بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

كاريزما

نبوءة الفارس القديم

ينبئنى شتاء هذا العام اننى أموت وحدى ذات شتاء مثله ذات مساء، وأن داخلى مرتجف بردا وان قلبى ميت منذ الخريف.

هكذا تنبأ الشاعر صلاح عبدالصبور فى قصيدة (أغنية الشتاء) من ديوان (أحلام الفارس القديم) صدر عام ١٩٦٤ ولكن عبدالصبور مات فى عز الصيف يوم ١٣ أغسطس ١٩٨١.. وضاعت نبوءته مثلما ضاعت نبوءاته خلال مسرحه.

عاش صلاح عبدالصبور حياة درامية خاصة فى سنوات الستينيات من القرن الماضى.

تنقل خلالها من مكان عمل لآخر كتب فى مجلتى روز اليوسف وصباح الخير عشرات المقالات التى تحولت إلى أهم كتبه النثرية وكان عمله الأساسى فى الهيئة العامة للكتاب أثناء رئاسة الدكتورة سهير القلماوى لها. ولكن فجأة تلقى قرار طرده من الهيئة دون سبب واضح وفشلت القلماوى فى معرفه السبب.

كان هذا فى نهاية عام ١٩٦٧، وذهب للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذى رحب به وأبلغ جمال عبدالناصر أن مراكز القوى طردت الشاعر صلاح عبدالصبور من عمله.. وأمر بعودته إلى عمله. وقال: الوطن الذى يفصل شاعرًا لا صدق فى احلامه.. وليست مصر هذا الوطن.

ولكن عبدالصبور لم يعرف راحة فى وطنه فتشرد فى أكثر من بلد حتى استقر فى أحد بلاد الهند وظل فيها سنوات ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعاد إلى هيئة الكتاب حتى صار رئيسا لها إلا أن حدث فى يناير عام 1980 ان أصرت إسرائيل ان تقيم جناحا لها فى معرض الكتاب. وكان مطلب المثقفين من صلاح عبدالصبور خلال مظاهرة فى أرض المعارض ان يقدم استقالته ولكنه رفض فهاجمه الشاعران أحمد عبدالمعطى حجازى وأمل دنقل والفنان بهجت عثمان بشدة أمام زوجته الاعلامية سميحة غالب واتهموه أنه باع القضية، فقالت الزوجة (هو احنا كسبنا ايه ده بعنا عفش البيت فى الستينيات عشان نعيش)، فقال أمل دنقل: صلاح باع بمليم وتأثر صلاح جدًا. وأصيب بأزمة. وقال الطبيب المعالج: إنها (ذبحة صدرية)، ومات صلاح عبدالصبور يوم ١٣ أغسطس 1980 عن عمر خمسين عاما.. تاركا ستة دواوين هى (الناس فى بلادى. وأقول لكم. وأحلام الفارس القديم. وتأملات فى زمن حزين. وشجر الليل. والابحار فى الذاكرة)

ومسرحيات (مأساة الحلاج. والأميرة تنتظر. ومسافر ليل وليلى والمجنون. وبعد ان يموت الملك).

Nader nashed [email protected] gamail com