الجامعة العربية تواصل جهودها لتنفيذ قرارات القمة وإنقاذ غزة وتجهز 65 شاحنة
تواصل الجامعة العربية نشاطها لتنفيذ القرارات الخاصة بالقمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالرياض، والتي تستهدف الوقف الفوري لإطلاق النيران وفرض دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
مطالبات بوقف العدوان:
تخاطب الجامعة العربية الدول جميع الجهات والمنظمات المعنية للضغط لإصدار قرار فوري بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وصف أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قرار مجلس الأمن الأخير الذي يدعو لهدن إنسانية عاجلة لقطاع غزة، بأنه خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح، مطالبًا بإصدار قرار فوري بوقف الحرب.
أكد الأمين العام أن المطلوب من مجلس الأمن هو الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في غزة، وليس مجرد الدعوة لهدن إنسانية تسمح بإدخال المساعدات مع استمرار القصف الإسرائيلي للمدنيين واستهداف المستشفيات وغيرها مما تقوم به سلطة الاحتلال.
كما طالب المجتمع الدولي بالعمل بشكل عاجل بضمان التزام إسرائيل بكل بنود قرار الأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذه الخطوة لابد أن تعطي دفعة للجهود كافة التي تعمل على إنهاء العدوان وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار.
حمل أبوالغيط مسئولية جرائم الحرب في غزة لأطراف دولية، باعتبارها مساعد لإسرائيل وإعطائها الضوء الأخضر لمواصلة حربٍ خارج القانون وبأساليب لا يقبل بها أي ضمير إنساني، وذلك أثناء مقابلته مع رئيس بعثة هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة جنرال باتريك جوشات.
عن استهداف المستشفى الأردني، قال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام: “إن القصف جريمة جديدة تُضاف للجرائم البشعة للاحتلال ضد الأطقم الطبية، ويُمثل استهدافًا متعمدًا لرجال ونساء يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ المدنيين ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل”.
أكد أن الجامعة العربية تتضامن مع المملكة الأردنية في أية خطوات قانونية أو سياسية تتخذها في مواجهة هذه الجريمة التي تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف، شأنها في ذلك شأن جرائم الاحتلال في هجماته الوحشية على المستشفيات في غزة، على مرأى ومسمع من العالم، وفي انتهاك لكل أعراف الحرب وقوانينها.

مساعدات إنسانية:
من جانبها أعلنت السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة، في مؤتمر صحفي بالهلال الأحمر اليوم، عن 65 شاحنة مجهزة بالمساعدات الإنسانية ضمن القافلة التي ستتوجه إلى قطاع غزة خلال أيام مقبلة.
طالبت دول العالم بالتدخل لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتة أن الاحتلال استهدف مراكز الإيواء والمساعدات الإنسانية في غزة، ودمر 45% من الوحدات السكنية.
وتم تجهيز قافلة المساعدات الإنسانية المقدمة من مجلسي الصحة والشئون الاجتماعية العرب، من مقر الهلال الأحمر المصري بالقاهرة، بحضور الوزيرة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي.
ثمَّنتْ أبوغزالة جهود مصر وتنسيقها الدؤوب لدخول المساعدات العاجلة والاحتياجات الطارئة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما توجهت بالشكر إلى الهلال الأحمر المصري على الجهود والمساعي المبذولة لتنسيق الاحتياجات الإنسانية مع الهلال الأحمر الفلسطيني وتأمين إيصالها إلى قطاع غزة للمتضررين.
أوضحت السفيرة، أن وفدًا من موظفي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المتطوعين شارك في عملية تعبئة وتجهيز الاحتياجات الإنسانية بمقر الهلال الأحمر المصري، وذلك في إطار التضامن الإنساني مع قطاع غزة.
نوهت أبوغزالة أنه سيتم تشكيل وفد من الأمانة العامة لتسليم هذه المساعدات عبر معبر رفح فور الانتهاء من تجهيزها بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والجهات المعنية الأخرى.
أكدت السفيرة اهتمام الجامعة العربية بتوجيهات الأمين العام أحمد أبوالغيط بضرورة استمرار تدفق هذه المساعدات لتلبية الاحتياجات خصوصًا الطبية والأدوية المنقذة للحياة لإمداد المستشفيات بها بشكل طارئ، إذْ تعاني المستشفيات من نفاذ ونقص حاد في جميع الاحتياجات من أجل الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية للإصابات المستمر تدفقها جراء استمرار القصف العشوائي والاستهداف الغاشم للمدنيين.

تحذيرات من سيناريو التهجير:
عن مخططات الاستيلاء على غزة وإخضاعها تحت سلطة إسرائيل أو قوات أمن دولية، لتصفية القضية الفلسطينية؛ حذَّر أبوالغيط خلال لقاءاته مع وزراء ومسئولي بالدول الغربية من سيناريو التهجير القسري الذي لا زالت بعض الدوائر الإسرائيلية تسعى للترويج له عبر منصاتٍ إعلامية واتصالاتٍ دولية، مؤكدًا أن من يُفكرون في هذا السيناريو لا يدركون حجم الفوضى التي يُمكن أن يتسبب فيها في المنطقة.
شدد أبوالغيط على أن تهجير الفلسطينيين، من الضفة الغربية أو غزة، هو خطٌ أحمر مرفوض عربيًّا بشكل كامل لأنه يُمثل إفراغًا للقضية الفلسطينية من محتواها، وتصفية لها عبر أساليب لن يكون من شأنها إلا زعزعة استقرار المنطقة، فضلًا عن انتهاكه الصارخ للقانون الدولي الإنساني، وطالب أبوالغيط جميع القوى الدولية بالانتباه للمخاطر الشديدة التي ينطوي عليها مجرد الترويج لمثل هذا الخيار.

من جانبه أكد السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن قرار القمة العربية الإسلامية الاستثنائية يتضمن مطالبات عاجلة وفورية للمجتمع الدولي بالعمل على الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإغاثته، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين المحتلة، والذي يشكل بالأساس أصل العدوان والتصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.
أكد مندوب فلسطين ، أنه تم إرسال مذكرات للأمانة العامة ومندوبات الدول الأعضاء في الجامعة اليوم الخميس لحث الدول الأعضاء الشقيقة والأمانة العامة على تنفيذ مضامين قرار القمة، لافتًا أن المذكرات تناولت أيضًا مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار عاجل وملزم يفرض وقف إطلاق النار والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
أوضح السفير مهند العكلوك أن المذكرات تناولت أيضًا مطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في جميع الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
كذلك دعوة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية واتخاذ إجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعماري ضد الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.