بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مراجعات

نَصْب تذكاري!

منذ سنوات، نواجه «تيارًا فاسدًا»، يمثله بعض «الهدَّامين»، الذين ينتهجون القُبح والجهل، وإفساد الجمال والذوق العام، من خلال تشويه ساذج لمنارات وقامات مضيئة، تحت شعار «حضارة على المَحَارة»!

للأسف، تبدو هناك مشكلة أكبر، تفوق «أساطير الكيف»، ظهرت بالفترة الأخيرة، في بعض شوارع مصر وميادينها، من خلال تماثيل قبيحة ومشوهة، أساءت لرموزٍ مصرية في مجالات مختلفة!

آخر تلك الإساءات والتشوهات كانت «تمثالًا» يُجَسِّد «سيدة» بمدينة العاشر من رمضان»، يحاكي «فلاحة العمرانية» الذي تم تطويره بـ«وش لاكيه أبيض»، ثم «تمثال» فرعوني يسمى «حورس إله الشمس» في قفط بمحافظة قنا.

قُبْحٌ يغزو بعض الميادين والشوارع على امتداد الوطن، يُضاف إلى ما احتفظت به الذاكرة المعاصرة، من ظهور تمثال اللاعب الدولي محمد صلاح، خلال منتدى الشباب 2018، بشكلٍ شاحبٍ قبيحٍ، فكان مثار سخرية العالم!

تلك المسوخ القبيحة، تفتح من جديد، ملف التماثيل المشوَّهة والقبيحة، التى أصبحت سمة مميزة لبعض الشوارع والميادين، خصوصًا عند مقارنتها بتماثيل رائعة وفريدة أبدعها المصريون منذ عصور الفراعنة.

خلال العقد الأخير، تابعنا تشويهًا متعمدًا مع سبق الإصرار والترصد لتمثال أحمد عرابي «الأخضر»، وكذلك تمثال الخديو إسماعيل، الذي كان مطليًّا بماء الذهب، ليتم «تجديده» بـ«الدوكو الأسود اللامع»!

كما سبق وأن تعرضت كثير من تماثيل رموز ومشاهير الفن إلى التشويه، مثل تمثال الموسيقار محمد عبدالوهاب بميدان باب الشعرية، وقبله طلاء تمثال «كوكب الشرق» أم كلثوم في حي الزمالك، بـ«الدوكو»!

كما لم يَسلم من التشويه في أسوان «صاحب العبقريات» عباس محمود العقاد، وقبله «عميد الأدب العربي» طه حسين في المنيا، بالتزامن مع وجود تمثال أكثر سوءًا وبشاعة للملكة «نفرتيتي» في سمالوط، ثم في سوهاج عندما أُزيل تمثال مشوَّه للملك رمسيس الثاني، صنعه أحد عمال «الجبس» للإعلان عن «ورشته»!

أمثلة كثيرة تابعناها في بعض المدن الأخرى، كتمثال «قبضة مازنجر» في الإسماعيلية، و«عروس البحر» في سفاجا، الذى يشبه الراقصة «صافينار»، وفي بورسعيد وُضِع تمثال يشبه «ببرونة» الأطفال، فى حين ضمَّت جامعة المنصورة تمثالًا زعم منفذه أنه يرمز إلى «طائر الحكمة»!

نتصور أن انتشار تلك التماثيل المشوهة والقبيحة ـ بين فترة وأخرى ـ ليس سوى نتيجة طبيعية لانتشار الجهل المصاحب لمعدومي الذَّوق، الذين يسعون إلى التملق أو تحقيق الشهرة.. أو حتى «السبوبة» على أقل تقدير!

أخيرًا.. ربما يكمن الخطأ في تصدي «المحليات» وحدها لهذا الأمر، لأنه من الضروري الاستعانة بالمتخصصين، مثل «التنسيق الحضاري» ونقابة الفنون التشكيلية، وكليات الفنون الجميلة، لعدم ترك الموضوع فى أيادٍ «جاهلة» تعبث وتشوه وتسيء للوطن.

فصل الخطاب:

يقول «هيودج وايت»: «الأخطاء هي دروس في الحكمة، فلا يمكن أن تغير الماضي، ومازال المستقبل تحت سيطرتك».

 

[email protected]