغرباء إلى بلادنا ليزيدوا نار الفرقة والخلافات ويضعوا البنزين على النار المشتعلة، ويستمروا فى تأجيجها لتنفيذ مخططات استعمارية جديدة نفقد معها ثرواتنا وأرواحنا وعروبتنا، ونمزق خريطة الوطن العربى الأكبر فى الاستعانة بقوى المكر والخداع، فمازلنا نأمل ونحلم أن تتشابك أيدينا وتتعاضد أكتافنا لتعيد ترميم ما أفسدته أيدينا ويبقى الوطن العربى الواحد هو الحلم الأكبر للغد المشرق.