بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

البطيخ سلاح المتضامنين مع غزة لمنع سرقة الهوية الفلسطينية

البطيخ سلاح المتضامنين
البطيخ سلاح المتضامنين مع غزة

 

مع بلوغ جرائم الاحتلال الاسرائيلي  ذروتها و تصاعد حدة القمع في قطاع غزة والضفة الغربية شهدت العديد من مدن وعواصم العالم مسيرات ومظاهرات حاشدة، لدعم الشعب الفلسطيني، وللتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 

التظاهرات رفعت أعلاما فلسطينية، رمزا لدعم غزة في مواجهة مخططات التصفية والإبادة، إلا أن هناك رمزا آخر تواجد في الساحات كرمز للقضية الفلسطينية وللتحايل على أي قرار يعترض على رفع العلم الفلسطيني.

 

الرمز كان (البطيخ) ، سواء كان محمولاً باليد، أو مستخدماً كرمز تعبيري في منشور على الإنترنت، رمزاً لدعم القضية الفلسطينية. وظهرت هذه الفاكهة مجدداً في عدد لا يُحصى من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب حرب إسرائيل على غزة، خاصة في ظل خوارزميات تلك المواقع التي تمنع منشورات دعم فلسطين ووضع أعلامها.

تاريخ البطيخ في فلسطين

ويأتي تاريخ زراعة البطيخ في فلسطين إلى عصور ما قبل نكبة الاحتلال، حيث كانت من أشهر محاصيلها الزراعية المصدرة، وشهدت مناطق مثل جنين إزدهارًا في زراعته، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ من عام 1948 تدمير الزراعة الفلسطينية بأكملها تقريبًا.

وبطبيعة الحال أدى ذلك إلى اضمحلال زراعة البطيخ المحلية، بل إن المستوطنات الإسرائيلية أغرقت الأسواق بمحاصيلها، مما أقصى الفلسطينيين عن أسوقهم.

 

البطيخ رمز فلسطيني

ذكرت مجلة تايم الأميركية، أن استخدام البطيخ كرمز فلسطيني ليس أمراً جديداً، فقد حدث لأول مرة بعد حرب 1967، عندما سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمت القدس الشرقية.

وفي ذلك الوقت، حظرت الحكومة الإسرائيلية إشهار العلم الفلسطيني على نحو علني، وجعلته جريمة جنائية في غزة والضفة الغربية. وللتحايل على هذا الحظر، بدأ الفلسطينيون في استخدام البطيخ، لأن هذه الفاكهة، عند تقطيعها، تحمل ألوان العلم الفلسطيني، الأحمر، والأسود، والأبيض، والأخضر.

 

البطيخ رمز الهوية والانتماء للأجيال الجديدة

ومع بلوغ جرائم المحتل ذروتها و تصاعد حدة القمع الأخيرة في قطاع غزة، يعود البطيخ لتوعية وتذكير جيل الشباب بمعنى الهوية والانتماء والمقاومة، كما يشكل رمزًا لتمسكهم بحقوقهم على أرض وطنهم المهدد بالزوال جراء قمع الاحتلال ومحاولاته المستميتة لتفريغ فلسطين من شعبها.

 

ولم يكن البطيخ منقذًا للأجيال القادمة فقط، بل أصبح رمزًا يمثل التضامن العالمي مع قضية فلسطين، حيث نشأت حركات عالمية تضامنية تؤكد أن البطيخ أصبح رمزًا للمقاومة يعبر عنها الملايين حول العالم. 

ألمانيا تحظر البطيخ

قمعت الشرطة الألمانية في برلين تجمعًا تضامنيًا تنظمه جمعية "باتافلز"؛ لدعم القضية الفلسطينية، وذلك بذريعة تعاونها مع "المنظمات المحظورة" خلال محاولتها إحياء الذكرى الـ 75 للنكبة الفلسطينية، بفكرة لافتة عبر جلب “البطيخ” الحامل لألوان علم فلسطين من أجل رفع التوعية الألمانية بمعاناة الشعب الفلسطيني.

 

وفي هذا الإطار، منعت الشرطة الألمانية المتظاهرين من رفع شعار البطيخ، والذي تم إحضاره في سبيل جذب الانتباه إلى القمع والتهجير في فلسطين، وذلك بعد منع تحركهم، ضمن سلسلة من الاضطهادات الألمانية، من الحديث عن 75 عامًا من جرائم حقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني.

 

وفي ظل مواصلة الشرطة الألمانية في اتخاذ إجراءات قمعية ضد حرية التجمعات العامة وحرية التعبير، أكدت جمعية "باتافلز" على حقها في النضال من أجل عدالة القضية الفلسطينية دون تجريم..