كنوز وطن
بوابات حدائق الموت
على قدر ما تم من تطوير عالمى يصل إلى حد الإبهار فى المنطقة المجاورة للمتحف الكبير، سواء الرماية أو حدائق الأهرام، يظل الجانب الآخر من منطقة الحدائق وكأنه سقط سهوًا من الخطة، زحام غير محدود وارتباك مرورى شديد وحوادث لا تتوقف، وكثيرًا ما تؤدى إلى سقوط ضحايا ما بين وفيات ومصابين.
من المعلوم أن حدائق الأهرام من المناطق المزدحمة على مستوى الجمهورية، ويقطنها مئات الآلاف من المواطنين، وبها 8 بوابات تطل على شارعى ميدان الرماية والواحات البحرية، وهو ما يجعل الحركة سريعة جدًّا، خصوصًا بعد الاعتماد على الطريق السياحى، ذلك المشروع الضخم الذى يربط التجمع بأكتوبر؛ مما جعل حركة السيارات سريعة جدًّا.
وليس هناك ما يضبط الحركة المرورية أو يحمى أرواح المواطنين، فالتواجد المرورى ضعيف، ولا توجد كبارى علوية للمشاة؛ مما يضطر المواطنين للعبور على مسئوليتهم فى طريق سريع لا يعترف فيه أغلب قادة السيارات بأن المواطن من حقه عبور الطريق فى أمان.
قد يعتبر البعض هذه قضية خاصة، لكن الحقيقة أنها خطيرة فبوابات منطقة الحدائق يستخدم كل واحدة منها الآلاف صباح مساء يعبرون الطريق، ويحتاجون من يحميهم، والمفترض أن أى تخطيط يجب أن يراعى سلامة الناس، وهذه هى مسئولية أصيلة للمحليات، ومحافظ الإقليم دوره لا يقتصر على أن يتحدث عن التطوير والتوسعة، وإنما أن يتابع ما يحتاجه المواطن وما يحقق سلامته، وهذا هو الهدف الأكبر للقيادة السياسية التى تعيد بناء مصر من أجل تطوير حياة الناس وتؤكد على حق المواطن فى كل مشروع أو تطوير، لكن يبدو أن محافظ الجيزة لا يمر كثيرًا من منطقة حدائق الأهرام ويكتفى بمعرفة ما يجرى بها من خلال التقارير المكتبية التى غالبا ما تكون مخالفة للحقيقة.
أعتقد أن المحافظ لو تفقد هذه المنطقة فى أى ساعة على مدار اليوم، ومعه مسئولو الجيزة فسيعلمون تمامًا أن الخطر يحيط بسكان الحدائق فى كل لحظة، وأنه لابد من تدخل لحمايتهم سواء بإنشاء كبارى للمشاة أو إعادة تنظيم للطريق، المهم أن التدخل السريع من المحافظ مطلوب وبشدة لأن الحوادث لا تتوقف، لدرجة أن الوصف الذى أصبح متداولًا هو «بوابات حدائق الموت» و«طريق الخطر».