بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

..وبقيت أنا والحلوة حكاية عمر ما هيبقى ليها نهاية

عبدالحليم وسعاد.. شائعة زواج وميلاد في ذكرى الوفاة

عبدالحليم حافظ وسعاد
عبدالحليم حافظ وسعاد حسني

تحل اليوم الذكرى الـ94 لميلاد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والذكرى الـ22 لرحيل السندريللا سعاد حسنى.

وهما ظاهرتان فريدتان فى تاريخ الغناء والتمثيل فى مصر والعالم العربى تركا أكبر الأثر فى نفوس الملايين وما زال هذا الأثر باقياً بل يزيد بمرور السنوات. لسنا بصدد الحديث حول الارتباط العاطفى بين العندليب والسندريللا ولكن فنهما الخالد.. ووصولهما لمرحلة الأسطورة الفنية.

حياة «عبدالحليم» وسعاد حسنى كانت مليئة بالحزن والآلام. ولكن فنهما أسعد الملايين. وأثرا كثيراً فى الأجيال الثقافية تستعرض فى هذا التقرير الأثر الفنى الذى تركاه حليم وسعاد. وجعلهما مصدر سعادة للملايين وفن حقيقى أبداً لن يموت.

عندليب كل زمان

تمر السنوات ويبقى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أسطورة فى عالم الغناء.. وهبه الله سبحانه وتعالى كاريزما خاصة جعلته معشوق الملايين عبر الأجيال المختلفة فن خالد بمعنى الكلمة من صافينى مرة 1954 حتى قارئة الفنجان 1976.

عبدالحليم كان اللون الجديد فى عالم الغناء مع مطلع الخمسينيات فى القرن الماضى. فى عصر أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش. ليكون حالة مختلفة بمعنى الكلمة مع أبناء جيله محمد الموجى وكمال الطويل ثم بليغ حمدى.

معان جديدة وأسلوب جديد تماماً فى عالم الغناء بعيداً عن القوالب الجامدة.

لسنا بصدد عرض تاريخ العندليب ولكننا نتحدث عن تأثيره ونجاحه وبراعته فى دغدغة مشاعر الملايين. عاطفيًا ووطنياً.

ولد عبدالحليم فنياً من رحم ثورة 23 يوليو 1952 وأصبح مطرب الثورة وفى نفس الوقت رمز الرومانسية والأحاسيس الصادقة.

غنى أروع الأغنيات العاطفية نتذكر منها فى حقبتى الخمسينيات والستينيات «على قد الشوق» «صافينى مرة». «لايق عليك الخال».  «أنا لك على طول»، «أهواك».  «توبة». «الليالى»، «نعم يا حبيبى». «حبك نار»، «بحلم بيك».  «فى يوم فى شهر فى سنة».  «بتلومونى ليه».  «راح». «بعد ايه»، «بأمر الحب»، «الحلوة»، «قوللى حاجة»، «فوق الشوك»، «حبيها»، «جبار»، «بلاش عتاب»، ناهيك عن روائع أغانيه الوطنية، «ثورتنا المصرية»، «على رأس بستان الاشتراكية» «حكاية شعب» «ذكريات»، «صورة»، «بالأحضان»، «يا حبايب بالسلامة».

ولا ننسى أفلامه الرائعة: «لحن الوفاء، وأيام وليالى، وليالى الحب، والوسادة الخالية، وشارع الحب، وحكاية حب، ويوم من عمرى، والخطايا، ومعبودة الجماهير، وأخيراً أبى فوق الشجرة». 

مرحلة فنية جديدة فى حياة العندليب عقب نكسة 1967 زاد إبداعه الغنائى بدرجة هائلة، لإحساسه بحاجة الوطن لفنه الصادق.

دغدغ مشاعر الملايين حين غنى رائعة «عدى النهار» كلمات عبدالرحمن الأبنودى ألحان بليغ حمدى، و«فدائى»، والبندقية» «اتكلمت» و«أحلف بسماها».

وعبر عن نصر أكتوبر 1973 بأغانى رائعة «عاش اللى قال»، و«لفى البلاد يا صبية»، «الفجر لاح»، و«صباح الخير يا سينا».

وصل حليم لقمة النضج الفنى فى حقبة السبعينيات وحتى وفاته أبداع أروع الأغانى الكلاسيكية الطويلة. «زى الهوا»، و«موعودة»، و«مداح القمر»، و«رسالة من تحت الماء»، و«حاول تفتكرنى»، و«يامالكا قلبى»، و«فاتت جنبنا»، و«أى دمعة حزن لا». و«نبتدى منين الحكاية» وأخيرا «قارئة الفنجان». 

إبداع لا يوصف وفن خالد بمعنى الكلمة وصوت عذب معبر حساس سكن قلوب الملايين عبر الأجيال المختلفة.

94 عاماً على ميلاده و46 عاماً على رحيله وما زال صوت حليم ملاذاً للجميع عبدالحليم سيبقى جزءاً أصيلاً من وجدان الشعب المصرى والعربى مهما مرت السنوات.

