بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤية عمان 2040 وضعت أولوية التعليم والبحث العلمى والابتكار للنهوض بالقدرات

سلطنة تحقق مراكز متقدمة في المجالات العملية

بوابة الوفد الإلكترونية

تعزيز التعاون البحثى والعلمى بين جامعتى «السلطان قابوس» و«الإمارات»

 

وضعت رؤية عمان 2040 أولوية التعليم والبحث العلمى والابتكار للنهوض بالقدرات الوطنية ذات أهمية من خلال التركيز على توفير مصادر تمويل متنوعة ومستدامة تعزز وتوثق أواصر الشراكة الحقيقية بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية ومؤسسات القطاع الخاص.

دعم الابتكار والبحث العلمى

فالنظام التعليمى المحفز ونظام التدريب المهنى، ودعم الابتكار هى الأساسيات التى انطلقت به الجهات الحكومية فى مجال التعليم والتعلم والابتكار والبحث العلمى بالتعاون مع الكليات والجامعات الحكومية والخاصة، وذلك لإكساب الأفراد مهارات عالية بما يتوافق مع رؤية عمان 2040 لتساعد على رفع مستويات الإنتاجية وتحسين كفاءة الاقتصاد.

وضمن جهود تعزيز التعليم والتعليم والبحث العلمى والقدرات الوطنية دشنت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار برنامج مشاريع البحوث الاستراتيجية وهو برنامج بحثى لمعالجة التحديات البحثية ذات الأولوية الوطنية فى المؤسسات الحكومية، لتسهم مخرجات ونتائج برنامج المشاريع البحثية فى بناء اقتصاد قوى مبنى على المعرفة والأدلة العلمية، وذلك بهدف تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية المختلفة، لما فيه خدمة التوجهات الاستراتيجية.

ويسعى البرنامج لإيجاد حلول علمية وتطبيقية من خلال مقترحات بحثية تنافسية تركز على الأولويات الوطنية فى شتى المجالات الخدمية والاقتصادية والاجتماعية، وسيسهم البرنامج فى تعزيز التعاون البناء بين أطراف المنظومة البحثية والجهات الحكومية، والأكاديمية، والقطاع الخاص إلى جانب زيادة نقل المعرفة ورفع عدد الأبحاث فى سلطنة عمان، بالإضافة إلى تعزيز التميز البحثى وفق المعايير البحثية العالمية.

بحث علمى يقود إلى مجتمع معرفى وقدرات وطنية منافسة

كما أن أولوية التعليم استوجبت تضافر الجهود لإيجاد منظومة وطنية تعنى بالموهوبين والمبدعين وأصحاب الأفكار الريادية للوصول بها كأفضل القدرات الوطنية.

فيما حدث البحث العلمى الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمى والتطوير 2040 للتواؤم مع رؤية عمان 2040 برؤية مفادها «بحث علمى يقود إلى مجتمع معرفى وقدرات وطنية منافسة» تركز على تحويل المعرفة إلى عائد اقتصادى، كون أن البحث العلمى والتطوير أحد المكونات الرئيسية لمنظومة الابتكار، على يكون البحث العلمى والابتكار فى سلم الأولويات الوطنية، كما أن إعادة النظر فى التشريعات المختصة والقوانين ذات الصلة، وهيكلة التنظيم الإدارى هى أبرز الممكنات التى دعت إليها الاستراتيجية الوطنية للابتكار لتمكين المنظومة الوطنية الفاعلة للابتكار من أجل بناء اقتصاد وطنى تنافسى مبنى على المعرفة والابتكار، إلى جانب ذلك تعززت مؤشرات سلطنة عمان فى تقرير الابتكار العالمى عبر صدور عدد من القوانين الممكنة منها قانون الاستثمار الأجنبى المباشر، وقانون حلحلة قضايا الإفلاس، وقانون الخصخصة، وقانون الشراكة بين القطاعين الحكومى والخاص، وأنها تعتبر من الممكنات الأساسية لمنظومة الابتكار.

