بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وليد مختار العضو المنتدب لشركة «بروكرز» لتداول الأوراق المالية:

محفزات المشروعات الصغيرة والمتوسطة بداية التصحيح لمسار الاستثمار

وليد مختار العضو
وليد مختار العضو المنتدب لشركة بروكرز

3 مستهدفات تعزز تنافسية الشركة بالسوق

 

كيف تمضى فى طريق لا تعرفه، ولا تخطط لخطواتك فيه؟.. إذا لم تكن شغوفا بما تريد، فلن تبذل مجهوداً للتمسك به، لا تكتفِ بقصص وتجارب غيرك، امضِ واكتشف أسطورتك بنفسك كن مثل الذين يعتقدون أن كل شىء ممكن، فهم القادرون على تحقيقه، فلا يوجد شىء تخشاه، فالقدرة على الانتصار تبدأ بك.. وكذلك محدثى يتعلم كل ما يستطيع فى أى وقت.

إذا كنت تعتقد أنك ستنجح، فسترى الفرص، أما إذا كنت لا تعتقد، فسترى العقبات، يمكنك الذهاب إلى أبعد ما يتخيله عقلك..عليك أن تتذكر فقط، ما تؤمن به، ليمكنك تحقيقه، وعلى هذا سار الرجل فى تجربته منذ الصبا.

وليد مختار العضو المنتدب لشركة «بروكرز» لتداول الأوراق المالية.. يذهب إلى أبعد ما يتخيله عقله. يتذكر كل ما يؤمن به يمكنك تحقيقه، السماء سقف طموحه، الاجتهاد دستوره، همه خدمة الآخرين، دقيق فى دراسة الأمور، وهو سر تفرده، يعتز بكل من قدم له يد العون والمساعدة، وأولهم زوجته.

مساحة عشبية يتوسطها مبنى من عدة طوابق.. فى الطابق السابع، وأمام المدخل الرئيسى ديكور مميز، وبتصميم أكثر دقة، تتجسد لوحة فنية رائعة، زهور وورد، واشجار زينة تخطف الانتباه.. عند المدخل، وباللون البيج الهادئ ترسم الحوائط، 4 لوحات برسومات زيتية تعبر عن جمال الطبيعة، مع مجموعة من المجسمات للخيول العربية، والتماثيل التى تحكى تراث المجتمعات الغربية.. الأثاث يتسم بالبساطة واللون المتناسق مع الديكور.

الهدوء سر الطاقة الإيجابية للمكان، على يسار المدخل تبدو غرفة مكتبه أكثر نظاما، مجموعة كبيرة من الكتب، والملفات التراثية، والأوراق السياسية والاقتصادية، تستحوذ على النصيب الأكبر من المكتبة.

البساطة هى السائدة على ديكور مكتبه، بعض الأوراق المتعلقة بالعمل، أجندة يدون بسطورها نظامه اليومى، وأخرى تحمل جزءا من ذكرياته الطويلة، ومحطات طويلة كشفت قوة عزيمته وإصراره لزين كلمات افتتاحية سطورها بقوله «إنى فى نعم كبيرة لم أحلم بها يوما».

متحمس، ودقيق فى حديثه، رؤيته واضحة، يزن الأمور بصورة أكثر موضوعية، يعتبر أن نقص الدولار بدأ يتكشف فى السوق المحلى مع الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن الاقتصاد الوطنى يقوم على الاستيراد، بخلاف التأثير الكبير للحرب على السياحة التى تعتبر المصدر الأول لإيرادات العملة الأجنبية، بالإضافة إلى التراجع الكبير فى تحويلات العاملين فى الخارج، نتيجة عدم استقرار سعر الصرف، ووجود سوق موازٍ للدولار بالخارج، دفع المصريين العاملين فى الخارج بالبيع والتصرف، فيما لديهم من أموال دولارية، دون تحويلها إلى السوق المصرية.

