بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سامح مبروك رئيس مجلس إدارة شركة الفتح لتداول الأوراق المالية:

المحفزات الاستثمارية أفضل بديلًا للاقتراض الخارجى فى توفير الدولار

سامح مبروك رئيس مجلس
سامح مبروك رئيس مجلس إدارة شركة الفتح لتداول الأوراق المالية

4 مستهدفات تحول الشركة لكيان قوى

 

الحديد يصدأ من الإهمال، والمياه الراكدة تفقد نقاءها، واليأس والاستسلام يبعدانك عن طريق النجاح والإرادة، حاول ألا تخسر أملك بعد كل عقبة.... لا تهتم أن تكون أفضل من غيرك، ولكن ركز على أن تكون أفضل مما كنت عليه، فالمناضل الحقيقى يتجاوز كل الصعاب ليصل إلى التميز.... وكذلك محدثى يحمل شعلة تضىء دربه وطريق الآخرين.

يجب عليك أن تفعل كل الأشياء التى تستطيع فعلها، وتحاول الوصول إلى الأشياء التى هى فوق قدراتك، فمعها تتمكن من الحفاظ على القمة، وكذلك الإحساس أنك الأفضل هو سر تقدمك، وهو ما سار عليه الرجل منذ الصبا.

سامح مبروك رئيس مجلس إدارة شركة الفتح لتداول الأوراق المالية.... تعلم كيف يتحمل المسئولية، صنع مسيرته من خلال ما يقدمه، العطاء دون مقابل سر سعادته، يمض فى طريقه ولا يلتفت وراءه، يحمل العرفان لكل من صنع شخصيته، وأولهم زوجته.

بالطابق الأول... وعند المدخل الرئيسى طراز تصميمى يعكس ثقافة المكان الكلاسيكى، دمج الألوان الكلاسيكيّة بالحداثة، أطباق نحاسية، مزخرفة بنقوش متميزة، بعضها يحمل آيات قرآنية، وأخرى تحكى تراث الحضارات، وطبيعة الريف، خطوط الألوان واضحة وهادئة، بساطة الأثاث تكمل التصميم الهندسى الرائع فى الأركان.

أضواء خافتة، انتيكات وفازات تستكمل الديكورات الجميلة، 8 لوحات مختلفة تعبر كل لوحة عن الرحلة، بكل ما تحمل من عقبات، وسعادة.... فى نهاية الممر المواجه للمدخل الرئيسى تكون غرفة مكتبه، تحمل الهدوء والبساطة، مكتبة عامرة بالمجلدات والملفات، روايات ومذكرات يستمد منها التجارب، كتب تتعلق بمجال عمله... منظم ومرتب كل خطوة يخطوها، أو إنجاز يحققه، يدونه فى أجندته، يراجع قراراته، ولا يندم على ما اتخذه..... ذكريات ورحلة طويلة وشاقة، لم تكن مفروشة بالورد يقص تفاصيلها، وتربيته التى تحمل الجدية، والصرامة.. يبدأها بقوله «لا تنظر فى اتجاه واحد، حتى لا تضيع كثيرًا من الوقت».

هدوء وعقلانية، حماس وأمنيات للقادم، يحلل بموضوعية، ولا يبالغ فى توقعاته ورؤيته، يرسم مشهدًا واقعيًا، ودون مبالغة فيما هو قادم... يقول إن «الاقتصاد الوطنى طوال الفترة الماضية شهد متغيرات متلاحقة على المستوى السياسى والاقتصادى عالميًا، وهو ما كان له تأثير على تدفقات الأموال الأجنبية، والاستثمارات إلى السوق المحلى، ولكن استقرار هذه المتغيرات مؤخرًا، يكون مؤشرًا لعودة النشاط للاقتصاد الوطنى، وهذا يتطلب سرعة استجابة الحكومة لهذه المتغيرات، بما يصب فى مصلحة الاقتصاد».

< كيف ترى المشهد الاقتصادى خلال الفترة القادمة؟

- بثقة وهدوء يجيبنى قائلًا «رغم أن المشهد لا يزال غامضًا إلا أن المسار الاقتصادى خلال الفترة القادمة، سوف يكون أفضل حالًا، لكن يتطلب من الحكومة تقديم المزيد من استقرار فى القوانين والتشريعات، وتقديم أيضاً حزم تحفزيه، لاستقطاب الاستثمارات، والأموال الأجنبية، بما يمنح هذه الاستثمارات ميزة تنافسية، وهذه التسهيلات كونها تسهم فى تغيير ثقافة الاستثمار لدى المواطن المحلى من فكر الاتجاه إلى امتلاك الأصول الثابتة والاحتفاظ بها، إلى الاستثمار».