بطاقة فنية

عبدالحليم

1929: مولده بقرية الحلوات

1954: بداية النجومية بأغنية صافينى مرة

1955: قام ببطولة 4 أفلام «لحن الوفاء. أيامنا الحلوة. أيام وليالى. ليالى الحب»

1958: قام ببطولة فيلم شارع الحب

1959: قام ببطولة فيلم حكاية حب

1967: أروع أغانيه الوطنية عدى النهار

1969: آخر أفلامه أبى فوق الشجرة

1971: موعود أروع أغانيه الكلاسيكية

1974: غنى فاتت جنبنا، وأى دمعة حزن لا

1976: آخر حفلات الربيع قارئة الفنجان

1977: وفاته بمستشفى كينجر كولدج بلندن

 

 السندريلا الحزينة

يمر اليوم الذكرى الـ22 لرحيل السندريلا سعاد حسنى، نجمة كل العصور، صاحبة البساطة الشديدة والكاريزما، تتميز بأنها خليط فنى من الصعب تحقيق مثله، ففى وقت ظهورها، تميزت بكونها تُجيد التمثيل والغناء والرقص وتأدية الاستعراضات، وكان هذا لونًا جديدًا لم يره الجمهور من قبل، لتُصبح بهذا فنانة شاملة؛ فقد كانت نموذجًا حيًا للممثلة المتكاملة، وظهرت فى وقت كان كثير من الممثلات يتكلمن ويمشين بصورة نمطية لا تتغير كثيرًا، ليُفاجأ الجمهور بفتاة رقيقة باستطاعتها أن تتحدث بنغمة سريعة، تضحك.

سعاد حسنى النجمة التى لم تمر على مراحل تعليم دراسية واقتصر تعليمها على بعض ما اكتسبته فى منزلها؛ بسبب اضطرابات أحوال عائلتها مما اضطر «عبدالرحمن الخميسى» مكتشفها، اللجوء إلى الفنان «إبراهيم سعفان» خريج كلية الشريعة –وقتها- قبل التحاقه بمعهد الفنون المسرحية لتعليمها القراءة والكتابة حتى تستطيع التعامل مع الأعمال الفنية، وقد لاقى منها حماس شديد وسرعة استيعاب حتى استطاعت فى عدة أشهر الوصول لما يعادل مرحلة الاعدادية.

فى أولى مراحلها الفنية، قامت ببطولة مجموعة من الأفلام التى تُعد «خفيفة» كما نُطلِق عليها بدأتها بـ:«حسن ونعيمة» حيث قدمها هنرى بركات 1959، ولفتت الأنظار بالبطولة المطلقة أمام محرم فؤاد وكان أيضاً وجهاً جديداً، وبعدها جسدت العديد من الأدوار منها البنات والصيف مع عبدالحليم حافظ وتلتها بأدوار ليلة الزفاف، للرجال فقط، حواء والقرد، الساحرة الصغيرة، وغيرها. وهى أفلام كشفت عن موهبة الكوميديا وخفة الظِل القابعة بداخلها. كذلك اشتركت مع ثلاثى أضواء المسرح، وكانت تُغنى وتؤدى معهم الرقصات بمهارة فى فيلمى: شباب مجنون جدًا، والزواج على الطريقة الحديثة.

مع هذا، فقد برز اسمها خلال وقت قصير فى أفلام هامة غيرَّت مجرى السينما المصرية؛ مثل: غروب وشروق، الزوجة الثانية، القاهرة 30، وزوجتى والكلب. وهُنا ظهرت موهبتها التمثيلية الحقيقية وقدرتها على أن تؤدى جميع الأدوار، وبهذا فقد حققت تنوعًا قويًا فى الأدوار التى أدتها حتى بلغ هذا التنوع ذروته فيما بعد فى أفلام مثل: أين عقلى، الاختيار، شفيقة ومتولى. بالإضافة إلى علامات سينمائية أُخرى مثل: موعد على العشاء، غريب فى بيتى، الكرنك، والجوع، وغيرها من الأفلام التى لم تخل من قضية قدمتها سعاد حسنى كفنانة ولم يخل أداءها من إدراك لماهية تلك الموضوعات وهو ما يمكن وصفة بالفطرة الفنية.. ومع ذلك لم يتوقف ذلك الكيان الفنى العميق فى محتواه والبسيط فى شكله عند تقديم الأعمال القوية فقط، لكنها كانت صاحبة مواقف تحمل مبدأ؛ منها حين وقفت بجانب المخرج يوسف شاهين فيما يسمى بأزمة النقابات الفنية..

ويظل فيلم «خلى بالك من زوزو» علامة فارقة فى مشوارها قدمته فى عام 1972، وهو الفيلم الذى حقق أعلى ايرادات فى تاريخ السينما المصرية أنذاك واستمر عرضه عاما كاملا، واطلق عليها «زوزو» من ارتباط الجمهور بهذه الشخصية المرحة.

