فى الحومة
الزراعة هى الحل
لا شك أن عالم اليوم بما يحمله من وتيرة سريعة وتحولات كبيرة، الناتج عن صراعات وحروب دولية وتغيرات مناخية وعالم ما بعد كورونا وصراع الدول الكبرى التى تسعى لفرض نفوذها وسيطرتها والعمل على إقامة كيانات اقتصادية كبرى تسيطر على التبادل التجارى العالمى، كل ذلك وغيره، يتطلب وقفة حادة من الدولة المصرية لبحث ودراسة أين نحن اليوم وكيف يكون مصيرنا غدًا لرسم سياسات سن القوانين واللوائح اللازمة لتنفيذ تلك السياسات؟
وهذا يتطلب من الدولة النظر إلى مقوماتها الأساسية ومواردها الخاصة وموقعها الجغرافى وكيف يمكن لها تعظيم تلك الموارد.. ويبدو لى أن أهم تلك الموارد هى الزراعة.. فمصر دولة زراعية يمر بها نهر النيل العظيم منذ آلاف السنين، ومنذ ثلاثين عامًا والباحثون والمحليون والساسة يقولون إن الحرب القادمة حرب مياه على مستوى العالم، وذلك نتيجة نقص حصص المياه للفرد على مستوى العالم، وبالتالى فإن هذا الأمر يشكل خطورة على الأمن الغذائى العالمى.
وليس بخافٍ على أحد أن الاقتصاد العالمى يمر بمرحلة ارتباك وأن مصر تمر بمرحلة اقتصادية حرجة تتطلب العمل على تعظيم مواردها وزيادة صادراتها، وهذا لن يتأتى إلا عن طريق الصادرات الزراعية التى تملك مصر المقومات الأساسية والتنافسية لزيادة الصادرات الزراعية.
والزراعة وبحق هى الأمن والأمان، الأمن الغذائى والأمان الاقتصادى، وهى الملجأ والملاذ، ويقينًا لكى نتجاوز مشكلاتنا الاقتصادية فلا نذهب بعيدًا، فالزراعة هى الحل. وللحديث بقية.