تحمله المسئولية منذ الصبا جعله أكثر حكمة فى قراراته، يتبين ذلك عندما يتحدث عن وضع الاقتصاد بسبب جائحة كورونا، ونجاح الحكومة فى مواجهتها، واستكمالها لمسار الإصلاح الاقتصادى، باحترافية كبيرة، إلا أنه مع الحرب الروسية الأوكرانية، تبدل المشهد، ودخل الاقتصاد فى حلقة ارتباك، بسبب عدم وجود تدفقات نقدية واستثمارية فى السوق الوطنى، يسمح للاقتصاد بمواكبة التغيرات التى تشهدها اقتصاديات العالم، بسب الحرب الروسية، وبالتالى لم يكن توجد تدفقات نقدية تسمح بالتحرك، وزيادة الاستثمارات، والتشغيل والإنتاج، والصناعة التى من شأنها تغطية احتياجات السوق، وهنا لم تتم مواجهة أى زيادة فى الأسعار، خاصة أن الدولة لم تهتم بالمشروعات الصناعية التى أعلنت عنها منذ سنوات طويلة حسب قوله، فهذه المشروعات الصناعية نواة جيدة، للإنتاج، والتشغيل، ولكن وقتها كانت مساحات صغيرة، ولم تؤد غرضها، بل توقفت، لذا على الحكومة خلال الفترة القادمة إتاحة الفرصة للقطاع الخاص ومشاركته بصورة أكثر اتساعًا لقدرته على تحقيق مستهدفاته فى تغطية متطلبات السوق، وكذلك النمو والتنمية، وكل ذلك يتحقق عبر المزيد من المحفزات والدعم للقطاع الخاص الذى يضيف للسوق من خلال العمل على تطوير وإعادة تأهيل العمالة، وإدخال ادوات التكنولوجيا.

ليس فى فلسفته مستحيل، فالمثابرة والاجتهاد جزءان من سماته، تجده يتحدث عن السياسة النقدية، متمثلة فى البنك المركزى، يرى أن تحريك سعر الصرف فى نوفمبر2016 كان مفترضًا أن يتبعه تدفقات كبيرة من العملة الصعبة، تسهم فى العمل على استقرار سعر الصرف، ثم زيادة الاستثمارات، ولكن بسب عدم الاعتماد على الاستثمار الحقيقى، والاستناد إلى الأموال الساخنة التى تخارجت مع أول اضطرابات فى السوق، بسبب بعض سياساته التى لم تواكب المتغيرات الخارجية، فى سرعة التسهيلات فى عملية توفير الدولار أثناء عمليات التخارج، وكذلك على البنك المركزى القيام بدوره الكامل فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التى تسهم فى النمو الاقتصادى، وتوفير فرص عمل للشباب.

< هل ترى أن رفع أسعار الفائدة المستمر مفيد للاقتصاد والاستثمار؟

- علامات غضب ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا «إن عملية رفع أسعار الفائدة تعد أمرًا مؤسفا للاقتصاد، حيث لا تسمح بسياسة توسعية، ولكن يحاول البنك المركزى من خلال هذه السياسة السيطرة على التضخم، وأيضاً العمل على مراعاة البعد الاجتماعى، إلا أن الدولة لديها من المرونة ما قد يدفعها للعمل على تقديم مزايا للمستثمرين المحليين، من أجل التوسع فى الاستثمارات، وتوفير فرص عمل للشباب».

السعى المتواصل، والالتزام سمات مستمدة من والده، حينما يتحدث عن الاقتراض الخارجى، تجده واضحًا وصريحًا فيما يقول، إذ يعتبر أن الاستمرار فى عملية الاقتراض يمثل عبئًا على الأجيال القادم، والبديل الأفضل من هذا الاقتراض يكون فى مزيد من المزايا والمحفزات الاستثمارية، سواء للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، أو الكبرى، ومع هذا الاتجاه سوف يتراجع التضخم، وتنشط الاستثمارات، مثلما قامت العديد من الدول بتجارب ناجحة، ضاعفت من استثماراتها، ونموها.

واضح وصريح فى آرائه، يحلل بدقة وبساطة، ويتبين ذلك حينما يتحدث عن ملف السياسة المالية، ودورها فى خدمة الاقتصاد القومى، ومساعدة الأفراد على الادخار، والاستثمار، وليس سحب مدخراته، لكن المنظومة الضريبية فى السياسة المالية تعد معوقًا كبيرًا للقطاعات المهمة خاصة السياحة والاستثمار، وتعمل على تطفيش المستثمرين، وهو ليس فى صالح الاقتصاد، كما أنه على الدولة استكمال سياساتها فى الاقتصاد غير الرسمى، وضمه للاقتصاد الرسمى، بمزيد من المحفزات لأصحاب المصانع العاملين فى القطاعات المختلفة، وتنفيذ الدولة لوعودها معهم، مما يعزز الثقة لديهم بجدية الدولة فى تطبيق الإعفاءات الضريبية، ودعمهم على التسجيل فى منظومة الاقتصاد الرسمى، وكل هذا من شأنه زيادة الإيرادات.

