بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تراجع أمريكا ومستقبل الصهيونية ‏

عبر مراحل الحركة الرأسمالية التاريخية توالدت طبقات برجوازية اقتصادية، من الحركة ‏الصهيونية العالمية والتى احتكرت الصناعات الحياتية والهامة عبر نظام عولمة ممتد فى كل ‏قارات العالم، وكانت البداية الحقيقية لذلك على يد عائلة «روتشيلد» ‏‎ ‎وهى عائلة يهودية ‏ثرية أصلها من فرانكفورت، تأسست على يد ماير أمشيل روتشيلد‎ (1744-1812)‎، « ‏صهيوني» والذى أسس وتحكم فى ثورة الرأسمالية المالية فى القرن الثامن عشر، حيث ‏تمكن من تأسيس عائلة مصرفية دولية وتوريث ثروته لأبنائه الخمسة الذين أسسوا نشاطات ‏تجارية مصرفية ومالية فى لندن‎ ‎وباريس وفرانكفورت‎ ‎وفيينا‎ ‎ونابولي‎‎، وكانت عملة الدولار ‏هو آخر ما انبثقت عنه نظرية سميث الرأسمالية.‏
ومن الثورة الرقمية الحديثة، هكذا استطاعت البرجوازية الصهيونية عولمة حياة الشعوب ‏ومن ثم التحكم فيها وتحريك أحداثها، ومن هنا كانت وما زلت مصر وبما تمثله كموقع ‏جغرافى لملتقى القارات اهم درب وطريق تم استخدامه عن طريق الاحتلال أو النفوذ ‏السياسى والعسكرى للوصول إلى الثروات والموارد الطبيعية فى أفريقيا والمنطقة العربية ‏وممر تجارى لتسويق منتجات وسلع الرأسمالية. ‏
ومع حدوث بعض التغييرات الكبيرة التى نتجت عن سرعة دوران الرأسمالية والتى فاقت ‏قدرات فكر الإنسان على التحكم فيها، فأصبح المطلوب للمستقبل لاستمرار الرأسمالية هو ‏نهج رأسمالى آخر يساير تلك السرعة خارج قدرات الإنسان، وسيتمثل ذلك النهج فى موارد ‏وثروات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعى، وبما أن تلك الموارد ومشتقاتها تتواجد فى ‏الحزام الجغرافى الكبير لمصر سواء فى أفريقيا أو المنطقة العربية، ولهذا تحاول أمريكا ‏والغرب تحزيم جغرافية مصر بحزام نارى مشتعل وهذا ظهر فى ليبيا وغزة والسودان ‏والنيجر والجابون وسوريا والعراق «ولا نعلم القادم»، حتى يتم إضعافها أو تركيعها ومنعها ‏بأن تكون دربا ومرتكزا لدول مجموعة بريكس، والتى ستكون الحجر الذى سيتفتت عليه ‏النظام العالمى القائم. ‏
والسؤال المطروح ماذا ستفعل الصهيونية التى تمتلك شركات العولمة الرأسمالية الممتدة فى ‏كل قارات العالم؟ والتى لا يمكن تجاهل قوتها وتأثيرها فى أى متغيرات قادمة، الإجابة لابد ‏أن تمر عبر توضيح هام وهو أن أمريكا فقط تمثل موقعا جغرافيا لتوطين وتواجد الصهيونية ‏الرأسمالية وليست دولة مستقلة فى قرارها كما يذهب فى التعاطى معها معظم الكتاب ‏والمحللين، ولذلك فمن الوارد والمحتمل أن تساوم الصهيونية الرأسمالية الصين وروسيا ‏على التواجد ضمن النظام العالمى القادم طبقا لشروط، اعتقد أنها ستقوم على انسحاب أمريكا ‏من المشهد كقوة عظمى وتراجعها داخل حدودها لتكون ذات تأثير محدود داخل عدة أقطاب ‏للنظام العالمى القادم، مع تعهدات بالحفاظ على امن وتواجد الكيان الصهيونى فى فلسطين أو ‏أن يكون هناك وطن بديل محتمل، حيث تشير أصابع المحللين إلى جزء من دولة أوكرانيا ‏كشرط من شروط المساومة بين الصهيونية والصين وروسيا.