بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أمجد مصطفى يكتب: المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة «45»

موسيقيون وضعوا الموسيقى المصرية فى إطار عالمى

موسيقيون عظماء علي
موسيقيون عظماء علي مر تاريخ الموسيقة

مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلّم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طرباً، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة. 

مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل. 

فى حلقات سابقة ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة، فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى. 

كما واصلنا تقديم تاريخنا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى. 

تحدثنا فى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى حلقات تالية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، تحدثنا عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مروراً بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ، تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مروراً بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيراً من دول كثيرة. 

مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان. 

حكايات أخرى من سلسلة المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة نرصد فيها الموسيقيين المصريين الذين وضعوا الموسيقى العربية فى إطار غربى، كما جعلوها تعزف جنباً الى جنب مع السيمفونيات العالمية، منهم جمال عبدالرحيم وعزيز الشوان والضبع وجرانة. 

< جمال عبدالرحيم.. كرس جهوده لجمع عناصر التراث المصرى مع الموسيقى الغربية 

<< ولد جمال عبدالرحيم بالقاهرة سنة 1924م لوالد عاشق للموسيقى العربية، وكان والده يعزف على عدة آلات شرقية وصنع فلوت لعزف الربع تون، من هنا بدأت علاقة جمال عبدالرحيم بالبيانو منذ صغره، فعلم نفسه العزف الغربى، وعندما التحق بجامعة القاهرة بكلية الآداب لدراسة التاريخ أتيحت له فرصة لدراسة العزف على البيانو والهارمونيكا، وبعد تخرجه وحصوله على ليسانس الآداب سنة 1945م سافر فى بعثة إلى ألمانيا لدراسة التأليف الموسيقى بها بأكاديمية فرايبورغ من سنة 1951م وحتى 1957م. 

وبعد عودته عمل بالتدريس فى الكونسرفتوار منذ إنشائه، ثم أسس أول قسم لتدريس التأليف الموسيقى فى العالم العربى ورأسه حتى سنة 1985 وتخرج على يديه عدد كبير من المؤلفين المصريين والعرب من الجيل الثالت والرابع كان من أهمهم: أحمد الصعيدى، جمال سلامة، راجح داود، مونيا غنيم، ومحمد عبدالوهاب عبدالفتاح.. 

كان جمال عبدالرحيم يكرس جهوده فى البحث عن أسلوب موسيقى تندمج فيه عناصر التراث المصرى بشقيه الشعبى والتقليدى مع عناصر منتقاة من الموسيقى الغربية المعاصرة، حيث استنبط لنفسه أسلوباً خاصاً جمع بين جوهر الموسيقى العربية وبين الغربى المعاصر، وتوصل لاندماج فنى رفيع بين جوهر الموسيقى المصرية التقليدية والشعبية وبين بعض تقنيات موسيقى القرن العشرين وأسلوبه يعتمد على الألحان المقامية. 

وهو أول من استخدم آلات الإيقاع الغربى الحديثة مثل الفبرافون والماريمبا وغيرها فى مصر جنباً إلى جنب مع آلات الإيقاع المصرية مثل الطبلة والدف. 

كتب جمال عبدالرحيم العديد من مؤلفات موسيقى الحجرة والكورال والأوركسترا والباليه والموسيقى التصويرية ونال الكثير من الجوائز والأوسمة منها جائزة جمال عبدالناصر ووسام العلوم والفنون وجائزة الدولة فى التأليف الموسيقى عن موسيقى «موال من مصر» سنة 1973م، كما ترجمت العديد من مؤلفاته إلى اللغات الأوروبية، ونشرت عنه دور النشر الغربية والعربية. 

من أهم أعماله فى مجال موسيقى الحجرة «ثنائية الفيولينا والتشيللو»، وفى مجال الإبداع الأوركسترالى «روندو بلدى» وباليه «حسن ونعيمة»، وباليه أوزوريس سنة 1984م والذى يحكى أسطورة ايزيس واوزوريس الفرعونية. 

