بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الناصية

كلام تقوله فى القسم!

مسألة اكتشاف سرقة تصميم بوستر مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى مشكلة مخزية ليس لأنها فضيحة دولية بجلاجل.. ولا لأن إدارة المهرجان اكتشفت السرقة بعد تجريسها على السوشيال ميديا.. ولكن لمبدأ الفساد الذى صار فى صميم تفكيرنا!

لا أريد التعميم بالطبع، إلا أن واقعتين فى النفس توجع.. فبعد فضيحة الجدارية المسروقة من لوحات الفنان الروسى خورخى كوراسوف فى إحدى محطات مترو الانفاق للمصممة الشابة غادة والى ولم يعرف أحد هذا إلا بعد أن اتهم الفنان الروسى المصممة المصرية باستخدام لوحاته فى محطة مترو كلية البنات دون إذنه أو الإشارة إلى اسمه، وقال: «لقد استخدموا لوحاتى فى مترو أنفاق القاهرة دون إذنى أو حتى ذكر اسمى»!

وهذه الواقعة منذ نحو 8 شهور، واضطرت الشركة المشغلة للخط الثالث لمترو القاهرة إلى إزالة الجدارية.. فهل المطلوب أن نقلب ونبحث وراء كل من يتقدم بتصميم أو عمل إبداعى وننفخ فى كل شىء بعد ما اتلسعنا مرتين من عملين مختلفين من موظفة رسمية بدرجة فنانة وأخرى اختارتها مجلة «فوربس» الأمريكية ضمن أكثر الشخصيات المؤثرة فى العالم تحت سن الـ30 عاما 2017.. طيب ما الحاجة للسرقة؟

أعتقد أنه فساد فى التفكير والإبداع.. أكثر منه سرقة ونشلا عينى عينك.. فلا واحدة منهما فى حاجة للسرقة، ولكن فكرة السطو على حقوق الآخرين والحصول على الفرص ومنعها عن الغير بأى طريقة حتى بالنصب والاحتيال وبالوساطة والمحسوبية واستغلال النفوذ هو الدافع لاستحلال أفكار وإبداع الآخرين.. نحن لسنا فى حاجة إلى تطهير نفوسنا فقط بل عقولنا من شوائب تراكمت لسنين فى طريقة تفكيرنا.. إن مبدأ ارتكاب الذنوب فى النهار وطلب المغفرة فى الليل ليست كافية للحماية من حقوق الملكية الفكرية!

ومن العيب أن يكون هذا هو حوارنا ونقاشنا فى مجال الإبداع، فى الوقت الذى تعبت فيه قلوبنا من كثرة الكلام عن أهمية أن تكون للدولة المصرية واجهات حضارية مثل المهرجانات الدولية فى ظل تنافس إقليمى شديد لتقديم الأفضل والأروع، وفى ظل بلد سياحى يعتبر السياحة من أهم موارد الدخل القومى، وتحاول تحويل مرافقها إلى لوحات فنية مبهجة.. فيكون ما نقدمه فضيحة يتفرج عليها العالم!

وكنت أتمنى أن لا يحاول الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، وهو من النقاد المتميزين، تبرير واقعة السرقة لأنها وقعت بالفعل ولا بد من الاعتراف بالخطأ والاعتذار بشكل واضح واتخاذ موقف يدين السرقة حتى على الأقل لا نشجع الخلايا النائمة من اللصوص بالمشاركة فى أعمال أخرى فى المستقبل.. أما الكلام عن أن المصممة قامت بشراء التصميم وتصورت إنه أصبح ملكها فهذا كلام لا يليق باحترام حقوق الآخرين.. ويصلح أن يقوله فى القسم!

[email protected]