علي جمعة: كثرة الخبيث لا يجب أن نغتر بها

قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن كثرة الخبيث لا يجب أن نغتر بها، فإن الخبيث خبيث حتى وإن شاع وذاع في الأرض، إلا أن كثيرا من المسلمين اغتر بكثرة الخبيث من الأقوال والأفعال والاعتقاد والمأكل والمشرب والتصرفات، والتفت نظر كثير من شبابنا إلى هذه البهرجة، إلا أننا ينبغي أن نثبت على الحق، ونفخر بشرعنا وبأخلاقنا ولا نتبع من غضب الله عليهم.
أضاف "جمعة" عبر موقعه الرسمي، أن المسلم حتى يستجيب الله دعائه يجب أن يطب مطعمه، ويلتفت إلى مشربه وملبسه وغذائه، وتابع: أطب مطعمك في تحصيل الرزق الحلال، وأطب مطعمك في البعد عن المسكرات والمخدرات والخنزير والميتة والشبهات، وأطب مطعم في الإقلال منه فإن تكدس الطعام تقلل من قيمته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبته نفسه فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث للنفس» [رواه الترمذي].

وأوضح أن المسلم أمر بهذا الطعام الطيب حتى لأعدائه إذا ما أوقعهم الله في الأسر، وهم أعداء الله إلا أن الله يطالب المؤمنين بأن يكونوا كرماء، فيقول سبحانه : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) [الإِنسان :8، 9] فموقفنا من الإنسان الذي أسر أن نطعمه من الطعام الحسن الذي نحبه، ونحب أن نأكل منه، ومعنى هذا أننا مكلفون لا بالإطعام فقط، بل بتهيئة الأجواء حول الأسير ليتذوق الطعام حتى يكون حبيبا على نفسه، هذه التهيئة التي تشمل العلاج والراحة الجسدية والنظافة الخاصة وطريقة السكن والمأوى والنوم، والاتصال بذويه وأقربائه إلى آخر ما هنالك في معاملاته الإنسانية.