بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

كتاب يوثق أهم مراحل التاريخ ‏

توثيق الأحداث مهم فى تاريخ الأمم؛ لأنه يربط الحاضر بالماضى، وعليه يتم ‏استقراء وبناء المستقبل، وما أجمل أن يكون ذلك التوثيق بيد من تعايش مع ‏مجريات الأحداث وكان شاهد عصر بالصورة والكلمة، والأهم من ذلك كله أن يكون ‏الموثق متعددًا ومتنوعًا فى تكوينه الشخصى والثقافى وابنًا حقيقيًّا لثقافة الشارع.‏

هكذا الصديق وأخى العزيز ابن الصعيد الجوانى مصطفى بكرى الذى جسد باقتدار ‏دور الموثق التاريخى لأهم الأحداث التى مرت بها مصر منذ ارتجاف 2011 إلى ‏زلزال ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية، وأجزم أن ما قام به من ‏توثيق للأحداث فى تلك الفترة عبر إصدار عدد من المؤلفات الهامة منها «الدولة ‏والفوضى 4 أجزاء – سقوط الإخوان – لغز المشير – الصندوق الأسود لعمر ‏سليمان – برلمان الإخوان. برلمان تصدير الأزمات–عشرة أيام هزت مصر – ‏اعتصام رابعة.. الحقائق والأكاذيب – السيسى وإعادة بناء الدولة – معارك لا ‏تنتهي»، وأخيرا الكتاب الذى صدر فى الذكرى العاشرة (الطريق إلى ‏ý3ý‏ يوليو لماذا ‏انتصر الجيش لإرادة الشعب)، ستكون تلك المؤلفات مراجع تاريخية مهمة للأجيال ‏القادمة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية، فأهمية تلك الإصدارات تكمن فى ‏مكونات المؤلف الشخصية التى جعلته قادرًا على توثيق الأحداث من منظور ضمير ‏الوطن ولسان حال المواطن، فهو الفلاح الذى أمسك بالفأس، والكاتب الذى سطر ‏بالقلم، والبرلمانى القدير، والسياسى المخضرم، والإعلامى المتوهج دائمًا، ‏والمواطن الذى يتواصل ويصل إليه الجميع، كل ذلك جعل إصداراته منصة ‏ومرجعية تاريخية صادقة ومهمة للأجيال القادمة ولأقلام المتخصصين والباحثين ‏والمؤرخين.‏

أهم تلك المؤلفات فى تاريخ التوثيق المصرى هو ما تم إصداره فى الذكرى العاشرة لثورة 3 ‏يوليو «كتاب الطريق إلى ٣ يوليو لماذا انتصر الجيش لإرادة الشعب» 550 ‏صفحة، ويحوى 23 فصلًا، تتناول الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ‏والأمنية، التى أدت إلى قيام ثورة 30 يونيو، وانحياز القوات المسلحة لها ‏ ويكشف الكاتب دور فئات الشعب المصرى وقواه الطليعية فى مواجهة حكم ‏الجماعة الإرهابية، وإجهاض مخطط أخونة الدولة وطمس هويتها، ويتضمن الكتاب ‏تفاصيل الساعات الحاسمة التى دفعت الجيش بقيادة القائد العام إلى حسم الأمر، ‏ودعوة القوى الوطنية لوضع خارطة المستقبل، بعد رفض الرئيس المعزول ‏الاستجابة لمطالب الشعب المصرى. الكتاب زاخر بالمعلومات الحية المعاشة ‏والحاضرة من قبل الكاتب، يسرد بكل شفافية وصدق مؤامرة جماعة الإخوان ‏الإرهابية، للسيطرة على الدولة المصرية منذ الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٢، ‏عندما تولى مندوبهم محمد مرسى السلطة، بعد أكثر من ثمانين عامًا من العمل ‏تحت الأرض، وعلى مدار عام يعرج الكاتب إلى جميع الأحداث المأسوية التى ‏حدثت فى ثوب كوميديا سوداء

فقد رصد الكاتب بكل اقتدار خطط التقزيم والتآمر لتفكيك وانهيار الدولة المصرية ‏منذ ذلك التاريخ، وخطط الغرب لجعل مصر الجائزة الكبرى لسقوط المنطقة ‏العربية بالكامل، وتناول دور الرجال الذين تحملوا المسئولية الوطنية بكل اقتدار ‏بالعبور الآمن لهذا الوطن حتى وصلنا إلى بر الأمان وتحقق الانتصار للشعب والجيش ‏معا، ودور الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع فى ذلك الوقت والجيش ‏لإنهاء حكم دولة الإخوان والخلافة فى عام واحد، بالرغم من مخطط مشروعهم ‏الشيطانى للبقاء والتمكين فى الحكم لأكثر من ٥٠٠ عام كما قال مرشدهم الأكبر ‏بديع، ومن بعده محمد مرسى الذى ظل يردد بهستريا جنونية هذا القول المشين ‏فى كل ظهور؛ حتى يطيح بهم جميعا الشعب والجيش من هذا الحلم المجنون لأجل إنقاذ ‏مصر والمنطقة بالكامل.‏

كما كشف الكاتب فى كتابه، عن الضغوط التى مارستها الإدارة الأمريكية للحيلولة ‏دون انحياز الجيش إلى الشعب وكيف واجهها القائد العام للجيش الفريق أول ‏السيسى بكل تحد وشجاعة، كما يستعرض وقائع ما جرى فى يوم الثالث من يوليو ‏من اتصالات ولقاءات وحوارات، ولماذا رفض السيسى تولى الحكم فى الفترة ‏الانتقالية، مفضلا إسناد المهمة لرئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى ‏منصور.‏

الكتاب كنز ثمين من المعلومات التى يسردها الكاتب بكل بساطة وسلاسة تجعل ‏القارئ أيًا كان مستواه الثقافى يغوص بكل جوارحه فى بحر معلوماته الشيقة ‏والدسمة والمهمة.‏

gamalroushdi@gmail. Com