< مؤخرًا أشارت هيئة الاستثمار إلى استهدافها استثمارات بـ12 مليار دولار مباشرة رغم أن حجم هذه الاستثمارات طوال السنوات القليلة الماضية لم تتجاوز 8 مليارات دولار... فما تعلقيك؟

- لحظات صمت تسود قبل أن يجيبنى قائلًا إن « الدولة تدرك أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودورها فى توفير العملة الصعبة، وأيضاً التوسع فى المشروعات الاستثمارية فى كافة القطاعات، لذلك كان تأسيس المجلس الأعلى للاستثمار، ودوره فى اتخاذ العديد من القرارات الاستثمارية المحفزة لاستقطاب الأموال الأجنبية، وكذلك الدور الأهم من هيئة الاستثمار، فى تقديم مزايا ضريبية واستثمارية لفترة طويلة قادمة، مع العمل على عودة وزارة الاستثمار، لقدرتها على التنسيق وتحقيق التوازن مع السياستين المالية والنقدية».

رغم الجدل المستمر بين الخبراء والمراقبين حول دور القطاع الخاص، والمشكلات التى يواجها إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الاتجاه تتمثل فى أن القطاع الخاص عانى كثيرًا فى السنوات القليلة الماضية، نتيجة لزيادة الاعباء الضريبية عليه، والزيادة المستمرة فى أسعار الطاقة، وارتفاع تكلفة تشغيله، وهو ما تسبب فى المعاناة، لذا يجب على الدولة أن تعيد النظر فى العديد من هذه الأعباء، واستقرار القوانين والرسوم لفترة حتى يستكمل دوره فى النمو التنمية.

تجاربه المتعددة وخوضه للعديد من المخاطرة أصقلت من خبراته، تجده حاسمًا فى ملف الطروحات الحكومية، حيث يعتبر أن أزمة الطروحات الحكومية القائمة تتمثل فى عدم استقرار سعر الصرف، ولذا يجب على الحكومة عدم الاتجاه إلى أى من الطروحات، لحين استقرار سعر الصرف، وبالتالى لا داعى للإعلان عن مثل هذه الطروحات، دون عملية التجهيز، لهذه الطروحات، خاصة أن السوق مؤهل بالسيولة، مع مراعاة قوة الشركة، وسعر طرحها التى تحقق استفادة للمستثمرين والمؤسسات، وتعمل على نجاح الطرح، بالإضافة إلى دور البورصة فى عملية الترويج وجذب الشركات الكبرى القادرة على منح السوق عمقًا، حيث قيد شركات كبرى من شأنها أن تحمى السوق من التلاعبات، مع العمل على أيضاً على نشر ثقافة قيد الشركات والمكاسب العائدة على هذه الشركات من عملية القيد والتداول.

إيمانك بقدراتك، وثقتك بنفسك دائمًا هما سلاح نجاحاته المتتالية، منذ تحمل مسئولية الشركة بشكل كامل، وإدارة باستراتيجية احترافية انتهج سياسة تقوم على البقاء والاستمرار فى الظروف الصعبة، ونجح فى الحفاظ على العمالة بالشركة، فى وقت لجأ الكثير من شركات السمسرة للاستغناء عن العاملين لديهم، ورغم كل المعوقات إلا أن الشركة استطاعت الحفاظ على مركزها المالى القوى.

بنى طموحاته ونجح فى الوصول إلى جزء كبير منها، ويسعى إلى أن يستكملها، فهو يؤمن أن سعادته أن يرى نفسه، وهو ينجز شيئاً ذا معنى، لذلك تجده مع مجلس الإدارة يحدد مستهدفات من شأنها أن تعيد الشركة بقوة فى المنافسة، حيث يستهدف 4 بنود مهمة منها زيادة رأس مال الشركة، والعمل على تحديث وتطوير البنية التكنولوجيا، وكذلك إدخال موبايل «ابلكيشن»، التوسع مع المؤسسات لتنفيذ العمليات لصالحهم، وأيضاً العمل على نقل ثقافة البورصة للطلاب فى المراحل العمرية المختلفة، والتوعية الاستثمارية.

كل حلم عظيم يبدأ بشخص طموح، وهكذا كان الرجل يعمل على تعزيز ريادة الشركة، وبسبب شخصيته يقوم على النصحية بكل المحطين، ومنهم أولاده، وحثهم على الجد والعمل، والكفاح، 

يفتش دائماً عن الطريق الذى كل يوم يضيف له قيمة، وهو سر تميزه، لكن يظل شغله الشاغل العمل على تطوير الشركة، وتحقيقها مكانة بين الكبار.. فهل يستطيع ذلك؟