تحالف السعادة الوطنى
مع بداية الأسبوع الماضى تعرضت لتجربة شديدة الخصوصية؛ حيث كانت تجربتى التطوعية الأولى ميدانياً، إذ سعدت بالمشاركة فى قافلة ستر وعافية أحد الأنشطة الرئيسية للتحالف فى قرية الناصرية، مركز الحسينية بمحافظة الشرقية ممثلاً لمجلس الشباب المصرى عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وذلك فى إطار أنشطة التحالف الوطنى المختلفة فى كل ربوع مصر. وهى أحد أنشطة الخاصة بدعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقاً، وتماشياً مع خطة الحماية الاجتماعية للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى لدعم الأسر الأكثر احتياجاً بجميع المحافظات لتخفيف حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، سر سعادتى الكبيرة بل اندهاشى هذا الحشد الكبير من متطوعى ومؤسسات التحالف منذ الصباح الباكر فى قافلة ضخمة متعددة الأنشطة والخدمات، توجهت لقرية فى أقصى الريف المصرى تبعد عن القاهرة ما يزيد على الثلاث ساعات، يقدمون مختلف الخدمات دون كلل أو ملل فى ملحمة تنموية، خدمية متكاملة، وجميعها خدمات مجانية 100%. حيث اشتملت القافلة على خدمات طبية، وبيطرية، مساعدات غذائية، أجهزة تعويضية وتمكين اقتصادى، وأنشطة توعية.
لكن أكثر ما لمس قلبى ذلك الكرنفال الرائع لأطفال القرية؛ الذى اشتمل على أنشطة وفعاليات ترفيهية بسيطة، لكنها انطوت على معانٍ كبيرة أدخلت بهجة كبيرة فى نفوس أطفال كانوا يظنون أن هؤلاء الذين يشاهدونهم عبر الشاشات بعيدون عنهم، لكنهم ومن خلال التحالف الوطنى كانوا أقرب إليهم مما يعتقد خيالهم النقى البرىء. وهذه الأنشطة المتنوعة وغيرها مما يقوم به التحالف الوطنى فى ربوع مصر تعزز قيم المواطنة والولاء، وتحقق عدالة التنمية.
ثم فى منتصف الأسبوع كان التحالف الوطنى عبر قياداته وممثلى مؤسساته حاضراً بفاعلية كبيرة فى جلسات الحوار الوطنى، فى جلسة برامج الحماية الاجتماعية فى إطار المحور الاقتصادى للحوار الوطنى؛ حيث استعرض أعضاء التحالف التجربة المثمرة له، وقدموا مقترحات جادة فيما يتعلق بواقع الحماية الاجتماعية فى مصر ومستهدفات العدالة الاجتماعية، هذه المقترحات نابعة من الواقع، ومستندة إلى تجربة فعلية وميدانية، تفاعلت بشكل كبير ومباشر مع محددات الرعاية الاجتماعية والفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية فى كل أنحاء الجمهورية. خاصة فيما يتعلق بنقل مفاهيم الرعاية الاجتماعية من المنظور الإغاثى الضيق الذى كان يقتصر على مجرد مساعدة الفئات الأولى بالرعاية فى المجتمع فى المحافظة على الحد الأدنى للحياة أو ما يطلق عليه حد الكفاف، إلى المنظور التنموى الذى يسعى إلى تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، من خلال ربط برامج الحماية الاجتماعية ببرامج التمكين الاقتصادى والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بشكل فعلى، وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية. فى إطار إتاحة الخدمات الاجتماعية الأساسية للجميع انطلاقاً وإيماناً بمبادئ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
إن التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، ومن خلال مشاركاتى فى مختلف فعالياته قدم إسهاماً كبيراً فيما يتعلق بالأدوار المختلفة وصياغة جديدة للمجتمع المدنى والأهلى فى مصر، فالتحالف نجح فى تعميق ثقافة التطوع، ونسج روح تعاون وتآلف وتكامل بين مختلف مؤسساته ومتطوعيه. ويعمل على توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية التنموية للفئات المختلفة، وتنمية القدرات والمهارات على النحو الذى يعزز من قيم الانتماء الوطنى، والمواطنة، وهو ما يمثل قوة وضمانة لتماسك النسيج الوطنى، واستقرار الدولة اقتصادياً، ومجتمعياً، وبالتالى توحد أفراد المجتمع مع مؤسسات الدولة فى تحقيق الأهداف الوطنية، ومجابهة المخاطر والتحديات.
لقد أشرت إلى أننى أحب أن أطلق على التحالف لقب «تحالف الخير الوطنى» واليوم أضيف له «تحالف الخير والسعادة الوطنى».