كارثة حدائق القبة.. فساد عمره 32 عاماً
كارثة انهيار عقار مكون من 5 طوابق بحدائق القبة فوق رؤوس قاطنيه، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما استمر مسلسل فساد بعض موظفى المحليات والتراخى والأيدى المرتعشة فى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المنازل والمساكن الآيلة للسقوط وإنقاذ الأرواح وحياة الأبرياء من الموت أسفل الأنقاض، فقد علمت «الوفد» من مصادر مطلعة أن العقار المُنهار بمنطقة الحدائق والذى راح ضحيته 12 شخصًا وإصيب آخرون من بينهم أطفال وسيدات، صادر له قرار إزالة عام 1992 أى منذ 32 عامًا، الأمر الذى يطرح عدة تساؤلات للمسئولين والأجهزة المعنية: لماذا لم تتم إزالته أو ترميمه منذ ذلك التوقيت؟ أين متابعة المحليات ومسئولى الأحياء؟
مأساة العقار رقم 6 حارة نصر حرش من شارع الخليج المصرى، عزبة مكاوى، بحى حدائق القبة، سبقتها واقعة مماثلة فى رشيد والإسكندارية راح ضحيتها أرواح بشرية ومصابون، الأمر الذى يدق ناقوس الخطر وينذر بكوارث تستوجب معها تدخل مسئولى الأحياء والمحليات، وضرورة تشكيل لجان عاجلة لفحص المنازل القديمة الآيلة للسقوط، واتخاذ ما يلزم تجاهها قبل فوات الأوان، وعدم التنصل من المسئولية والاكتفاء بالذهاب لموقع الحادث بعد وقوع الكارثة وإصدار بيانات الشجب والندب.
كشفت معاينة عقار حدائق القبة عن كارثة الاستهتار بالأرواح، بعدما تبين أن مالك الطابق الأرضى هو المتسبب فى المأساة، إثر قيامه بأعمال مخالفة دون تصريح من الحى بهدم وتكسير وإزالة أحد الحوائط الداخلية الحاملة بغرض التوسعة، مما أثر على سلامة العقار وأدى إلى انهياره، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على صاحب العقار، وجار التحقيق معه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، كما استمع رجال المباحث لأقوال شهود العيان والجيران بالعقارات الملاصقة للعقار المنهار، لجمع المعلومات والبيانات حول الحادث، وتواصل النيابة تحقيقات موسعة فى الواقعة.
حكاية مؤلمة رصدتها «الوفد» من أسفل أنقاض عقار الحدائق المنهار.. أصوات صراخ وبكاء وحسرة تعلوه «سرينة» سيارات الإسعاف تنقل الضحايا والمصابين للمستشفيات لإنقاذهم وإسعافهم، بذلت قوات الحماية المدنية ورجال الدفاع المدنى جهودًا مضنية لإنقاذ الضحايا والمفقودين من بين الركام وكتل الطوب والخرسانة.. عقارب الساعة تشير إلى الرابعة فجر الإثنين..الهدوء يخيم على المكان أغلب السكان فى نوم عميق، الشمس تستعد للشروق، والليل ينجلى، والنهار يستعد ليبسط أضواءه، فى ذلك التوقيت كانت منطقة حدائق القبة، وتحديداً فى شارع الخليج المصرى بعزبة مكاوى، على موعد مع كارثة، ليفزع الأهالى على أصوات دوى شديد أشبه بالزلزال يصاحبه صراخ وعويل وصيحات تضج بالحسرة والآلام «الحقونا البيت وقع والناس بتموت».
تحول الهدوء والسكينة إلى صراخ وبكاء وحزن وحسرة من بشاعة المأساة، انتفض الأهالى مهرولين تجاه العقار المنهار، الكل يبحث عن أقاربه وجيرانه لعله ينقذهم من الموت، ظل الجميع يبذل ما فى وسعه لإنقاذ الضحايا والمفقودين وانتشالهم من أسفل الأنقاض، وعلى الفور تدخلت قوات الحماية المدنية ورجال الدفاع المدنى ودفعت بالمعدات والأوناش والأجهزة الحديثة، وتم استخراج جثامين 12 ضحية من بين ركام المنزل المُنهار، كما تم نقلهم إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وإنقاذ مصابين آخرين من الموت ونقلهم إلى المستشفى لإسعافهم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.
وقال شاهد عيان من سكان العقار المقابل للمنزل المنهار، إن من المشاهد المأسوية جراء الواقعة، فقدان أم لأبنائها الاثنين (بنت وطفل رضيع)، وشاء القدر الإلهى أن يتم استخراج الأم حية وإنقاذها من الموت ونقلها إلى المستشفى، ولكن أطفالها فارقوا الحياة أسفل الأنقاض.
وأضاف الشاهد، أن القدر شاء أن ينقذ أسرة مكونة من 5 أفراد من الموت، بعدما شعروا بهزة فى المنزل وأسرعوا مهرولين خارج المنزل قبل أن ينهار، بينما لقيت أسرة أخرى مكونة من 7 أشخاص مصرعها أسفل الأنقاض.
وتسلم ذوى الضحايا جثامين أقاربهم بعد استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة وتم تشييعهم فى جنازة مهيبة من مسجد الشيخ كشك إلى مثواهم الأخير، تاركين وراءهم الألم والأوجاع لذويهم وأحبابهم، ولعلها تكون جرس إنذار للمسئولين.