حكاوى
من إبراهيم عبدالهادى إلى «السيسى»
لا يمكن أبداً أن ينسى التاريخ الدور الكبير الذى قام به إبراهيم عبدالهادى الزعيم السعدى الوفد الكبير تجاه جماعة الإخوان الإرهابية. وكيف أن هذا الرجل تصدى بكل قوة إلى هذه الجماعة البشعة التى خربت ودمرت فى البلاد منذ نشأتها. إبراهيم عبدالهادى كان له دور وطنى مهم فى الحرب على هذه الجماعة، خاصة فيما يتعلق بتاربخها الأسود، وعلاقته بالسلطة منذ اغتيال المرشد الأول حسن البنا عام 1949. وكيف دبرت حكومة إبراهيم عبدالهادى عملية اغتيال «البنا»، رداً على اغتيال النقراشى.
ولما قامت ثورة يوليو 1952 بدأت جماعة الضباط الأحرار التخطيط لحل الأحزاب السياسية، وتم استثناء جمعية الإخوان على زعم أنها دينية وليست حزباً سياسياً. لقد كان جمال عبدالناصر يخطط لاختيارها ظهيراً سياسياً.
وفى «سبتمبر» 1952 أصدرت حكومة الثورة قانون تنظيم الأحزاب السياسية وطلبت من كل الأحزاب تقديم طلبات لإعادة تشكيلها لوزير الداخلية الذى أعطاه القانون حق الاعتراض على تكوين أى حزب سياسى أمام محكمة القضاء الإدارى، ثم بدأ الصراع على السلطة برفض رشاد مهنا أن يكون وصياً رمزياً على العرش وطلب اشتراكه فى السلطة الفعلية فتمت إقالته فى أكتوبر 1952 بقرار من مجلس الوزراء برئاسة محمد نجيب.
وفى هذا التوقيت استمر «عبدالناصر» فى مخطط استقطاب الإخوان كظهير سياسى لثورة الضباط، وتم العفو عن قاتلى المستشار أحمد الخازندار من جماعة الإخوان، والعفو عن مرتكبى جريمة اغتيال النقراشى وكل الإرهابيين من الإخوان بهدف استرضاء الجماعة واحتواء أعضائها.
وفى 18 يناير 1953 قامت حكومة الثورة بحل جميع الأحزاب السياسية ومصادرة أموالها، وتم استثناء جمعية الإخوان بزعم أنها جماعة دينية وليست سياسية.. وفى 15 «سبتمبر» 1953 أعلن محمد نجيب فى مؤتمر كبير قرار مجلس قيادة الثورة بتشكيل محكمة الثورة برئاسة عبداللطيف البغدادى وعضوية أنور السادات وحسن إبراهيم، وتم تقديم إبراهيم عبدالهادى إلى هذه المحكمة التى قضت بإعدامه وتم تخفيف الحكم للمؤبد، ثم قدم بعده ضابطا البوليس سعد الدين السنباطى وإسماعيل المليجى وهو ابن شقيق إبراهيم عبدالهادى وبرأتهما المحكمة، كما تم تقديم إبراهيم فرج سكرتير عام حزب الوفد وحكم عليه بالسجن «15 عاماً»، كما تم تقديم فؤاد سراج الدين بتهم واهية، وقامت حكومة الثورة بمحاكمة كبار الصحفيين الوفديين محمود أبوالفتح وشقيقه حسين أبوالفتح وعلى أبوالخير نجيب..
كان يتم كل ذلك من هذه المحاكمات الظالمة وبتهم تثير السخرية فى الوقت الذى يتم فيه الإفراج عن الإرهابيين فى جماعة الإخوان الذين نفذوا عمليات اغتيال بهدف مخطط عبدالناصر لاتخاذ الجماعة ظهيراً سياسياً له.
وفاق عبدالناصر من أكذوبة الجماعة بعد محاولة اغتياله فى المنشية وتغيرت الأوضاع وبدأت الحرب الضروس على هذه الجماعة الإرهابية..تاريخ الجماعة الأسود منذ نشأتها حتى الآن يحتاج إلى صفحات كثيرة. ومن نعم الله على المصريين أنهم فاقوا على جرائمها البشعة حتى تم اقتلاع جذور الارهاب مؤخراً، وباتت البلاد خالية من هؤلاء الأوباش.
تحية لكل من أسهم فى الحرب على الإرهابيين من إبراهيم عبدالهادى إلى الرئيس السيسى.