< هل ترى أن المتغيرات الخارجية فقط ساهمت فى عدم استقرار المشهد الاقتصادي؟

- بثقة وواقعية يجيبنى قائلا إن «الأزمة التى يشهدها الاقتصاد الوطنى لم تتوقف على المتغيرات الخارجية فقط، ولكن المتغيرات الداخلية أيضاً لها دور بسبب الدين العام، والتى تمثل عبئا على الدولة، تزايدت مع عدم وجود إنتاج، وتصنيع، رغم التدفقات الدولارية بالسوق، حيث وجهت إلى البنية التحتية، والتوسع فى شبكة الطرق، باعتبارها أولوية، من أجل تهيئة بيئة الاستثمار، واستقطاب الأموال الأجنبية، وهذا أمر جيد، لكن كان مفترضا أن يوجه جزءا من الأموال إلى العملية الإنتاجية والتصنيعية التى تسد احتياجات السوق المحلى، وتوجيه الفائض للتصدير بالخارج».

الأفكار المبتكرة فى منهجه تحدث نقلة كبيرة للاقتصاد، وهكذا تكون رؤية الرجل للمشهد الاقتصادى خلال الفترة القادمة، عبر العمل على تشجيع الاستثمار، واستقطاب الأموال الأجنبية بحزمة إجراءات متكاملة تسهم فى منح السوق المحلية أفضلية تنافسية، عن غيرها من الأسواق الأخرى بالمنطقة، التى تفوقت بصورة كبيرة فى جذب الاستثمارات الأجنبية، وكل هذه الإجراءات من شأنها تحريك الاقتصاد، وبالتالى انحسار معدلات التضخم، فى ظل اتجاه الدولة إلى توجيه الدولار للسلع الرئيسية، مما يكون له فائدة فى انحسار التضخم، وإن كان ذلك يعد مسكنات وقتية فقط.

الأبطال يستمرون حتى يحصلون على ما أرادوا، ونفس الأمر بالنسبة لملف السياسة النقدية، إذ يرى أنه منذ إجراءات الإصلاح والتى بدأت مع التعويم نوفمبر 2016، والبنك المركزى يحاول يعمل على أن يحقق الاستقرار للاقتصاد، عبر رفع أسعار الفائدة، التى من شأنها يمكن السيطرة على التضخم، وسحب السيولة من السوق، وكذلك العمل على مراعاة البعد الاجتماعى، وكلها من شأنها ضبط التضخم، لكن تظل القدرة على الإنتاج، والتصنيع كلمة السر فى علاج كل المشكلات الاقتصادية من خلال إقامة شركات، ومصانع جديدة.

حماسى فى آرائه، وليس مندفعا، يختار كلماته بعناية عند حديثه عن السياسة المالية، يعبر عنها بعدم رضاه، بسبب سياستها المرتبكة، التى تعمل على تطفيش المستثمرين، ومن ضمنها وفقا لحديثه ما يشهده قطاع الأوراق المالية من ضرائب مستمرة، تسهم فى تخارج المتعاملين فى السوق، والاتجاه لأسواق أخرى فى المنطقة، كونها تقدم تسهيلات ضريبية، ومحفزات كبيرة للمستثمرين والمتعاملين فى السوق، وحاولت الحكومة مؤخرا إعادة النظر فى ضرائب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على إعفاءها، وهو اتجاه جيد، وعاملا جيدا، فى تصحيح المسار، لتشجيع الاستثمار والمستثمرين على إقامة المشروعات والشركات التى تضيف قيمة للاستثمار.

< اتجاه الدولة للشمول المالى والوصول من خلال هذه السياسة للاقتصاد غير الرسمى.. هل تراه سيفيد حصيلة الإيرادات ؟

- بفكر عميق، وأسلوب هادئ يجيبنى قائلا إن «هذا الملف يتطلب إعادة دراسة من جديد، بحيث يتم تذليل العقبات أمام أصحاب هذا القطاع، بمنحهم العديد من المحفزات والإعفاءات الضريبية، وتعزيز الثقة مع أصحاب هذا القطاع، بتنفيذ كافة التعهدات معهم، لضم القطاع للمنظومة الرسمية، والتى يكون لها دور مهم فى زيادة إيرادات الدولة، خاصة أن القطاع كبير، وقادر على مضاعفة الإيرادات».

المسافة بين أن تكون شخصا عاديا وآخر عبقرياً، هو مدى النجاح الذى تحققه وهو نفس الأمر الذى يصفه محدثى وفقا لملف الاستثمار، وطبيعته، إذ يرى أن قطاع السياحة هو كلمة السر فى عودة وتنشيط الاستثمار بصورة أفضل، فى ظل القفزات التى حققها القطاع مؤخرا، حيث يعتبر القطاع ميزة تنافسية، مع ضرورة العمل على القضاء على البيروقراطية، وتقديم محفزات أكبر للمستثمرين، مع التركيز على أيضاً على الاستكشافات البترولية، وكذلك دعم المستثمرين المحليين، وتحقيق العدالة فى التنافسية، باعتبار أن المستثمر المحلى هو البنيان القوى الذى تبنى عليها الاستثمارات الأجنبية.

