بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

ما أصاب الفتى وائل

يبدو أن المهندس وائل غنيم لا يجد ما يشغله، ويبدو أنه منذ عاد قبل شهور لا يجد ما يملأ به وقت فراغه، وهذا ما جعله يظهر قبل أيام بالجلباب، وقد احتضن بطيخة بإحدى يديه، وفى الأخرى كيس ممتلئ بالخضار والفاكهة، ومن ورائه سور عليه كتابات من نوع ما تجده فى الشوارع الخلفية، وعلى وجهه ابتسامة عريضة. 

ورغم أنها صورة عادية إلا أن الذين رأوها فى وقتها قد راحوا يتداولونها، وبعضهم وجد فيها من المعانى ما لم يخطر على بال وائل نفسه.. وشأن كل شيء يظهر على مواقع التواصل، فإن الصورة سرعان ما اختفت واختفى معها كل اهتمام بها وبصاحبها.

ولكنه لم يلبث أن عاد إلى الظهور من جديد، ولكنه فى هذه المرة كان يتحدث عن معتقداته الدينية، وعن الدين الذى رجع إليه بعد أن ابتعد عنه عشر سنوات، وعن أنه فعل كذا وكذا، وعن أن الله تعالى قد شمله بفضله فأعاده إلى دينه كما كان فى البداية. 

ومن الواضح أن السنوات العشر هى الفترة التى كان خلالها فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى الفترة الفاصلة بين مغادرته البلاد فى أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١، وبين عودته إلى المحروسة فى سبتمبر من السنة الماضية. 

ويذكر الذين كانوا يتابعون أحواله خلال تلك الفترة أنه كان يخرج على الناس فى صورة عجيبة، وأنه كان يتصرف بشكل غير مفهوم، وأنه كان يبدو غريب الأطوار، وقد حدث هذا مرارًا إلى الحد الذى تساءل معه متابعوه: ماذا بالضبط أصاب الفتى وائل؟ 

وإذا كان قد تطوع وكشف عما كان يجده فى حياته على مستوى معتقده الدينى، فهذا يجعلنا نفهم الآن فقط لماذا كان يتصرف على نحو ما كنا نتابعه طوال السنوات العشر، وهو حليق الرأس، زائغ البصر، غير قادر على التركيز فيما يقول! 

لو أن المهندس وائل غنيم أخلص للهندسة التى درسها وبرع فيها، والتى عمل بها لفترة فى جوجل وفى غيرها، فسوف يكون ذلك لصالحه وصالح بلده بالتأكيد، لا لشيء، إلا لأنه ألحق الكثير من الضرر بالبلد يوم هجر الهندسة إلى السياسة، أو يوم خلط بينهما بما لا يصح ولا يجوز.