اللحظات الأخيرة للأطباء في المستشفى الإندونيسي بغزة (فيديو)

أجبر الأطباء على إخلاء المستشفى الإندونيسي، بعد تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي باقتحامه قبل نحو أسبوعين، وزعمه أن المستشفى الواقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يحتوي على "نشاطات عسكرية".
وروى الدكتور محمد شعبان، رئيس قسم الطوارئ بالمستشفى الإندونيسي، اللحظات الأخيرة في المستشفى قبل الإخلاء قائلا: "تم محاصرة المستشفى الإندونيسي آخر أسبوع من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدما انتهى من مستشفى الشفاء".
وأضاف: "كانت الدبابات تحيط بالبوابات الغربية والشمالية، والقناصة على الأبراج حول المستشفى، وتم استهداف بعض الغرف في المستشفى بعد حصارها لمدة أسبوع وقطع الماء والإمدادات الغذائية والطبية، وتواصل جيش الدفاع مع إدارة المستشفى، لضرورة إخلاء المستشفى تماما".
عملية إخلاء معقدة في المستشفى الإندونيسي
قال الطاقم الطبي إن الإخلاء كان عملية خطيرة ومعقدة، وذلك لوجود حالات حرجة وأخرى بالعناية المشددة، لكنهم استمروا رغما عنهم، وبدأ إخلاء المستشفى بالنازحين على دفعات، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة بقي فيه 700 مريض قُطعت عنهم إمدادات الأكسجين، ولم يستطع الطاقم الطبي إنقاذ بعضهم.
وكشف شعبان أنه تم حصار مطبق آخر 3 أيام من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "أبلغونا بضرورة إخلاء المستشفى الإندونيسي تماما من المرضى والجرحى والطواقم الطبية"، موضحا: "طلبنا سيارات إسعاف لنقل المصابين، وكان الرد بأنه أحضرولنا باصات نقل ركاب باصات نقل مسافرين غير مجهزة طبيا، ولا مجهزة بجرات أكسجين ولا أي مستلزمات طبية".
وأشار إلى أنهم قاموا بنقل المرضى على 3 دفعات، وفي أول يوم نقلوا ما يقارب 200 مريض وسعة الباص 50 راكبا، مؤكدا أنهم كانوا يضعون 100 مريض داخل كل باص، وفي ثاني يوم نقلوا 400 مريض، وفي آخر يوم تبقى 300 مصاب حالاتهم حرجة ومتوسطة، ووضعوهم داخل باصات لا تصلح لنقل المرضى، مضيفا أنه في اليوم الأخير خرجوا والدبابات أمام بوابات المستشفى.
اتجه نازحو "الإندونيسي" نحو المستشفى الأوروبي الواقع في خان يونس جنوب القطاع، رغم أنه مكتظ بالمرضى ولا إمكانية لاستقبال المزيد، وبالتنسيق مع وزارة الصحة في غزة تم تخصيص مدرسة مجاورة وتحويلها لمستشفى ميداني دون أن يتم تجهيزها بمعدات طبية أو توفير أسرة، ويحاول طاقم "الإندونيسي" جاهدين لعلاج المرضى فيه، وذلك رغم غياب الكهرباء والماء.