وقد وصفت موسيقاه بانها النظير الموسيقى لما حققه حسن فتحى فى العمارة المصرية، وكتب عنه الناقد الألمانى شتوكنشمنت: «إن موسيقاه اندماج عضوى بين روح الشرق وتكنيك الغرب يمثل خطوه أبعد من بارتوك» 

أصدرت هيئه فولبرايت الأمريكية المصرية كتاباً تذكارياً عنه سنة 1993م، كما ترجمت بعض أعماله الغنائية وقدمت فى سويسرا وسجلت على أسطوانة أوركسترا الأوبرا الغنائية «الصحوة» أشعار صلاح عبدالصبور وتأليف جمال عبدالرحيم. 

أقيمت فى 2005 احتفالية بدار الأوبرا المصرية لذكرى مرور 80 سنة على ميلاد المؤلف الموسيقى جمال عبدالرحيم قدمت فيها عدداً من أعماله. 

توفى المؤلف الموسيقى جمال عبدالرحيم فى سنة 1988م. 

تزوج من المؤرخة الموسيقية الراحلة د. سميحة الخولى، أنجب منها بنتاً واحدة هى عازفة الفيولينا بسمة عبدالرحيم, وهى متزوجة من عازف التشيللو كامل صلاح الدين.

< رفعت جرانة صاحب الـ6 قصائد سيمفونية 

<< محمد رفعت جرانة الشهير برفعت جرانة طبقاً لما كتبه الدكتور زين نصار الناقد والمؤرخ الموسيقى الكبير، ينتمى محمد رفعت جرانة إلى الجيل الثانى من مؤلفى الموسيقى المصريين، الذين درسوا الموسيقى العربية، ثم درسوا علوم الموسيقى الأوروبية، وبعد ذلك قدموا مؤلفات موسيقية مصرية مستخدمين صيغ الموسيقى العالمية مثل (السيمفونية – الكونشيرتو المنفرد- القصائد السيمفونية – المتتالية.. وغيرها)، ولكنهم حرصوا على أن يكون محتوى تلك الصيغ الموسيقية الأوروبية مصرياً أصيلاً. 

وقدم أبناء هذا الجيل «الثانى» مؤلفات موسيقية بحتة متميزة، بالإضافة إلى ما قدموه من موسيقى للأفلام الروائية المصرية والمسرحيات والمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية. 

ويضم الجيل الثانى من مؤلفى الموسيقى المصريين شخصيات مثل محمد حسن الشجاعى – عبدالحليم نويرة – إبراهيم حجاج – عزيز الشوان – فؤاد الظاهرى – كامل الرمالى – على إسماعيل – عطية شرارة – رفعت جرانة – د. سيد عوض – ميشيل المصرى – د. طارق على حسن. 

محمد رفعت جرانة (1924 – 2017) غلب على مؤلفاته أنها ذات برنامج محدد تصوره الموسيقى، وخاصة فى مؤلفات (السيمفونية التصويرية – القصائد السيمفونية – المتتالية التصويرية). 

ولد رفعت جرانة فى حى السيدة زينب، بمدينة القاهرة فى التاسع والعشرين من يناير 1924، وبدأ دراسته للموسيقى وهو فى الثانية عشرة من عمره، وواصل دراستها جنباً إلى جنب مع تعليمه المدرسى، وأثناء دراسته بالمرحلة الثانوية واصل دراسته لعلوم الموسيقى مع مؤلف الموسيقى المصرى الراحل فؤاد، الظاهرى فى دروس خاصة، كما درس التأليف الموسيقى مع الاستاذ الإيطالى ميناتو، ودرس عزف البيانو فى معهد فيفا الخاص، وكان يعزف على آلة الترومبيت فى أوركسترا الهواة بالمعهد تحت قيادة هانز هيكمان. 