رحلة طويلة من المحطات خاضها، تعلم خلالها القدرة على تحمل المسئولية، والقيادة، وهو ما يميزه، حينما يتحدث عن القطاع الخاص تجده أكثر تفاؤلا بموقف القطاع، ودوره فى استكمال التنمية المستدامة، ودوره أيضاً فى النهوض بالمجتمع وقدرات العاملين لديه، وكذلك العمل على اتساع دوره، بتخصيص أكبر لمساهمى الشركة.

يظل ملف طروحات الشركات الحكومية مثار للتساؤلات حول عمليات الطرح، وهل السوق مهيأ لاستقبال عدد 34 شركة تابع للحكومة، سوف يتم طرحهم حتى الربع الأول من العام القادم 2024، وفى هذا الصدد يشير أن الأفضل لعملية الطرح، زيادة رأس المال الخاص بالشركات، بحيث تكون الزيادة لمصلحة مستثمر استراتيجى، لضخ استثمارات، وأموال تخدم الشركة، وتوسعاتها، وليس الإصرار على طرح حصص إضافية من الشركات القائمة، لن تقدم شيئا يضيف للاقتصاد.

دائما هناك جدل مثار بين الخبراء والمراقبين حول ما يحتاجه سوق الأوراق المالية من أجل أن يسترد ريادته فى أسواق المال العالمية، منهم من يحدد روشتة بمنتجات متنوعة، والآخرون يطالبون بترويج، لزيادة الشركات المدرجة، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الشأن تقوم على تدريب ورفع كفاءة العنصر البشرى، ممثلا فى العاملين فى القطاع، حيث يرى أن التدريب المستمر لهم، الأفضل لخدمة سوق الأوراق المالية، ورفع كفاءتهم بصفة مستمرة، من خلال تجديد رخص مزاولة الانشطة، وهو ما يسهم فى الارتقاء بالمستوى الفنى والثقافى للعاملين فى المجال.

عزيمتك وإصرارك هى التى جعلت المستحيل ممكناً، وهى التى تجعلك تذهب نحو أحلامك بثقة، وتعيش مسيرتك كما تخيلتها، وهو ما نجح فيها محدثى خلال مراحل رحلته الشاقة، عمله فى العديد من الشركات أصقل خبراته، وثقافته، حتى بات مؤثرا فى مجال عمله، قادرا على ترك بصمة، وأثرا، إعداده للمسئولية والقيادة جعله يحدد استراتيجية تتماشى مع المشهد الاقتصادى فى الرواج، والانكماش، وهو ما فعله مع مجلس إدارة الشركة فقد نجح فى انتهاج سياسة توسعية تتعلق بالتخطيط لاندماج بهدف استهداف تكوين كيانا عملاقا، مع رفع رأس مال الشركة من 20 مليون جنيه إلى 50 مليون جنيه.

الثقة فى نفسك، والإصرار على التنفيذ، وتجاهل العقبات، هى سر استمراريته فى النجاح، لذلك تجده يحمل رؤية ومستهدفات من شأنها أن تعزز كيان الشركة، وتتمثل فى 3 مستهدفات ستعمل على زيادة تنافسية الشركة، وكذلك التوسع فى افتتاح فروع جديدة للشركة، بواقع فرعين بصورة مبدئية، من ضمن هذه الفروع فى محافظة سوهاج، وكذلك إدخال الأنشطة الجديدة، مثل الحصول على رخصة تداولات السندات، وأيضاً إدخال آلية «موبايل ابلكيشن».

بمنطق ادفع نفسك بنفسك فلن يفعل ذلك أحد من أجلك، كانت مسيرته كلها عزيمة وإصرار، ليكون نموذجا لبنى جيله، لذلك تجده يحث أولاده على اقتناص الفرص، والعمل الجاد، لكن يظل شغله الشاغل مع مجلس الإدارة الوصول بالشركة إلى المقدمة والريادة.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