بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بدون رتوش

الحرب الرائعة..؟ (2)

إنها الحرب التى لا يمكن لأحد أن ينساها، فهى شعلة الانتصار التى حققتها مصر فى أكتوبر 1973، التى تردد صداها فى كل أنحاء العالم لا سيما فى إسرائيل التى منيت فيها بالهزيمة الساحقة. وها هى صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية تنعى الهزيمة بما ورد فيها (لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة فى حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال، وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة. يمكن القول إننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئاً يذكر). أما صحيفة «معاريف» فكتبت: (عندما دوت صفارات الإنذار فى الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهرت حرب السادس من أكتوبر. كانت بمثابة الصيحة التى تتردد عندما يتم دفن الميت. كان الميت حينذاك هو الجمهورية الإسرائيلية الأولى. وعندما انتهت الحرب بدأ تاريخ جديد، فبعد ربع قرن من قيام دولة إسرائيل باتت أعمدتها ودعائمها حطاماً ملقى على جانب الطريق).

كما تردد صدى الحرب فى العالم أجمع، فرأينا الكاتب الفرنسى «جان كلود» يبادر فيوثق للحرب الرائعة فى كتاب حمل عنوان: «الأيام المؤلمة فى إسرائيل» وفيه يقول: ( فى صباح اليوم الأول من ديسمبر 73 أسلم ديفيد بن جوريون الروح، ولم يقل شيئاً قبل أن يموت. غير أنه رأى كل شىء. لقد شهد انهيار عالم بأكمله. وهذا العالم كان عالمه. لقد رأى وهو فى قلب مستعمرته بالنقب إسرائيل وهى تسحق فى أيام قلائل نتيجة لزلزال أكثر وحشية مما هو حرب رابعة. ثم راح يتابع سقوط إسرائيل الحاد وهى تهوى من علوها الشامخ حتى قاع من الضياع لا قرار له. فهل كان الرئيس المصرى أنور السادات يتصور وهو يطلق فى الساعة الثانية من السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس إنه إنما أطلق قوة عاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم؟ إن كل شىء من أوروبا إلى أمريكا، ومن أفريقيا إلى آسيا لم يبق على الحالة التى كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران).

كانت حرب أكتوبر 73 التى قادها الرئيس البطل محمد أنور السادات حرب تأديب وترهيب للكيان الإسرائيلى الغاصب، فلقد تملك الإسرائيليون يومها الحزن والاكتئاب عندما وجدوا أن الحرب كبدتهم خسائر باهظة، فعلى وقعها تقهقر الإسرائيليون على طول الخطوط أمام القوات المصرية المتقدمة التى خاضت حرباً تحريرية رائعة تحطمت أمامها أوهام إسرائيل. إنها الحرب التى ما زال صداها يتردد فى كافة أنحاء العالم لا سيما أن ما يعمق تذكرنا لها اليوم هو أن البطل العظيم السادات كان ضحية جماعة الإخوان الإرهابية التى غدرت به فى السادس من أكتوبر 81، ففى أثناء الاحتفال بالذكرى الثامنة للحرب التى تحقق من خلالها هزيمة الكيان الصهيونى امتدت اليد الآثمة لجماعة البغى والاثم والعدوان، جماعة الاخوان المسلمين لتغتال البطل وهو على المنصة وسط وزرائه وقادة جيش مصر العظيم. وهكذا رحل الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام. ولكن ما زالت ذكراه الخالدة تسكن الجميع. لن ينساه أحد وهو القائل: (هذا الوطن يستطيع أن يأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف. إن القيم تبقى والأخلاق تبقى والأصالة تبقى). رحم الله البطل الذى حقق للمصريين أعظم انتصاراتهم عبر حرب تحريرية رائعة.