العلاقات الصينية الأمريكية: هل تتبني واشنطن مبدأ الصين الواحدة

لايزال الغموض يحيط بحقيقة ما ستؤول إليه العلاقات الصينية الأمريكية على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن من جهة والتى تفيد بأن العلاقات بين البلدين تسير فى مجراها الطبيعى وتصريحات المتحدثة الرسمية بإسم البيت الأبيض من جهة أخرى بإيمان الولايات المتحدة بمبدأ الصين الواحد وهو ما قد يختلف بشكل أو بأخر فى كثير من الأحيان مع المواقف على أرض الواقع.
أمريكا ومبدأ الصين الواحدة
لعل مايظهر على أرض الواقع يختلف عن إعلان واشنطن اعترافها الكامل بمبدأ الصين الواحدة وهو عبارة عن سياسة تتبانها الصين وحلفاؤها تقضى بأنه لاتوجد دولة أخرى تحمل اسم جمهورية الصين الشعبية سوى دولة الصين والتى تعتبر تايوان جزءً من أراضيها وليست دولة مستقلة بذاتها فى ظل إدعاء تايوان إستقلاليتها كدولة معتنقة رسمياً إسم جمهورية الصين حيث نرى أن الولايات المتحدة تدعم وبقوة تايوان و ترتبط معها بعلاقات متينة وتعاون مشترك فى عدة مجالات بالإضافة لإمداد تايوان بالأسلحة بشكل منتظم بالإضافة إلى الإمعان فى إستفزاز الصين من خلال موقف بعض الدبلوماسيين والساسة.
ومن أبرزها زيارة نانسى بيلوسى رئيسة مجلس الشيوخ إلى تايوان فى أغسطس من عام ٢٠٢١ ويكفى القول بأنه خلال الشهرين الماضيين فقط تبنت واشنطن عدة مواقف إستفزازية كادت أن تدفع الأمور بين البلدين إلى حافة هاوية جحيم الحرب منها إستضافة الولايات المتحدة الأمريكية إجتماعاً جمع رئيسة تايوان تساى إنج ون مع رئيس مجلس النواب الأمريكى كيفن مكارثى فى إبريل الماضى ما دفع الخارجية الصينية بالتوعد بإتخاذ قرار الرد المناسب تجاه هذه الخطوة التصعيدية عبر كما شهد الشهر الماضى إختراق طائرة عسكرية أمريكية المجال الجوى لبحر الصين الجنوبى والذى تقع به شبه جزيرة تايوان محل الخلاف الأشهر فى خطوة إعتبرتها الصين إستفزازية جديدة تدفع البلدين نحو مزيد من العداء.
بين زيارة بومبيو وبلينكن للصين ما الذى اختلف
اتسمت زيارة وزير الخارجية الأمريكى السابق مايك بومبيو فى عام ٢٠١٨ بالتوتر بين الجانبين حيث إستقبل وزير الخارجية الصينى أنذاك وانج يي نظيره الأمريكي مايك بومبيو فى دار ضيافة دياويوتاي ولكن تبادل الطرفين التصريحات الحادة حيث قال وانج “مؤخرا..وفيما كان الجانب الأمريكي يصعد باستمرار النزاع التجاري مع الصين..تبنى أيضا سلسلة من الإجراءات فيما يتعلق بملف تايوان بما يضر بحقوق الصين كما وجه انتقادات لا أساس لها لسياسات الصين الداخلية والخارجية نعتقد أن ذلك شكل هجوما مباشرا على الثقة المتبادل وألقى بظلاله على العلاقات الصينية الأمريكية... نطالب الجانب الأمريكي بالكف عن هذا النوع من الإجراءات الخاطئة”.
كما أصدرت الخارجية الصينية بياناً أفادت فيه أن وانج قد طالب الولايات المتحدة بوقف مبيعات الأسلحة إلى تايوان ووقف الزيارات الرسمية لها وقطع العلاقات العسكرية معها.
فيما أشار بومبيو، إلى أنه أطلع وانج على مجريات زيارته لكوريا الشمالية ولقائه بالزعيم كيم جونج أون “لدينا خلافات جوهرية بشأن الملفات التي ذكرتها".
و أضاف: “لدينا قلق عميق بشأن الأفعال التي اتخذتها الصين وأتطلع لأن تسنح الفرصة لمناقشة كل منها اليوم لأن هذه علاقة مهمة جدا".
كما أختلفا بشكل علني حول المسؤول عن إلغاء حوار أمني ثنائي كان من المقرر عقده في بكين هذا الشهر وفقاً لرويترز.
فيما جاء لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج مع وزير الخارجية الأمريكي أنطونى بلينكن أقل حدة ربما لتبنى الجانبين لهجة أكثر هدوءً أو نظراً للظروف العالمية التى يعد معاها الدخول فى نزاع عسكرى كالدخول فى عين العاصفة حيث أعرب الجانبين عن ضرورة إستقرار العلاقات بين البلدين حتى لا يحتدم الصراع التنافسي بينهما
كما وافق وزير الخارجية الصيني على زيارة واشنطن بعد زيارة نظيره الأمريكي إلى بكين ولكن اللقاء الذى إستمر لمدة ٣٥ دقيقة لم يتمكن فيه الجانبين من الوصول إلى تسوية سياسية فيما يتعلق بالقضايا محل الخلاف بين الجانبين ليبقى تساؤل هل ستستمر سياسة المسكنات فيما يبقى الوضع على ماهو عليه أم أن الأشهر القادمة قد تشهد إنفراجة سياسية بين الجانبين .