وفى عام 1944، التحق رفعت جرانة بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية، وتخرج فيه عام 1948 عازفاً على آلة الترومبيت بإمتياز، وبعدها عمل عازفاً للترومبيت فى الفرق الموسيقية المختلفة. 

وفى عام 1952، عُين «جرانة» مدرساً للموسيقى بوزارة المعارف، وفى نفس الوقت عمل عازفا لآلة الترومبيت فى أوركسترا الإذاعة المصرية، وفى نفس الوقت أتيح له أن يسجل عدداً من مؤلفاته الموسيقية القصيرة التى لا تزيد مدتها على أربع دقائق. وقد دفعه هذا إلى مواصلة دراسة التأليف الموسيقى لمدة عشر سنوات متواصلة فى دروس خاصة مع الاستاذ (ميناتو)، فاكتسب خبرة كبيرة فى الكتابة لآلات الأوركسترا المختلفة. 

وفى عام، 1960 عُين رفعت جرانة قائداً لأوركسترا التليفزيون المصرى، وفى عام 1962 عين قائداً لأوركسترا فرقة القاهرة الاستعراضية، وفى نفس الوقت واصل دراساته الموسيقية. وبدأ رفعت جرانة يكتب مؤلفاته الموسيقية معتمدا على التراث الشعبى والدينى الإسلامى المصرى، مع اهتمامه بشكل خاص بالمؤلفات الموسيقية ذات البرنامج. 

وفى نفس الوقت، كتب الموسيقى لبعض الأفلام التسجيلية ومنها فيلم (أمواج)، كما ألف الموسيقى لبعض المسرحيات مثل مسرحيتى (الكراسى) و(الخرتيت) 

وفى عام 1960 كتب رفعت جرانة السيمفونية التصويرية (23 يوليو) وسجلها أوركسترا التليفزيون المصرى بقيادة المؤلف، ثم ألف السيمفونية العربية، وفى عام 1964 قدم رفعت جرانة تجربة جديدة على الموسيقى العربية، حيث عزف له أوركسترا القاهرة السيمفونى فى الثالث عشر من يونيو 1964 (متتالية الصور) لأول مرة، وقد سجل جرانة فى هذا العمل ما انطبع فى نفسه من مشاعر وانفعالات أثناء زياراته لمعارض بعض الفنانين التشكيليين المصريين وهم: سيف وانلى – أدهم وانلى – أحمد فؤاد سليم – رشدى إسكندر- جمال السجينى – كمال خليفة – عبدالسلام أحمد – هنرى صمويل. 

وبالإضافة إلى ذلك، فقد ألف رفعت جرانة 6 قصائد سيمفونية هى (بورسعيد – رحلة إلى تشيكوسلوفاكيا – انتصار الإسلام – النيل – الحياة -6 أكتوبر ). وفى عام 1970، ألف رفعت جرنة متتالية شعبية أسماها (بلدى) لم تقدم بعد، بالإضافة إلى بعض مؤلفات موسيقى الحجرة، ومؤلفات للبيانو المنفرد. 

رفعت جرانة مثّل مصر فى عدة مؤتمرات ومهرجانات دولية. 

 فاز بجائزة الدولة التشجيعية فى التأليف الموسيقى عام 1966، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967. 

<< حليم الضبع.. سفره للصعيد يجعله يكتشف أن الآلات الموسيقية أكثر من مجرد بيانو فقط 

< من مواليد 4 مارس 1921 فى حى السكاكينى بالقاهرة، لعائلة ميسورة كانت قادمة من أبوتيج، محافظة أسيوط، فى عام 1932 انتقلت عائلته إلى مصر الجديدة. 

< حمل الجنسية الأمريكية، ويعد عالم موسيقى الشعوب بالإضافة إلى معلم موسيقى ذى سيرة تمتد على مدى ستة عقود. 

< درس متبعاً خطى والده المهنية الزراعة وتخرج عام 1945 فى جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة). 