طلبة عمان تحصد المركز الثانى فى معرض هندسى بالكويت

وتجسيداً لتلك الرؤية والاستراتيجية العمانية فى مجال التعليم، حصل فريق طلابى من كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس على المركز الثانى فى معرض التصميم الهندسى الرابع والأربعين الذى ينظمه مركز التدريب الهندسى والخريجون فى كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت، وذلك بعد اختيار 5 مشاريع أولية من جامعة السلطان قابوس، واختيار ثلاثة منها للمشاركة من قبل اللجنة التنظيمية.

حيث شارك فريق قسم الهندسة المدنية والمعمارية المكون من الطالب طه بن محمد اللواتى، والطالبة مريم بنت محمد الريامية، والطالبة جود بنت محمد اليافعية تحت إشراف الدكتور صالح بن ناصر الساعدى فى هذا المشروع الممول من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار بعنوان «الحياد الكربونى للمساجد فى المناخات الحارة: استكشاف الجدوى التقنية والاقتصادية لحلول صفرية الطاقة».

توصيف الأداء الحرارى واستهلاك الطاقة فى المساجد

وتسعى الدراسة التى قام بها الفريق الطلابى إلى توصيف الأداء الحرارى واستهلاك الطاقة فى المساجد الحالية، وتقييم سلسلة من استراتيجيات التجديد الفعالة من حيث التكلفة لتحسين الأداء الحرارى والطاقوى للمبانى، بالإضافة إلى وضع استراتيجيات مستدامة وفعالة من حيث الطاقة لتصميم وتشغيل المساجد، حيث لا تحظى المبانى الدينية مثل المساجد بالاهتمام التصميمى، ويتم تصميم مساجد غير ملائمة للأجواء الحارة فى المنطقة، وفى مرحلة التشغيل يتم استخدام المساجد بشكل غير منتظم مما يجعلها أكثر عرضة لسوء الأداء الحرارى وبالتالى استهلاك عالٍ للطاقة الكهربائية.

استخدام منهجية بحثية متعددة الأساليب

ولتحقيق هذه الأهداف، تم استخدام منهجية بحثية متعددة الأساليب عن طريق إجراء مسح ميدانى لنحو 30 مسجداً فى مسقط، ومن خلالها تم تحديد الخصائص المعمارية والميكانيكية والكهربائية. حيث تم إنشاء نموذج محاكاة لمسجد وتمت معايرته باستخدام فواتير الكهرباء الشهرية، وبعد ذلك دمجت استراتيجيات التصميم السلبى، مثل العزل الحرارى للجدران والأسقف والنوافذ ذات الأداء العالى والتظليل باستخدام أنظمة التظليل الثابتة واستخدام الأشجار للتقليل من تكلفة الطاقة واستهلاكها فى المسجد.

كما تم أيضاً دمج استراتيجيات التصميم النشط، مثل الأضواء الموفرة للطاقة وأنظمة تكييف الهواء عالية الأداء وتغيير ضبط أجهرة التحكم بدون التأثير على الراحة الحرارية للمصلين حسب معايير وشروط دولية، لتحقيق تقليلات إضافية فى تكلفة الطاقة واستهلاكها، وعند دمج هذه الاستراتيجيات بشكل كلى، تم تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تزيد على 36% مع فترة استرداد بسيطة تبلغ 4,25 سنة وصافى قيمة حالية إيجابية للاستثمار، ما يشير إلى الجدوى الاقتصادية لهذه الاستراتيجيات، كما تم دمج أنظمة الطاقة المتجددة باستخدام أنظمة الخلايا الشمسية PV لتحقيق مسجد صفرى الطاقة بحيث يستهلك المسجد مقدار ما يتم إنتاجه من الألواح بشكل سنوى.

مساجد صفرية الطاقة وحيادية الكربون

وقد أظهرت النتائج المبدئية تحقيق صافى قيمة حالية إيجابية وإمكانية استرداد الاستثمار فى أقل من 5 سنوات. ومن خلال هذه الدراسة تم الوصول إلى مساجد صفرية الطاقة؛ وبالتالى حيادية الكربون مما يتماشى مع توجهات سلطنة عمان بالوصول إلى الحياد الكربونى بعام 2050 فى جميع القطاعات بما فى ذلك قطاع المبانى.

