بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

المبعوث عبدالله

المبعوثون الدوليون الذين تتابعوا على ليبيا لا أول لهم ولا آخر، ولكن المبعوث عبدالله باتيلى يبدو أنه يرغب فى أن يكون مختلفًا عن كل الذين سبقوه إلى هناك.

الرجل جاء من السنغال فى أقصى غرب القارة السمراء، وعنده أمل كبير فى أن يتمكن من مساعدة ليبيا حيث تقع فى أقصى شمال شرق القارة.. وهذا الأمل هو الذى جعله يطرح مبادرة تحمل اسمه، وتسعى إلى أن تنعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية فى بلد العقيد فى أقرب الأوقات.

وهناك خلاف حول التوقيت المناسب لتنظيم هذه الانتخابات، ولكن لا خلاف على أنها لا بد أن تنعقد فى كل الأحوال، لأن الليبيين أحوج ما يكونون إلى وضع سياسى مستقر، بعد أن أمضوا ما يزيد على العقد فى الفوضى، وفى عدم الاستقرار، وفى سوء الحال.

ولأن ليبيا دولة ممتدة فى مساحتها، ولأن شواطئها على البحر المتوسط تصل إلى ٢٠٠٠ كيلو متر، فاستقرارها حاجة ليبية لمواطنيها وأهلها، بقدر ما هو حاجة لدول الجوار المباشر، ثم لغير دول الجوار المباشر بالتأكيد.

إن لها جوارًا مباشرًا معنا، ومع السودان، وتشاد، والنيجر، وتونس، والجزائر، ولذلك كانت قضيتها مادة ثابتة على أكثر مائدة، جمعت وزراء خارجية هذه الدول الست فى أكثر من لقاء.. ولأن الحدود الليبية معنا ومع الجزائر هى الأطول، فإننا مع الأشقاء فى بلد المليون شهيد، نظل معنيين بما يجرى فى ليبيا أكثر من غيرنا فى الدول الأربع الباقية.

وفى واحد من هذه اللقاءات كان رأى رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائرى الذى غادر منصبه مؤخراً، أن الحل فى ليبيا هو حل « ليبى - ليبى»  فى المقام الأول، وقبل أن يكون حلًا من جانب دول الجوار، أو غير دول الجوار، فى الإقليم وفى غير الإقليم.

الحل يبقى كذلك لأن وجود حكومتين فى البلد منذ فترة أمر لا بد أن ينتهى، ولأن على الليبيين أن يدركوا من تلقاء أنفسهم، أن البداية هى وجود حكومة واحدة تمثل الجميع، وأن أحدًا لن يكون فى إمكانه أن يساعدهم ما لم يبادروا هُم بمساعدة أنفسهم أولاً.

المبعوث عبدالله ينتمى إلى القارة السمراء، وربما يكون هذا البُعد فى شخصيته هو الذى يجعله يتفاءل، وهو الذى يجعله يتمسك منذ جاء بأن يصل إلى حل، وأن يتحقق وصول ليبيا إلى وضعها الطبيعى على يديه.