بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

وقع ولا يزال يقع

إذا كانت عبارة الأيتام على موائد اللئام قد انطبقت على فريق من الناس فى كل عصر، فهى لا تنطبق فى أيامنها هذه إلا على الإخوة السوريين الذين يعيشون فى مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة فى شمال البلاد.

وهؤلاء لا ذنب لهم فى شىء، سوى أن سوء حظهم قد جعلهم يعيشون فى مناطق لا تسيطر عليها الحكومة المركزية فى دمشق، ولا تستطيع تخليصها من أيدى جماعات مسلحة تهيمن عليها.

وعندما ضرب الزلزال هذه المناطق فجر يوم ٦ من هذا الشهر، صارت المحنة لسكانها مضاعفة، لأنهم كانوا قد عانوا من قبل من سطوة الجماعات، ثم عانوا أكثر مع الزلزال، وبعضهم فقد حياته، أو تضرر مادياً ونفسياً، وكانت معاناة كل واحد حسب مستوى الضرر الذى وقع عليه وأصابه فى المكان.

وكانت المعاناة مضروبة فى ثلاثة، عندما غابت عنهم مساعدات العالم، ولم تصل الى أيديهم إلا بعد مرور أربعة أيام على وقوع الزلزال!

ولم يكن العالم يعاقبهم هُم فى الحقيقة، ولكنه كان يعاقب نظام الرئيس السورى بشار الأسد تارة، ثم كان يعاقب الجماعات المسلحة تارةً ثانية.. وفى الحالتين لم يتضرر نظام الأسد، ولا تضررت الجماعات المسلحة، ولكن تضرر هؤلاء المساكين فى شمال سوريا.

فليس سراً أن الحكومة فى دمشق تخضع لما يجعلها معزولة على المستويين العربى والدولى، وكان من نتيجة هذه العزلة أن مقعدها فى جامعة الدول العربية شغر ولا يزال شاغراً، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من الدول فرضت عقوبات على كيانات سورية وأشخاص سوريين.

وعندما ضرب الزلزال المنطقة انهالت عروض المساعدة من الدول على تركيا، ولم يحدث ذلك مع سوريا فى المقابل بكل أسف، مع إن الضرر أصابهما معاً وبالدرجة نفسها تقريباً.. وقد وصل الأمر الى حد أن ٤٥ دولة عرضت مساعدة تركيا فى اليوم الأول للزلزال، حسب ما قالته وكالة الأنباء الفرنسية، ولم تعرض المساعدة على سوريا سوى ست دول!

ولم تجد منظمة الأمم المتحدة مفراً من الاعتراف صراحةً بأن العالم خذل سوريا، وهو اعتراف لا يقدم ولا يؤخر فى حقيقة الأمر، لأن الخذلان وقع ولا يزال يقع!