الجدير بالذكر أن معرض التصميم الهندسى الذى دأبت كلية الهندسة والبترول على تنظيمه منذ 22 عاماً هو الحدث الأهم فى دولة الكويت من الجانب الهندسى، يتم فيه عرض مشاريع التصميم الهندسى لطلبة الكلية وحديثى التخرج من التخصصات الهندسية المختلفة، ويعتبر المعرض منظومة مزدهرة للبحث والتطور والابتكار يرسم ملامح القطاعات المهمة نحو ازدهار الدولة بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة لم يسبق لها مثيل نحو مستقبل هندسى نقى وصحى.

وقد شهد المعرض تطوراً يتناسب مع ارتقاء المستوى العلمى للتعليم الهندسى فى المنطقة، وهو يرتكز على سبعة أعمدة أساسية ويقدم لإحدى عشرة أولوية هندسية وطنية، كما يسلط الضوء على جوائز مميزة فى المجالات التخصصية من خلال سبعة جوائز بهدف تطوير المشاريع فى مختلف الجهات الهندسية.

تكريم الطالبات الحاصلات على المركز الرابع عالمياً فـى مجال الهندسة البيئية

وفى سياق متصل، كرمت الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم، فريق دوحة الأدب للابتكار الحاصل على المركز الرابع فى معرض الدولى للعلوم والتكنولوجيا فى الولايات المتحدة الأمريكية، المكون من الطالبتين مريم بنت وهب الرحبية، وشذر بنت عبدالسلام الخروصية، وإدارة الفريق المكون من إيمان الرحبية، وأصيلة الحارثية، وأسماء السعدية.

وأشادت الوزيرة بما تم إنجازه من طالبات مدرسة دوحة الأدب، وتحقيقهن المركز الرابع عالمياً فى المعرض الدولى للعلوم والتكنولوجيا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى مجال الهندسة البيئية، حيث جاءت مشاركة سلطنة عمان بثلاثة ابتكارات فى المعرض عن ابتكار «استخدام عظام الحيوانات لإنتاج خيوط لطابعة ثلاثية الأبعاد» فى مجال الهندسة البيئية.

أما فى مجال الطب الحيوى ففازت مدرسة الأمل للتعليم الأساسى بجائزتين خاصتين تمثلتا فى منحة مالية ودراسية فى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إضافة إلى منحة مالية من منظمة Sigma Xi تشمل نشر البحث العلمى الخاص بهن فى المجلة العلمية للمنظمة التى تعد من أعرق عشر مجلات علمية على مستوى العالم، وتأسست عام 1886، ما ستتيح لهن عرض بحثهن فى الملتقى الدولى للأبحاث العلمية، والذى سيقام خلال الفترة 10 إلى 12 نوفمبر القادم، بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

تعزيز التعاون البحثى والعلمى بين جامعتى «السلطان قابوس» و«الإمارات»

وفى إطار الاهتمام بالبحث العلمى بسلطنة عمان، عقد الاجتماع الحادى والثلاثون للجنة المشتركة بين جامعة السلطان قابوس وجامعة الإمارات برئاسة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولى، والأستاذ الدكتور أحمد على مراد، النائب المشارك للبحث العلمى بجامعة الإمارات.

تم خلال الاجتماع بحث تعزيز سبل التعاون فى مجال البحوث العلمية بين جامعة السلطان قابوس، وجامعة الإمارات، واعتماد أجندة الاجتماع، ومناقشة آلية الاجتماعات المقترحة ومقترح الفعاليات المستقبلية. كما تم أيضاً اعتماد المشروع البحثى المشترك بين الجامعتين حول التغير المناخى، واعتماد توصيات ومخرجات الاجتماع.

وناقش الاجتماع إمكانية تسهيل تنفيذ المشاريع المعتمدة فى الدورة السابقة فى حال عدم تقاعد أو استقالة الباحثين المعنيين بهذه البحوث مع الاتفاق على آلية معينة لاستدامة المنحة بين الجامعتين، بالإضافة إلى الإشراف المشترك على طلبة الدراسات العليا بين الأكاديميين فى الجامعتين، وأيضاً التعاون فى مجال لجان الامتحانات، ومناقشة المحكمين للدراسات العليا أوالمشروعات البحثية المعتمدة لدى جامعة السلطان قابوس، إلى جانب تشجيع النشر فى المجلات العلمية فى كلتا الجامعتين، وتمت مناقشة العديد من الموضوعات بين الجانبين.