رؤية
كريمة عوض ومتحف «الحكيم»
عبر حلقة بديعة من برنامج «حديث القاهرة» الذى تشارك فى تقديم حلقاته الإعلامية المتميزة «كريمة عوض» على هواء قناة «القاهرة والناس»، تابعنا زيارة البرنامج لموقع بمثابة متحف للكاتب العظيم الراحل توفيق الحكيم، وفضلًا عن الاستعراض البديع لجانب من تراث «الحكيم» الذى قدمه إسماعيل نبيل الحكيم حفيده، فقد كانت الحلقة فرصة اقتنصها البرنامج ومقدمته للنبش الجميل فى أوراق وإبداعات الحكيم التى حفظها الحفيد والأسرة للاقتراب من المزيد من أفكاره وبعض محطات مسيرته الشخصية والعائلية الإبداعية والطريفة، ذكرتنا فيها «كريمة» بالبرنامج الإذاعى العظيم «زيارة إلى مكتبة فلان» للإذاعية العظيمة «نادية صالح»..
أكد «إسماعيل»، حفيد توفيق الحكيم، أن جده عاش حياته فى منزله فى جاردن سيتى، وأن العائلة قد قامت بنقل كافة المستلزمات والأدوات التى استخدمها والأدوات والكتب إلى هذا المنزل، وهناك تمثال للجد فى منزل توفيق الحكيم منذ أكثر من 100 عام...وأن جده دائمًا المبتسم والصورة الذهنية له عندنا أنه دائم الابتسامة، موضحًا أن جده لم يكن بالشخص البخيل، بل كان كريمًا مع أسرته، وعرض الحفيد رسالة طريفة كان الحكيم قد أرسلها لوالديه رافضًا فكرة الزواج إلى حد وصف عملية الزواج بالانتحار، وكان قد كتبها فى العشرينات من عمره.. وأن جده كان المحب للمرأة والمقدر لدورها..
لقد كان الحكيم يحاكم نفسه على محدودية رؤيته فى فترة من الفترات، وأنه كان يتحدث عن كل ما نفذه الرئيس الراحل عبدالناصر، وأشار الحفيد لعلاقته الرائعة بالزعيم..
ويؤكد الحفيد أن توفيق الحكيم طالب بتحديد الملكية الزراعية قبل ثورة يوليو، منوهًا بأن المفكر الحر والفيلسوف والأديب هو ضمير الأمة، وأن توفيق الحكيم قد نال قلادة النيل لكنه لم يتسلمها بسبب ظروف صحية، وأضاف أن مسودات الحكيم توحى بمدى تدفق الأفكار والدقة والوضوح وعدم التردد، منوهًا بأن توفيق الحكيم لام الحكيم نفسه على تغلب عاطفته أحياناً على إحكام العقل، كما أن كتاب «عودة الوعى» قدمه توفيق الحكيم بأسلوب بالغ العذوبة دون أى سخرية لاذعة، وهو الأديب الذى تمتزج الكثير من إبداعاته بخفة الظل..
أمر طيب وهام الاهتمام الإعلامى بتقديم مواد تعنى بدور وعطاء رموز الفكر والأدب والمسرح والسينما والفنون التشكيلية والفلسفة والتاريخ لدعم الوعى الجماهيرى ونشر المعارف، ولعلنا نهتف مع الكاتب والروائى والمفكر الراحل الدكتور يوسف إدريس بعنوان ومضمون كتابه «أهمية أن نتثقف يا ناس»..
لقد حرص قادة الإعلام فى بلادى بشكل عام والتليفزيون بشكل خاص فى عصر الريادة على توفير توليفات لمواد ثقافية وتنويرية وعلمية وإبداعية متنوعة السياقات... وبأن يقدمها أهل الاختصاص وأصحاب الملكات الإبداعية القادرة بما تملك من خبرات ومخزون معرفى وثقافى تحقيق الإضافة المعرفية والمتعة معًا.. ولأن آفة حارتنا النسيان، يمكن التذكير ببعض برامج التثقيف مثل «نادى السينما» ومقدمته القديرة المتخصصة د. درية شرف الدين، «الموسيقى العربية» ومقدمته الدكتورة المبدعة المتخصصة «د. رتيبة الحفنى»، «الفنون التشكيلية» والرائعة «رشا مدينة»، وبرنامج «لغتنا الجميلة» بالإذاعة المصرية و«أمسية ثقافية» بالتليفزيون للشاعر والمثقف العظيم «فاروق شوشة»، والمجال لا يتسع لسرد بعضها..
تحية للإعلامية المتميزة «كريمة عوض» وبرنامجها وللحفيد الرائع الحافظ والراعى الأمين لتراث جده العظيم..