بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فضل سورة الإخلاص في التأثير إيجابًا على حياة المسلم

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين ويَشعر المسلم بالأمان والطّمأنينة عندما يقرأ سورة الإخلاص، فالسّورة تدلّ على أنّ الله واحدٌ متفرد بالألوهية، وهو ما يُطمئِن المسلم إلى أنّ أمور الكون كلّها بيد الله وحده.

 

 يجد الملاذ والملجأ والمُستغاث والمُستعان في الله الصمد، فالله وحده من يُقصد في الحوائج، ومعرفة المسلم لهذا تغرس لديه اليقين بأنّ الله الذي خلقه هو وحده من يَحميه ويُعينه ووحده من يقضي حوائجه.

 

لا يحتاج المسلم لشفيع أو واسطة بينه وبين ربّه، وهو ما يُشعِرُ المسلم بأنّ الله قريبٌ منه يُجيب دعاءه ويَقبل توبته ويغفر ذنوبه ويعفُ عمّا اقترفه من سيئات.

 

 يُدرك المسلم في هذه السّورة أنّ الله تعالى منزّه عن صفات الخلق من ولادةٍ وكِبَرٍ وموت؛ وأنّ الله تعالى ليس له ندّ أو شبيه يكافئه في القدرة أو العمل، وهو ما يُولّد عند المسلم التّعظيم لله تعالى والخشية منه.

عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "أَيعجِزُ أحدُكم أن يقرأ في ليلةٍ ثُلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثُلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".

 

 الفضل المستفاد من الحديث: من قرأها فقد نال ثواب قراءة ثلث القرآن.عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم بعث رجلًا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد، فلمّا رجعوا ذكروا ذلك للنّبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: سلوه لأيّ شيء يصنع ذلك؟، فسألوه، 

 

القول في تأويل قوله : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)
اختلف أهل التأويل فيمن عُنِي بهذه الآية, وفيمن نـزلَتْ. فكان ابن عباس يقول, كما:-
295- حدثنا به محمد بن حميد, قال حدثنا سلمة بن الفضل, عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة, أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: " إن الذين كفروا "، أي بما أنـزِل إليك من ربِّك, وإن قالوا إنا قد آمنا بما قد جاءنا من قبلك (1) .
وكان ابن عباس يرى أنَّ هذه الآية نـزلتْ في اليهود الذين كانوا بنَواحي المدينةِ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، توبيخًا لهم في جُحودهم نبوَّةَ محمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبِهم به, مع علمهم به ومعرفتِهم بأنّه رسولُ الله إليهم وإلى الناس كافّة.
296- وقد حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سَلَمة, عن ابن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: أن صَدر سورة البقرة إلى المائة منها، نـزل في رجال سَمَّاهم بأعيانهم وأنْسَابهم من أحبار يهود, من المنافقين من الأوس والخزرج. كرهنا تطويل الكتاب بذكر أسمائهم (2) .
وقد رُوِي عن ابن عباس في تأويل ذلك قول آخر, وهو ما:-
297- حدثنا به المثنى بن إبراهيم, قال: حدثنا عبد الله بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس، قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرِصُ أن يؤمن جميعُ الناس ويُتَابعوه على الهدى، فأخبره الله جل ثناؤه أنه لا يؤمنُ إلا من سبق له من الله السعادةُ في الذّكْر الأول, ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاءُ في الذكر الأول (3) .
وقال آخرون بما:-
298- حُدِّثت به عن عمار بن الحسن, قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه, عن الربيع بن أنس, قال: آيتان في قادةِ الأحزاب: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )، قال: وهم الذين ذكرهم الله في هذه الآية: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ [سورة إبراهيم: 28، 29]، قال: فهم الذين قُتلوا يوم بدر (4) .