بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هَذَا رَأْيِي

الآراء الشاذة

 

 

 

«المرأة مش ملزمة بالخدمة والرضاعة».. تصريحات أثارت الجدل فى الفضائيات وعلى «السوشيال ميديا»..

مثل هذه الآراء أو الفتاوى الشاذة ليست بجديدة على الأمة.. أصحابها إما علمهم محدود أو محبى الظهور والترندات أو من فئات هدفها هدم الأسرة.. ومنهم من نصبوا أنفسهم  وكلاء عن النساء.

نجدهم يأتون بآراء شاذة  تخالف إجماعا صريحا، وغير منسجمة مع مقاصد الشريعة، فغالب الفتاوى الشاذة إما أنها خرجت عن الإجماع، وهذا بيّن، أو لم يُراعَ فيها الواقع والمآل والموازنة بين المصالح والمفاسد وهو ما يدخل تحت مقاصد الشريعة، أو يستبعدها العقل والطبع السليم.

والحقيقة هذه الآراء والفتاوى الشاذة ليست وليدة اليوم ولكنها منذ العهد النبوى ومن بين الآراء التى يمكن اعتبارها من الشواذ، ما أخرجه أبو داود فى سننه عن جابر – رضى الله عنه – قال: «خَرَجْنَا فِى سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِى رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا، فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ – أَوْ يَعْصِبَ شك الراوى – َعلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ» والقصد من هذا الحديث هو بيان أن الرأى الشاذ المخالف لقواعد الشرع ومقاصده كان واقعا فى العهد النبوي.

أمثال هؤلاء الذين قتلوا صاحبهم بجهلهم ما يصدر فى زماننا هذا من غير المختصين بالفتوى أو محددوى العلم والفهم أو من أصحاب أجندات مشبوهة هدفها هدم الأسر وتشتيت الأمة.. 

الغريب أن إحدى هؤلاء تستدل بآيات من القرآن الكريم على أجر الرضاعة وتقول: «دى كلام ربنا مش كلامى»..طبعا لا خلاف أن ما تستشهد به هو كلام ربنا ولكن لم توضح لنا لمن هذا الكلام وما المقصود منه.. فلو كانت تجهل لكان الأحرى بها أن تسأل أولى العلم وإن كانت تقصد التضليل حسابها عند ربها وعليها من الله ما تستحق..  وكما فسر العلماء أن الزوجة لا تستحق أجرا على الإرضاع، وإنما تستحق المطلقة فقط.

توقفوا عن الخوض فى أحكام الأسرة بغير علم فهذا يُشْعِل الفتن، ويُفسد الأسرة، ويعصف باستقرار المُجتمع.

اعلمى أيتها الفتاة وأنت أيتها الزوجة أن العلاقة الزوجية عنوانها الرحمة والمودة، وليست علاقة نديّة أو استثمارية نفعيّة، وتغذيةُ روح المادية والعدائيَّة فيها جريمة أخلاقيّة وهذا ما جاء فى بيان لجنة الأزهر للفتوى.

رعاية زوجك وتربية أبنائك هى رسالة سامية عظيمة، لا تضاهيها رسالة، وهذه الآراء الشاذة يُقصد به تخلى المرأة عن أهم أدوارها وتفكك أسرتها..

نظموا حياتكما وفق ما تريان وحسب قدرتكما واجعلا حياتكما شعارها المودة والرحمة.

ولأصحاب هذه الآراء الشاذة نذكرهم بأن  إفساد المرأة على زوجها وأسرتها، وإفساد الرجل على زوجته وأسرته، وتزيين الانفصال لهما؛ تخبيب وتخريب مُنكَر ومُحرَّم؛ لقول سيدنا رسول الله: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا».

كما أن إهدار أعراف الناس المُستقرة والموافقة للشَّرع، والقول فى القرآن والسنة بغير علم، وادعاء التضارب بين نصوصهما، والخلط المتعمد بين دلالاتها، أساليب مرفوضة؛ ينتج عنها إثارة الفتن، وتفكك الأسر، وابتعاد الناس عن هدى الإسلام وسماحته وأحكامه.

وضع شروط محددة  يتطلب توافرها فيمن يتصدى للفتوى أو الحديث فى علوم الدين حفاظا على المجتمع من التفكك والتشرذم  أمر ضروري وملح، وهذا دور الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء ومعها المجلس القومى لتنظيم الإعلام.

[email protected]