إطلالة
اللافتات الاسترشادية
شهدت مصر فى السنوات الأخيرة طفرة لم تشهدها من ذى قبل فى الطرق والكبارى التى تم إنشاؤها بمختلف المحافظات، وعلى الرغم من الثورة الكبيرة التى يشهدها قطاع الطرق والبنية التحتية من تطوير للعديد من الطرق الجديدة والمحاور بمختلف محافظات الجمهورية، والتى تم إدارجها بالمشروع القومى للطرق، نجد أن هناك نقصًا ملحوظًا فى اللافتات المرورية الإرشادية بمختلف الطرق والمحاور بشتى أنحاء الجمهورية.
وقد شكا مستخدمو الطرق الحديثة من غياب اللافتات الإرشادية عن هذه الطرق التى توضح اتجاهات ومواقع المناطق، وإن وجدت هذه اللافتات تكون غير دقيقة، أو غير واضحة المعالم؛ مما يتسبب فى إرباك مستخدمى هذه الطرق وينتج عن ذلك ارتفاع معدلات الحوادث.
وهذه القضية باتت تشغل بال الرأى العام؛ مما جعل النائبة الدكتورة مها عبدالناصر، عضو مجلس النواب تقدم طلب إحاطة إلى مجلس النواب منذ شهور، أكدت فيه أن النقص الشديد فى اللوحات الاسترشادية بالطرق يتعارض مع مضمون وأهداف المشروع القومى للطرق، والذى يهدف إلى سلاسة وسهولة الربط ما بين المناطق والمحافظات المختلفة تيسيرًا على المواطنين. ونوهت النائبة إلى قضية بالغة الأهمية وهى أن عدم وضع لافتات استرشادية يتسبب فى إهدار ثمار ذلك المشروع الضخم وتلك المشروعات الكبيرة الخاصة بتطوير ورفع كفاءة شبكات الطرق، التى تساعد المواطنين وقائدى المركبات بمختلف أنواعها على الاستخدام السليم لهذه الطرق وتلك المحاور؛ مما يؤدى إلى زيادة معدلات وقوع الحوادث وسقوط الكثير من الضحايا ما بين قتيل وجريح.
والمعروف أن المشروع المصرى الوطنى اهتم بشبكة الطرق والكبارى بشكل ملفت للأنظار منذ عام 2014 وحتى الآن، وقد شمل هذا المشروع تنفيذ آلاف الكيلومترات فى مناطق متفرقة بالجمهورية. والمعروف أن عدم وضع اللافتات الاسترشادية يعطل قائدى المركبات عن عدم إتمام رحلتهم؛ مما يتسبب فى ضياع الوقت والجهد وحدوث التكدس والازدحام الشديدين.
وبمناسبة الحديث عن اللوحات الاسترشادية على الطرق، لا يمكن أن نغفل أمرًا آخر شديد الخطورة، وهو وضع الخطوط الفسفورية أو عيون القط على جميع الطرق خاصة السريعة منها؛ لأنها تساعد قائدى المركبات على استكشاف الطريق فى الليل.
وهذه الإنجازات الضخمة من شبكة الطرق التى نفذتها الدولة يجب ألا نترك أمورًا بسيطة تضاف إليها حتى تكون هذه الإنجازات على أكمل وجه. فمن غير المقبول أو المعقول فى ظل شبكة الطرق الواسعة ألا تكون هناك لوحات استرشادية أو خطوط فسفورية تقلل من حوادث الطرق. أن كل هذه الإنجازات ينقصها بعض الأمور البسيطة حتى تكتمل على أكمل وجه. وأعتقد أن القائمين على تنفيذ شبكة الطرق خاصة وزارة النقل لن يبخلوا أبدًا بأى حال من الأحوال فى استكمال الصورة الرائعة التى تعد من أساسيات البنية التحتية؛ ولذلك أناشد القائمين على تنفيذ الطرق والكبارى بسرعة وضع اللافتات الاسترشادية والخطوط الفسفورية من أجل سلامة وأمن المواطن الذى هو لب التنمية المستدامة فى خطة الدولة المصرية.