< بعد التخرج عمل «موظف زراعى»، لكن فى هذه الفترة بدأ يعرف عنه إبداعه فى الموسيقى، فأخذ يبتكر مؤلفات موسيقية كانت غير مسبوقة، عمله فى مجال الزراعة كان يجبره على السفر إلى صعيد مصر كجزء من مهام وظيفته، أفاده ذلك فى التعرف على ثقافات موسيقية مختلفة، وبسبب التوغل فى المحافظات المصرية اكتشف الضبع أن الأمر أكبر بكثير من الموسيقى المنتشرة فى القاهرة، وأن الآلات الموسيقية أكثر من مجرد بيانو، وفى الصعيد تعرّف لأول مرة على فن «الزار» الذى سيغيّر نظرته للموسيقى كلها فيما بعد. 

< يعد أحد أهم رواد الموسيقى العالمية المعاصرة، فقد فتحت موسيقاه نوافذ جديدة فى فن الموسيقى، خصوصاً تجربته فى إدخال آلات شرقية وأفريقية للفرق السيمفونية الغربية، كما أنه من أهم العلماء الباحثين فى الموسيقى العرقية أو ما يعرف بموسيقى الشعوب. 

< قام بتأليف الكثير من السيمفونيات والمقطوعات الموسيقية العالمية، كما حصل على أكثر من دكتوراه فخرية من جامعات عدة. 

< تم تكريمه فى الكثير من مهرجانات الموسيقى العالمية، وعرف عنه عشقه للحضارات القديمة، خصوصاً الحضارة الفرعونية. 

< وفى العام 1961 طلبت منه مصر رسمياً تأليف موسيقى الصوت والضوء التى لا تزال تعرض حتى اليوم للسياح من كل دول العالم فى منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة المصرية، كما قام فى العام 2002 بتأليف موسيقى إعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية. 

< أعماله ليست متوافرة مثل أعمال سائر الموسيقيين، فلم يتم تجميعها وطباعتها على أسطوانات إلا فى التسعينيّات، وهى متاحة الآن بقلة على الإنترنت، ولكن من الواضح أن اهتمام حليم بالدراسات والتجريب قد صرفه عن الترويج لموسيقاه والاهتمام بالجانب التجارى منها، لتحتفظ موسيقاه بخصوصيتها أكثر فى المسارح وأماكن العروض المختلفة. 

< هناك عدة كتب عالمية توثق تجربة الضبع الموسيقية، قد يكون أهمها كتاب The Musical World of Halim El-Dabh الذى يعد أقرب لسيرة ذاتية عن حليم قامت بكتابته الباحثة بجامعة كينت الأمريكية دينيس سيرشيرست وهى إحدى تلميذات الضبع. وينقسم الكتاب إلى قسمين، الأول عن حياته فى مصر وتجربته الموسيقية فيها، والثانى يركز على حياته المهنية منذ وصوله إلى الولايات المتحدة فى عام 1950 حتى تقاعده من جامعة ولاية كنت عام 1991 ثم تجاربه الموسيقية بعد ذلك توفى فى 2 سبتمبر 2017.. 

<< عزيز الشوان.. نصحه خاتشريان بالسفر الى روسيا 

< عزيز الشوان.. من مواليد 6 مايو 1916 بالقاهرة، بدأ فى تعلم عزف الكمان وهو فى التاسعة من عمره ثم اتجه إلى دراسة التأليف الموسيقى بعد تعرضه لحادث أصاب يده اليسرى ومنعه من مواصلة العزف. 

< درس التأليف الموسيقى على يد الاستاذ الألمانى يوهان فون إيرفيو، ثم درس على يد الاستاذ الإيطالى «ميناتو»، ثم الاستاذ الروسى «أرو نوفيتسكى»، وحصل على دبلوم الدراسات التجارية العليا وهو فى التاسعة عشرة من عمره. 

< فى 1954 قاد حفلاً قدم فيه أول مؤلفاته، وهو القصيد السيمفونى «عطشان يا صبايا»، وفى عام 1961. 