تُعَد أول ممثلة مصرية تُحطم تمثال الفتاة المثالية التى لا تُخطِئ ولا يجب عليها أن تُخطِئ، وكذلك نموذج المرأة التى دائمًا ما تظهر فى صورة الضحية المغلوبة على أمرها التى لا حيلة لها. فقد قامت بدور الزوجة الخائنة المُضطربة فى «غروب وشروق»، والفتاة المُصابة بازدواج الشخصية فى فيلم «بئر الحرمان»، ودور الفتاة الجامعية التى تعيش ممزقة بين رغبتها فى أن تحيا حياة الطالبة الجامعية كغيرها من الفتيات وبين حياتها كابنة راقصة فى شارع محمد على فى «خلى بالك من زوزو». وكذلك «شفيقة» التى يتلاعب بها القدر لتُصبِح ضحية ثلاثة رجال من طبقات اجتماعية مُختلفة، إضافة إلى دور الصديقة الخائنة فى «الحب الضائع»، وفاطمة الزوجة الثانية المغلوبة على امرها فى فيلم يحمل الاسم نفسه وغيرها من الأدوار.

ومن الأدوار الهامة كذلك التى أظهرت قدرتها العالية على تقديم أداء مُحترف هو فيلم «عصفور الشرق»، المأخوذ عن رواية «عصفور من الشرق» للأديب الكبير «توفيق الحكيم».  الفيلم من بطولة نور الشريف، وظهرت فيه سُعاد فى دور رئيسى وهام فى مجرى الأحداث. المميز فى شخصية «ريم» التى قامت سعاد بدورها هو أنها فتاة خرساء، فلم تنطق سعاد حرفًا فى جميع مشاهدها، ونابت تعبيرات وجهها وإشارات يديها عن الكلمات التى لم ينطق بها لسانها. وقد تم تسجيل هذه الأفلام وغيرها كأفلام نادرة خالدة، لا تجرؤ على المشاركة فيها سوى ممثلة جريئة وذكيَّة وموهوبة.

ويعتبر فيلم «موعد على العشاء» لمحمد خان عام 1979 مرحلة انتقالية تميزت به سعاد حسنى فنياً بعد صناعتها جماهيرياً، حيث إن سعاد أطلقت العنان لموهبتها التعبيرية ووجدت من خلال هذه الأعمال أرضا خصبة لتمارس ما يميزها ألا وهو التمثيل الصامت بالعيون حيث تظهر سعاد حسنى فى معظم مشاهد الفيلم تقريبا إلا أنها لا تتكلم كثيرا، بل تمثل بعينيها وتطرح بشكل جديد للغاية مفهوم الأنوثة وهذا ما جعل مشهدين كاملين من هذا الفيلم يؤرخ لهما وهما مشهد تعرف سعاد حسنى على جثة زوجها الجديد المغدور أحمد زكى فى ثلاجة الموتى، ومشهد النهاية بينها وبين حسين فهمي- زوجها الأول حين تدعوه إلى العشاء وتكشف له بعد تناوله للطعام أنها دست له ولنفسها السم فى الأكل.

قدمت فيلمين عربيين مصريين: «القادسية» و«أفغانستان لماذا»، وهما فيلمان سياسيان وتاريخيان من الدرجة الأولى. الفيلم الأول عراقى مصرى من إنتاج دائرة السينما والمسرح العراقية عام 1981، يُصوِّر معركة القادسية التى وقعت بين الجيش الإسلامى والجيش الفارسى، وهو من إخراج «صلاح أبوسيف».  أمّا الثانى، فهو فيلم مغربى من إنتاج عام 1984 ويتناول قضية الاحتلال السوفييتى لأفغانستان.

ويعتبر آخر افلامها « الراعى والنساء» الذى قدمته عام 1991، مع يسرا وأحمد زكى واخراج سمير سيف وتم تصويره فى الفيوم.

رحلت سعاد حسنى بوفاة غامضة، بعد ما ملأت الدنيا سعادة، لترحل حزينة فى صمت بعد ان عانت الفقر والمرض فى سن صغيرة لم تتخط 59 عاماً.

 

بطاقة فنية

سعاد حسنى

1942: مولدها

1959: أول أفلامها حسن ونعيمة

1960: قامت ببطولة فيلم اشاعة حب مع عمر الشريف

1966: قامت ببطولة فيلم القاهرة 30

1968: أروع أفلامها الزوجة الثانية مع شكرى سرحان وصلاح منصور

1970 قامت ببطولة فيلمى غروب وشروق، والحب الضائع

1972: أنجح أفلامها، خلى بالك من زوزو

1974: قامت ببطولة فيلم أميرة حبى أنا

1975: فيلم الكرنك

1985: قامت ببطولة مسلسل هو وهى مع أحمد زكى

1991: آخر أفلامها الراعى والنساء

2001: وفاة غامضة بلندن