بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

كاريزما

التقدير من الخارج دائما!

فوز الأديبة المصرية علياء هيكل بجائزة الطيب صالح العالمية إعلان جديد بتألق أدبنا المصرى وقدرته على المنافسة العربية والعالمية. ولكن هذا الفوز يثير مجموعة من القضايا المهمة التى تنسج خيوط عالمنا الأدبى والثقافى. أولها: ميلاد نجوم ادبية فجأه؛ بحيث تحس أن الأدباء فى مصر يعيشون فى جزر منعزلة. ولا أعرف هل كان تقسيم الأدباء إلى أجيال هو سبب العزلة؟ أم مقولة لكل جيل نقاده. وهى مقولة تم زرعها وسط الوسط الثقافى وتخيل الشباب أنها جسدت معاناتهم وعلى مدى سنوات تبين أن هذه الدعوة ما هى إلا تنحية للشباب؛ وهذا ما حدث.

أما القضية الثانية فهى غياب التقييم فالجوائز الثقافية فى مصر تمنح بالمصادفة وأسماء بعيدة عن أى تقييم تتحول فجأة إلى الصدارة. وبالتالى يسعى شباب الأدباء إلى الجوائز العالمية التى لا يهمها مجاملة أحد على حساب آخر.

أما القضية الثالثة فهى غياب النقد الأدبى الجاد البعيد عن الهوى.

والقضية الرابعة: هى التسيب الواضح والعشوائى فى حركة نشر الكتب سواء العامة أو الخاصة. مما أفسد منظومة الأدب المصرى جمله.

ولكن لا نريد هنا ان نبتعد عن فرحتنا بفوز علياء هيكل بهذا التقدير العالمى؛ وهى حفيدة رائد الرواية العربية محمد حسين هيكل. روايتها الفائزة هى «الخروج من البئر» وأصدرت من قبل ديوانين من الشعر هما «يا بحر» و«الترحال» ومجموعتين قصصيتين هما «إيقاع» و«تعويذة علام» تتميز لغتها بعمق التحليل السيكولوجى للشخصيات؛ والتأمل فى خلفيات صراعاتهم وما وراء طموحاتهم سواء الشرعية أو غير الشرعية.

علياء هيكل مثلت مصر فى مهرجان الأيام العربية للقصيدة الذهبى فى تونس عام ٢٠١٧.

ميزة اخرى فى كتابات علياء هيكل هى اقترابها من قضايانا المصيرية، التى تشكل فى مجملها خريطة مجتمع عربى بكل ما فيه من انتصارات وهزائم وانكسارات. هى لا تبتعد أبدا عن الأسلوب العلمى. فهى درست علم إدارة الأعمال وتمكنت من دمج دراستها وتفكيرها العلمى فى كل ما تكتب. 

[email protected]