< زار مصر مؤلف الموسيقى الأرمنى السوفييتى آرام خاتشاتوريان ـ أثناء جولة قدم فيها بعض مؤلفاته فى القاهرة وبيروت ـ وقاد أوركسترا القاهرة السيمفونى، فانتهز عزيز الشوان الفرصة وعرض عليه بعض مؤلفاته، فأعجب بها خاتشريان ونصحه بالسفر إلى موسكو ليدرس معه فى كونسرفتوار تشايكوفسكى، وكان عرض خاتشريان مغرياً حتى أن الشوان استقال من عمله وسافر إلى موسكو بالفعل، وهناك سجل بعض مؤلفاته الموسيقية. 

< فى عام 1969 عاد إلى مصر وقرر التفرغ للتأليف الموسيقى، فكتب موسيقى باليه «إيزيس وأوزوريس»، التى سجلت فى ألمانيا وعزفها أوركسترا «لايبزج»، وقد ظل الشوان يسعى طيلة ثلاثين عاماً لتقديم أحد أعماله الكبيرة على مسرح دار أوبرا القاهرة، غير أن ذلك لم يتحقق إلا فى يوليو 1994 ـ بعد مرور أكثر من عام على وفاة الشوان ـ حيث عرضت أوبرا «أنس الوجود» لأول مرة. 

< كتب النص الشعرى لأوبرا «أنس الوجود» الشاعر سلامة العباسى، مستوحيا شخصياتها وأحداثها من قصص ألف ليلة وليلة فى «نهاية العصر القبطى والفترة الأولى للفتح العربى لمصر» كى يعرض فيها لمحات من الحياة المصرية فى هذه الفترة من التاريخ، وعرضت الأوبرا لأول مرة ـ على شكل «كونسيرت موسيقي» ـ على مسرح أوبرا القاهرة فى يوليو 1994 بقيادة المايسترو يوسف السيسى، أما حلمه بتقديمها كعرض مسرحى متكامل فلم يتحقق إلا فى عام 1996 بعد 3 سنوات من تاريخ وفاته، وبقيادة نفس المايسترو، لتكون أول محاولة لتقديم أوبرا عربية كاملة، بداية من الألحان والنص وانتهاء بكافة عناصر العرض الأوبرالى. 

< عمل فى عدة شركات أجنبية. 

- كما عمل مديراً لقسم الأسطوانات بشركة فيليبس، ثم مستشاراً للموسيقى بأوركسترا القاهرة السيمفونى، كان عضواً بلجنة المسرح الغنائى بمسرح البالون 

- مديراً للمركز الثقافى السوفييتى بالقاهرة لمدة اثنى عشر عاماً كتب خلالها عدة مؤلفات موسيقية. 

< له عدة مؤلفات منها: القصيد السيمفونى «عطشان يا صبايا»، أربع متتاليات للأوركسترا، فانتازيا أندلسية، كونشرتو البيانو الأول، ثلاث غنائيات للكورال والأوركسترا، السيمفونية عمان، أوبرا عنترة، أوبرا انس الوجود، باليه إيزيس وأوزيريس، ثلاث سيمفونيات، عدد من مؤلفات موسيقى الحجرة، ألحان وموسيقى تصويرية لفيلم رسالة إلى الله للمخرج كمال عطية.

- من كتاباته عن الموسيقى: «الموسيقى للجميع، الموسيقى تعبير نغمى، ومنطق تطوير الموسيقى المصرية». 

< حصل على العديد من الجوائز منها: 

- الجائزة الأولى للتأليف الموسيقى (وزارة الثقافة المصرية، 1956). 

- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (مصر، 1969). 

- وسام عمان من الدرجة الثانية (سلطنة عمان، 1985)، ميدالية لأحسن موسيقى تصويرية للأفلام التسجيلية. 

<< توفى فى القاهرة فى 14 مايو 1993.