بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لماذا تصنع الصين روبوتات بشرية؟

بوابة الوفد الإلكترونية

مع ازدياد ترابط العالم، تظهر الروبوتات المصاحبة الصديقة لوسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من الشعور بالوحدة وتوفير تفاعلات جذابة تشبه التفاعلات البشرية.

واستجابة للتحديات التي تفرضها شيخوخة السكان والعدد المتزايد من الأفراد الذين يعيشون بمفردهم، تظهر الروبوتات المصاحبة كعلاج محتمل للوحدة. ومع وجود أكثر من 92 مليون بالغ في الصين يعيشون بمفردهم، وهو ما يمثل أكثر من 6% من السكان، فإن الطلب على الرفقة واضح. وسلط لي بويانج، الرئيس التنفيذي لشركة Ex Robots، الضوء على هذا الطلب في مؤتمر الروبوت العالمي 2023 في بكين، مشددًا على الحاجة إلى الروبوتات المرافقة لكبار السن.

 باستخدام الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة مثل الجلد الاصطناعي القائم على السيليكون، تهدف شركته إلى إنشاء روبوتات بشرية لا تؤدي المهام فحسب، بل تحاكي أيضًا الحركات البشرية وتعبيرات الوجه والإيماءات، مما يجعلها أكثر جاذبية وبديهية في تفاعلاتها.

تمتد الروبوتات المصاحبة إلى ما هو أبعد من كبار السن لتصل إلى جزء كبير من جيل الشباب الذي يتصارع مع مشاكل الوحدة والصحة العقلية. 

يعيش أكثر من 20 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا في الصين بمفردهم، ويرجع ذلك إلى أسباب تتراوح بين العبء المالي لتكوين أسرة إلى الرغبة في الاستقلال وسط الضغوط المجتمعية. 

في ضوء الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية للحد من انخفاض عدد السكان، قد تصبح الروبوتات المصاحبة أكثر شيوعًا، حيث توفر الرفقة والمساعدة في المهام اليومية، مما قد يؤثر على المواقف المجتمعية تجاه تكوين الأسرة.

في حين أن الوعد الذي تقدمه الروبوتات المصاحبة لمعالجة العزلة الاجتماعية أمر مثير للاهتمام، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة حول تكلفتها، وإمكانية الوصول إليها، وسلامتها.

 مع استمرار الروبوتات البشرية في التقدم، يظل دورها في إعادة تشكيل الديناميكيات المجتمعية والتصدي لتحديات الشيخوخة السكانية والمعزولة موضع اهتمام ودراسة متأنية. إن التقاطع بين التكنولوجيا والاحتياجات المجتمعية والسعي البشري للتواصل يحمل المفتاح لمستقبل تلعب فيه الروبوتات دورًا أساسيًا بشكل متزايد في نسيجنا الاجتماعي.